قالت جماعة «الإخوان» إن المصريين ظنوا أنهم بعد ثورة 25 يناير 2011 قد استعادوا حريتهم وكرامتهم وسيادتهم، وقد آن لهم أن يستريحوا في ظل دولة مدنية ديمقراطية عصرية، إلا أن «لصوص الثورات قاموا بانقلاب عسكري أطاح بكل ما حققه المصريون في ثورتهم، لكن في 30 أغسطس خرج الشعب المصري في كل محافظات مصر بأعداد غير مسبوقة حتى أثناء ثورة 25 يناير ليعلنوا للجميع رفضهم القاطع هذا الانقلاب الدموي المجرم»، بحسب البيان.
وأصدرت الجماعة بيانا اتهمت فيه من سمتهم «الانقلابيين العسكريين» بـ«استغلال الخلاف السياسي بين القوى والأحزاب السياسية، وكذلك المشكلات الحياتية، واستمالة بعضهم ضد بعض، وتحريض بعضهم على بعض، وطلبوا من بعضهم تفويضا استغلوه في محاولة الهيمنة على الدولة، والسيطرة على الحكم، وإقامة نظام عسكري ديكتاتوري بوليسي يقتل الأبرياء ويعتقل الشرفاء، ويكمم الأفواه، ويعيد البلاد إلى الوراء»، بحسب البيان.
وتابعت: «الشعب المصري العظيم قام من جديد بالتصدى للانقلاب الأبشع من نظام حكم حسني مبارك المخلوع بعد أن افتضح أمره»، مشيرة إلى أن «البعض كان يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة فإذا بالانقلابيين يعزلون الرئيس، ويعتقلونه في مكان مجهول، ويجمدون العمل بالدستور، ويحلون مجلس الشورى، ويغلقون القنوات الفضائية المعارضة لانقلابهم، ويعتقلون الإعلاميين والصحفيين المتمسكين بالشرعية»، بحسب البيان.
وأضافت الجماعة في بيانها أن «الانقلابيين يعتقلون القيادات السياسية، ويلفقون لهم التهم الباطلة، ثم يتوسعون في الاعتقال، حتى يطال كل من يجهر بمعارضتهم، حتى وصلت الأعداد إلى عشرة آلاف، ويقتلون المصريين بغير حساب في مجازر لم نر لها مثيلا في مصر في مذابح الحرس الجمهوري والمنصة والإسكندرية وغيرها من المحافظات، ثم مجزرة رابعة العدوية والنهضة وميدان مصطفى محمود ورمسيس، حيث قتل أكثر من 5 آلاف بالرصاص وبالحرق، ثم تم حرق الجثث، والإجهاز على الجرحى، ومنع الإسعاف من إسعافهم، ثم تعذيب المعتقلين في سجن أبوزعبل حتى الموت»، بحسب البيان.
وأشارت الجماعة إلى أن «من قاموا بالانقلاب في مصر تجاوزوا كل الخطوط الحمراء فحاصروا المساجد، وقتلوا المصلين، وحرقوا بعض المساجد والمصاحف، واعتقلوا السيدات والفتيات، وفي منتصف الليل بعد أن قتلوا بعضهن في المنصورة وفي رابعة العدوية، كل هذا فعلوه في أقل من شهرين».
وتابع البيان أن «حازم الببلاوي، رئيس الوزراء المزعوم، خرج علينا يقول إن عمليات القتل الوحشية التي جرت إنما هي عمليات مبررة في الفترة الانتقالية، ثم يعتبر العلاقة بين الانقلابيين ورافضيه علاقة عداوة، كتلك التي كانت بين الولايات المتحدة ودول المحور في الحرب العالمية الثانية، وبينها وبين فيتنام في الحرب التي كانت دائرة بينهما، فهل هذا من مصر، وهل هذا إنسان، فضلا عن أن يكون رئيسا للوزراء؟»، بحسب البيان.
وأكدت الجماعة أن «هذا الشعب الثائر لن يهدأ له بال حتى يسقط هذا النظام العسكري الانقلابي، ومن ثم فالمصريون لن يخلدوا إلى راحة بعد وإنما سيملأون الميادين والشوارع يوميا ويصعدون من فعالياتهم السلمية، وسيبتدعون وسائل سلمية جديدة حتى يتم استرداد الثورة»، بحسب البيان.