x

داوود عبد السيد: الإسراع بالانتخابات «ضرورة» لعودة مدنية الحكم (حوار)

الإثنين 02-09-2013 01:46 | كتب: محسن حسني |
تصوير : حازم جودة

أعلن المجلس الأعلى للثقافة فوز المخرج السينمائى داوود عبد السيد بجائزة الدولة التقديرية للفنون فرع السينما عن مجمل أعماله، التى بلغت ثمانية أعمال أحدثها «رسائل البحر»، وقبله «مواطن ومخبر وحرامى» و«الكيت كات» و«أرض الخوف» و«أرض الأحلام»، و«البحث عن سيد مرزوق» و«سارق الفرح» و«الصعاليك»، إضافة إلى عدة أفلام تسجيلية. ورغم قلة عدد أعماله الفنية فإنه يصنف كواحد من أهم مخرجى السينما العربية، وقد احتلت السياسة حيزاً كبيراً من أعماله، التى ناقش خلالها هموم المواطن المصرى وأوجاعه.

«المصرى اليوم» حاورت المخرج «داوود عبد السيد» حول فوزه بالجائزة، كما تطرق الحوار إلى رؤيته للأحداث السياسية المتسارعة، التى تشهدها مصر منذ خروج الملايين يوم 30 يونيو، مروراً بعزل الرئيس السابق محمد مرسى، وفض اعتصامى رابعة والنهضة، وصولاً للقبض على قيادات الإخوان، والتصعيد الدولى تجاه مصر، واحتمالات توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا. وإلى نص الحوار:

■ كيف تلقيت خبر فوزك بالجائزة؟

- أبلغونى بعد انتهاء التصويت، وكانت مفاجأة، فأنا لم أعلم أن هناك جلسة للتصويت أصلاً، ظننتها ألغيت بسبب الأحداث، التى تمر بها البلاد، لكننى كنت أعلم أن اسمى تم طرحه بين المرشحين للفوز بالجائزة، وسمعت بعد ذلك أن أموال الجائزة سترد للدولة، كما سمعت أن بعض المثقفين بصدد إقامة دعوى قضائية ضد الدولة، بسبب حجب الجائزة هذا العام، ولم أهتم بالأمر حتى أبلغونى بخبر فوزى بالجائزة.

■ هل جاءك الخبر من مصدر رسمى؟

- لا، وإنما عرفت من صديق له علاقة باللجنة، ويعرف ما يحدث فى الكواليس، وهو اتصل بى بشكل غير رسمى، ثم إن الخبر انتشر والكثيرون بدأوا يحدثوننى فأغلقت هاتفى منعاً للإزعاج، حتى اتصل بى الوزير محمد صابر عرب، وهنأنى بالفوز، وطبعاً هى جائزة أعتز بها، لأنها ليست عن عمل فنى واحد، وإنما تمنح تلك الجائزة عن القيمة، التى أضافها الشخص الفائز لمجال معين، سواء الفنون أو فروع الجائزة الأخرى.

■ هل ترى تكريم المثقفين بارقة أمل للثقافة المصرية؟

- هذه الجائزة قديمة وموجودة منذ عشرات السنين، المتغير هو وجود نظام الإخوان المسلمين، الذين كانت لديهم نظرة عدائية واضحة للثقافة والفنون والحريات بشكل عام، وهذا كان مصدر القلق الوحيد، وبالتالى فتوزيع الجائزة يعنى بارقة أمل، وإن كنت أحب أن أرجع الأمور لأصولها، فالدولة المصرية اعتادت توزيع تلك الجوائز لتشجيع المثقفين بقصد تشجيع الثقافة والعلوم والفنون، وهى سنة محمودة وشىء جيد، لكن هناك أدوارا أخرى يجب أن تلعبها الدولة تجاه حماية وتنمية الثقافة، منها مثلا دور تعليمى، ودور إرشادى ودور تنموى يهتم بالمواهب، ودور تشجيعى بتخفيض أسعار تذاكر الفعاليات الثقافية.

■ كيف ترى الأحداث السياسية المتسارعة منذ 30 يونيو وحتى الآن؟

- لا أعتقد أننى سأضيف فى هذا الصدد، ولكن أرى أن الشعب المصرى لم يتحمل محاولات فصيل تغيير شكل الدولة المصرية، وتغيير نوع الحياة الوسطية، التى تعيشها غالبية الشعب المصرى، فقرروا الخروج للاعتراض بعد توقيع الملايين على استمارات التمرد، وكان للجيش موقف مشرف ومساند للشعب وللحق وللمدنية، لأنه لو وقف على الحياد فى تلك اللحظة الفارقة لكانت شوارع مصر ستشهد مجازر وفتنا واقتتالا فى الشوارع.

■ ما رأيك فى موقف بعض رموز التيار المدنى، الذين يتظاهرون ضد الجيش باعتباره نفذ انقلاباً عسكرياً؟

- كل واحد حر، أنت حر ما لم تضر، والمهم ألا أفرض رأيى عليك، ليس هناك خطر فى تعدد الآراء، وإذا كنت تسألنى عن تقييمى الشخصى لموقف هؤلاء – وبعضهم من اليسار – سأقول لك إن قطاعا كبيرا من الشعب نزل بمطالب، لكن السلطة لم تستجب حتى 3 يوليو، وكان على الجيش حسم الأمور، وإلا كان الإخوان سيعنفون الناس، كما حدث عند الاتحادية فى نوفمبر 2012 حين ذهب بعض الإخوان لتعنيف المعارضين للرئيس مرسى.

■ هل تعتقد أن الأمور ستستقر طبقاً لخارطة الطريق، التى تنفذها الحكومة الانتقالية الآن؟

- أتمنى ذلك، ولكن لا أعرف ما سيحدث على وجه الدقة، مصر تمر بأوقات عصيبة، وأتمنى أن تجرى انتخابات مجلسى الشعب والشورى والرئاسة فى أسرع وقت، حتى تعود مقاليد الحكم لنظام مدنى منتخب.

■ كيف ترى التداعيات الدولية لما حدث فى مصر منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة وحتى الآن؟

- هذا فعلاً سؤال يحيرنى شخصياً، لأن كل دول الغرب لديها سفارات بمصر وأجهزة تخابر، فضلاً عن صحافتها، التى شاهدت كل ما حدث، فكيف لا يفهمون حتى الآن حقيقة ما حدث، هم مشغولون فقط بالتعريف العلمى والكلاسيكى والأكاديمى لكلمة انقلاب، وهذا موقف غريب، لأننا لسنا بالجامعة لنبحث فى طبيعة مصطلح الانقلاب، نحن على أرض الواقع، وهناك ملايين خرجت، وقابلتها السلطة الحاكمة بالعناد، فما كان أمام الجيش سوى التدخل منعا للحرب الأهلية، والاقتتال بين صفوف الشعب، وهذا تدخل عسكرى وقائى لحماية المجتمع، وعدم فهم الغرب ما يحدث ببلادنا، هذه مشكلتهم، وليست مشكلتنا، هل هم مغرضون أم بلداء أم جهلاء بأمورنا، هذه مشكلتهم، وليست مشكلتنا.

■ هناك توتر يسود المنطقة كلها وتحركات العديد من الجيوش لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا هل ترى أن هذا يشكل خطراً على أمن مصر القومى؟

- بكل تأكيد، المشكلة أن كل حدود مصر ملتهبة، فى الجنوب هناك مشاكل فى السودان، وفى الغرب هناك مشاكل فى ليبيا، وفى الشرق أيضاً، فضلاً عن مشكلات الداخل، وعدم استقرار الأوضاع، كل هذا يثير القلق، وعلينا أن نعى تماماً خطورة الوضع، فلو حدث ضرب فى سوريا سيكون صداه فى مصر، وستتألم القاهرة، وتنزف إذا ضربت دمشق، لأن سوريا خط حماية استراتيجى لمصر، الأخطر من كل هذا أن أطراف الصراع كثيرة، ومسرح الأحداث هو منطقتنا ولكن الأطراف المتصارعة كثيرة، وهى أمريكا وإسرائيل وأوروبا، فى مقابل روسيا والصين وإيران، وهذه أزمة حقيقية نتمنى أن تمر بسلام.

■ تعدد أطراف الصراع هل تراه ينذر بحرب عالمية ثالثة أم أن الأمور لن تصل لهذا الحد فى تقديرك؟

- لا أعتقد أن الأمور ستصل إلى حرب عالمية ثالثة، أنا لست محللا سياسيا، ولكنى أتصور أن الحرب العالمية كانت بين الكتلتين الشرقية والغربية، بينما لم تعد هناك كتلة شرقية، الحروب حالياً محدودة، ولكنها خطر بالطبع.

■ كيف ترى التعامل مع اليمين بمصر بعد هذه الأحداث؟

- لا أعرف إن كان الإخوان سينخرطون فى الحياة السياسية من جديد أم لا، وأعرف أن كل مجتمع سياسى له خريطة تشمل يمينا متطرفا، ويمينا وسطيا، ويسارا متطرفا، ويسارا وسطيا، ويجب أن يتعايش الجميع تحت مظلة القانون، لأن الوطن يتسع للجميع، المهم أن يكون المعيار السياسى هو إنجاز خدمات حقيقية للمواطن، وليس إرشادا دينيا، والمسؤول يجب أن يقدم منفعة ملموسة للمواطن، ولا ينشغل بتعليم المواطن القيم أو الدين، هذا شىء آخر لا يجب خلطه بالسياسة، فإذا كنت تريد تعليم الناس الدين فلتذهب بهم إلى المسجد والكنيسة، وتترك الساحة السياسية للسياسيين، لينجزوا خدمات حقيقية تتعلق بالصحة والتعليم والأسعار وغير ذلك.

■ كفنان مصرى هل شعرت باطمئنان نسبى بعد 30 يونيو؟

- بالتأكيد كل الفنانين شعروا باطمئنان نسبى، لأن الفصيل الحاكم كان مثيرا للقلق، بسبب مواقفه المريبة من الفن والثقافة، والفضل يرجع لتدخل الدولة المصرية بمؤسساتها، فنحن أول دولة فى التاريخ، ووجود الدولة مهم جداً بالنسبة لكل مصرى، ولولاها لما وصلت المياه لقرى مصر.

■ البعض يبدى تخوفات من عودة الدولة القديمة بفسادها وقمعها للحكم من جديد.. هل ترى أن تلك المخاوف فى محلها؟

- بالتأكيد فى محلها، نحن نرى ليل نهار رؤوس وأذناب النظام السابق تطل علينا من جديد عبر البرامج، وهذا خطر، لأن عودة الدولة الأمنية والقمعية تمثل انتكاسة للثورة، وإن عادوا فكأن ثورة لم تقم، وللأسف أرى أصوات نعيق من رموز النظام السابق كل همها تخوين الناس، وأقصد أصوات الأجهزة القمعية للدولة، وأحب أن أقول إن هذا لن يسمح به الناس، وعليهم أن ينتبهوا لذلك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية