x

جيران «الاتحادية».. أبواب ونوافذ مغلقة.. ورحيل جماعى للسياح

الخميس 06-12-2012 00:28 | كتب: عمر عبدالعزيز |

يجلسُ برشاقةٍ على قفصٍ موضوع بطريقة رأسية، يثبت عينيه على الفاكهة التى لم يبع منها شيئًا منذ الصباح، يستمع إلى أصوات المتظاهرين المحيطين بقصر الاتحادية «شوف شوف شوف.. الثورة يا خروف».

يعكس حال إبراهيم محمد، بائع فاكهة بشارع المماليك، الذى يقع على بعد أمتار من قصر الاتحادية، بمصر الجديدة، تغيرًا جذريًا فى أجواء المنطقة، بالتزامن مع المسيرات التى توجهت إلى القصر، الثلاثاء، فهو طوال 30 عامًا مضت، تواجد خلالها بالمنطقة، لم يرَ يومًا كهذا، الذى وصفه قائلا: «تحولنا من أهدأ منطقة إلى أكثر مكان مزعج. ويضيف: «المنطقة كلها قلق وخوف، وأول ما الشرطة ضربت قنبلة الناس اترعبت». ويستطرد «إبراهيم» - الذى رشّح الرئيس محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة: «فى مظاهرات الإخوان كانت الدنيا هادية، وعرفت أبيع فاكهة لأن كان فى ناس منهم (صايمين) واشتروا (بلح) وقت الفطار».

آثار المظاهرات الحاشدة المؤيدة والرافضة للإعلان الدستورى الأخير - أصابت ربيع سليم «فى مقتل»ٍ، على حسب قوله، فهو يعمل فى التسويق العقارى، يستأجر شققا فى شوارع محيطة بالقصر، مع وجود بند فى العقد يتيح له التأجير إلى طرف آخر، ويتكسب من الفارق بين قيمة الإيجارين.

ويقول «سليم»: «استأجر 15 شقة فى هذه المنطقة منذ سنوات، أغلب عملى مع العرب الوافدين للسياحة العلاجية، ومنذ صدر الإعلان الدستورى الأخير، وزحف الإخوان إلى القصر، هجر السائحون المنطقة، وبعضهم رحل عن مصر خوفًا من تفاقم الأحداث».

أمام منزل شقيقته بشارع السلحدار، الذى تطل شرفته على القصر مباشرة، يقول رشدى محمد: «كل سكان المنطقة متأثرون بالمظاهرات، الأبواب كما ترى مغلقة، والخوف من نشوب اشتباكات يرجف القلوب، لكننى فى النهاية سعيد بالتحرك ضد الإعلان الدستورى الذى منح الرئيس صلاحيات واسعة، وأظن أننى حين أقرأ مسودة الدستور كاملة سيزداد دعمى لهذه المظاهرات». يضيف «محمد»: «قوات الأمنُ زادت أعدادها لكنها، كما بدا لنا لن تلجأ للعنف، لأن وزارة الداخلية لا تريد تكرار مأساة أحداث الثورة، التى تطارد ذكراها ضباطها وأفرادها، وظهر ذلك حين اقترب منهم المتظاهرون، دون أن تنشب اشتباكات حقيقة بين الطرفين».

ويتحدث محمد - الذى منح صوته لأحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية: «الأمن أثناء خطاب مرسى، فى عشيرته وأهله، قبل أيام لتأييد الإعلان الدستورى تركهم كما يشاءون، يعلم جيدًا أن أفراد الجماعة لن يؤذوا رئيسهم لكن الوضع الآن مختلف تمامًا، الجموع تطالب بإسقاط الرئيس»، يضيف: «القلق موجود منذ الدعوة للتظاهر أمام الاتحادية، لكنه تضاعف».

ويقول أحمد عادل، يعمل فى مكتب وزير الإعلام: «كل السكان يخشون نشوب اشتباكات، المتظاهرون سيركضون على الفور فى شوارعنا ولن يكون أمامهم إلا منازلنا للاختباء بها، وسندخل فى أزمات. ويُحمل «أحمد» الذى تفصل منزله عن الاحتجاجات أمتار قليلة الرئيس مسؤولية الانقسام الذى تشهده مصر بسبب الإعلان الدستورى الأخير وكذلك المسودة النهائية للدستور التى سيصوت على رفضها.. 63 عامًا، قضاها «كيفورك» حول قصر الاتحادية، هو أرمنى الأصل مصرى الجنسية، ولد بمصر الجديدة عام 1949، ويمتلك محل مفاتيح، وهو يؤكد أنه لم ير فى حياته انقسامًا فى صفوف الشعب مثلما يراه حاليا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية