x

محللون: «أوباما المتردد» يطلب دعم الكونجرس.. ودمشق تسخر منه

الأحد 01-09-2013 23:45 | كتب: وكالات |
تصوير : other

أرسل البيت الأبيض إلى الكونجرس، رسمياً، مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا وإعطاء الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر لـ«وقف» و«تجنب» حدوث هجمات كيميائية.

ويرى محللون أن التبدل المفاجئ فى توجه «أوباما» يعكس رغبته فى كسب الوقت والحصول على دعم قبل الدخول فى نزاع، رغم مجازفته بالظهور كرجل متردد فى إدارته النزاعات الدولية.

وطوال الأسبوع الماضي، صعّدت إدارة «أوباما» لهجتها ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتحدثت عن مقتل 1429 شخصا بينهم 426 طفلا فى هجوم بالأسلحة الكيماوية وقع في 21 أغسطس الماضى بالقرب من دمشق، حسب تقرير للاستخبارات الأمريكية، وتحدثت عن ضربة مقبلة ضد النظام السورى بعد نشر 6 سفن حربية مزودة بصواريخ عابرة للقارات.

لكن فجأة تبدل الموقف، عندما أعلن «أوباما» أنه اتخذ القرار المبدئى بقصف سوريا لكنه سيرجع إلى الكونجرس ليجيز اللجوء إلى القوة. وهذا التحول يبعد احتمال تدخل عسكرى بما أن أعضاء مجلسى النواب والشيوخ في عطلة تنتهى فى 9 سبتمبر الجارى، ولم يطلب الرئيس الأمريكي دعوتهم لعقد دورة استثنائية.

وفيما ذكرت صحيفة «يو إس إيه توداى» الأمريكية أنه بعد مرور 10 أعوام من الحملة العسكرية الأمريكية فى العراق، وجد «أوباما» نفسه يطارد «أشباح العراق»، سارع وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، إلى «طمأنة» ائتلاف المعارضة السورية، بعد أن أعرب الأخير عن «استيائه الشديد» بسبب طلب «أوباما» موافقة الكونجرس على أي تحرك عسكري، وأكد «كيري» التزام «أوباما» بتحميل نظام «الأسد» مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيماوية.

واعتبرت المعارضة السورية أن تأجيل العمل العسكرى «يشجع» قوات «الأسد»، وقال مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بأن موقف «أوباما» أصابهم بـ«خيبة أمل»، إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن الكونجرس سيوافق على الضربة.

وقال عضو الائتلاف سمير نشار: «(أوباما) يريد أن يعوض عدم موافقة مجلس العموم البريطانى على تدخل حكومته عسكريا فى سوريا، ما أفقده حليفاً قوياً.. هو يريد أن يحصل على تغطية سياسية لقراره العسكرى».

وأكد رئيس هيئة الأركان العامة فى الجيش السورى الحر، اللواء سليم إدريس، أن الجيش الحر سيكون على علم بالمواقع التى سيتم استهدافها خلال الضربة العسكرية من قبل قوات التحالف.

وفيما شهدت إسرائيل أجواء غضب من قرار «أوباما» إرجاء ضرب نظام «الأسد»، تجمع نحو 100 من «دعاة السلام» فى مواجهة نحو 50 من أنصار المعارضة السورية أمام البيت الأبيض وهتفوا «الحرب على سوريا يجرى تبريرها بأكاذيب».

وشددت السلطات الأمريكية التدابير الأمنية بالداخل قبل تدخل عسكرى محتمل ضد سوريا، حيث ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الأحد أن مكتب التحقيقات الفيدرالى (إف. بى. آى) عزز مراقبته للسوريين المقيمين فى الولايات المتحدة لمنع أى عمل انتقامى فى حال وجهت ضربات عسكرية أمريكية إلى سوريا. وقالت الصحيفة إن وكالة الاستخبارات الداخلية وإدارة الأمن الداخلى حذرتا الوكالات الاتحادية والشركات الخاصة من أن أى هجوم أمريكى يمكن أن يؤدى إلى هجمات إلكترونية.

كان قراصنة معلوماتيون يؤكدون أنهم يدعمون «الأسد» ومعروفون باسم «الجيش السورى الإلكتروني» استهدفوا فى الأشهر الأخيرة مؤسسات أمريكية، بينها خصوصا صحيفة «نيويورك تايمز».

من ناحيته، رد نظام «الأسد» على انتظار «أوباما» موافقة الكونجرس بشأن توجيه تلك الضربة، بالإشارة إلى أن «أوباما صعد إلى قمة شجرة لا يعرف كيفية النزول عنها لذلك لجأ إلى الكونجرس لإيجاد مخرج من ورطته»، بحسب تعبير مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفرى الذى أضاف: «أوباما يخضع لضغوط هائلة من اليمين المتطرف والصهيونيين الجدد ومن إسرائيل وتركيا وبعض العرب».

واستطرد بلهجة حملت جانباً من السخرية: «الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون صعدا إلى أعلى الشجرة ولا يعرفان كيفية النزول عنها، ولذلك لجأ الاثنان إلى مجلس العموم والكونجرس بحثاً عن مخرج من الورطة».

ومع وصول تعزيرات عسكرية أردنية لمنطقة الحدود مع سوريا، بحسب مصدر عسكرى أردنى، قالت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من نظام «الأسد»، إن السعودية جهزت لهجوم برى من شمال الأردن، يتزامن مع الضربة العسكرية الغربية المرتقبة ضد دمشق. وقالت الصحيفة فى خبر مقتضب بثته على صفحتها على «فيس بوك»، إن الهجوم السعودى سيشارك فيه 3 آلاف جندى تم تدريبهم على أيدى قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز).

وأكد رئيس لجنة الأمن القومى فى مجلس الشعب السورى، اللواء إبراهيم المحمود، أن بلاده سترد بكل ما تملكه من قدرات على أى هجوم تتعرض له، بينما أعلن القائد العام لقوات الحرس الثورى الإيرانى، اللواء محمد على جعفرى، أن بلاده ستحبط خطط الحرب على سوريا، مشيرا إلى أن أمريكا ستواجه ردود أفعال من خارج الحدود السورية إذا ما أصرت على تنفيذ تلك الخطط العدوانية، ولوح بتهديدات بأن «الدول التى تدعم الولايات المتحدة فى مثل هذا التدخل العسكرى ستواجه أزمات فى أمنها القومى».

جاء ذلك فيما نشرت هيئة الإذاعة البريطانية ما وصفته بـ«أدلة غير سرية» توصلت إليها واشنطن حول الهجوم الأخير بالأسلحة الكيماوية عبارة عن صور باستخدام الأقمار الصناعية تضمنت قيام القوات السورية بإطلاق صواريخ من منطقة تخضع لسيطرتها قبل 90 دقيقة من نشر أول تقرير إخبارى عن هذا الهجوم الكيماوى.

وكشفت الأدلة عن اعتراض، عبر أجهزة الاستخبارات، لاتصالات مسؤول سورى رفيع المستوى أكد استخدام أسلحة كيماوية وأعرب عن قلقه إزاء إمكانية حصول فريق تفتيش تابع للأمم المتحدة على أدلة لاستخدامها.

ميدانيا، قتل 46 شخصًا فى عمليات عسكرية شنتها قوات النظام السورى بالأسلحة الثقيلة على المدن، التى تتمركز فيها قوات المعارضة، بينما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن حصيلة قتلى الصراع السورى، منذ بدئه فى منتصف مارس 2011، تجاوزت 110 آلاف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية