x

وزير الداخلية: «الأمن السياسي» عاد إلى مصر.. و«نخنوخ طلب أبعت له البلتاجي»

الأحد 01-09-2013 01:17 | كتب: معتز نادي |
تصوير : تحسين بكر

قال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، السبت، إن القوات المسلحة أنقذت البلاد من «حرب أهلية»، بسبب ما اتخذته من قرارات جراء مظاهرات 30 يونيو الماضي، لافتًا إلى أنها حقنت دماء المصريين، كما أشار في الوقت نفسه إلى عودة «الأمن السياسي» للعمل في مصر، لافتًا إلى أن «الأمن الوطني يعمل بحرفية شديدة، ورجعت له كل العناصر الكفء».

وتحدث «إبراهيم»، في لقاء تليفزيوني أذاعته قناة «cbc»، عن فض اعتصامي منطقة رابعة العدوية وميدان النهضة، مشيرًا إلى أنه تم أخذ هذا القرار في حضور الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، الذي طالب بـ«ضبط النفس» مع المتظاهرين، في اجتماع مجلس الدفاع الوطني.

وأوضح أن قرار فض اعتصامي «رابعة والنهضة» تم بموافقة من مجلس الدفاع الوطني، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية قامت بعد ذلك بإصدار بعض البيانات لمناشدة المتظاهرين ترك الاعتصامين، وأضاف أنه تم وضع تمركزات على نقاط بعيدة، والمرحلة الثالثة كانت تتلخص في «حصار شامل كامل» بحيث يتم منع أي شخص من الدخول أو الخروج من الاعتصام، والخطوة الرابعة كانت تقوم على الفض.

وقال: «بدأنا بالمرحلة الأولى ورمينا منشورات، وكلها كانت تقابل بسخرية واستهجان من منصة رابعة، وبدأوا في الحرب النفسية، وأرسلوا لي رسائل تهديد على تليفوني»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن هناك «قيادات عاقلة» لدى «الإخوان»، من بينها الدكتور محمد علي بشر، عضو مكتب الإرشاد لجماعة «الإخوان»، وكشف أنه تحدث معه حول جدوى هذا الاعتصام، ولفت إلى أن «بشر» لم يكن راضيًا عما يحدث على منصة «رابعة».

وتابع أن بداية فض اعتصام «رابعة» تمت بالمياه عن طريق سيارات الإطفاء، ثم أجهزة الذبذبات الصوتية، وبعدها اللوادر، ثم القوات الخاصة إلى أن وصلت القوات إلى منصة رابعة، والمستشفى الميداني.

وتابع: «أول ضحية سقطت كانت من الشرطة»، مشيرًا إلى أن قوات الأمن بدأت بالسيطرة على العقارات المطلة على «رابعة»، وتمت السيطرة على مسلحين كانوا موجودين هناك، ووجّه حديثه لأنصار مرسي، بقوله: «القيادات سابتكم ومشيت»، مشيرًا إلى أن الشرطة تعرضت لإطلاق نار كثيف من مسجد «رابعة»، والمستشفى والعقارات، نافيًا ضرب قواته المسجد، وقال: «هاضرب مسجد ليه؟».

وأوضح أن وقت فض الاعتصامين كانت الأنفاق مغلقة، وتم غلق معبر رفح، وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة، وتم عمل كمائن وتوقيف حركة المترو والقطارات، لـ«منع أي شخص من الانضمام للاعتصام حتى إنهاء عملية الفض».

وأكد «إبراهيم» أنه «أصبح هناك الآن جهاز للأمن السياسي في مصر»، وأضاف أن القيادات القديمة لجهاز أمن الدولة «المنحل» تمت إعادتهم لعملهم في إطار من القانون، مشددًا على أنه لم يستخدم «الطوارئ» حتى الآن رغم الأحداث التي تشهدها البلاد.  

وأشاد «إبراهيم» بدور القوات المسلحة، مضيفًا: «ناس وطنية، وينظرون لهذا الشعب، ورضخوا للشعب، وحموا البلد، وقاموا بتقوية جهاز الشرطة، وأقدم لهم التحية والإعزاز والتقدير».

وأشار إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، هو «أحد عناصر أو أعضاء الحكومة المصرية، وسيادته ما بيتكلمش في جلسة مجلس الوزراء إلا فيما يتعلق بموضوعات القوات المسلحة».

وأوضح «إبراهيم» أنه يعود في أي أمر يتعلق بوزارة الداخلية إلى رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، وأنه ينسق مع «السيسي» في حال العمليات المشتركة.

وعن الوضع الأمني في سيناء، أشار إلى أنه يتم العمل على هدم الأنفاق، وتأمين الحدود، وقال: «قريب جدًا نسمع أخبار كويسة في سيناء»، كما تحدث عن الوضع في كرداسة، مؤكدًا وجود خطة بالتنسيق مع القوات المسلحة، للتعامل مع ما يجري بتلك المنطقة، وأضاف: «هناك عملية قادمة، ولن نترك أبناءنا وشهداءنا».

وفي سياق متصل، اعتبر أن فض اعتصامي «رابعة والنهضة» بداية لـ«مكافحة الإرهاب»، مضيفًا: «نحن بدأنا في الحرب على الإرهاب، وأنا كوزير داخلية عاوز الدنيا تتآلف وننطلق للأمام، ونشوف الأمن للبلد والناس»، مستنكرًا دعوات التظاهر الخاصة بأنصار مرسي تحت مسميات «يوم الحسم والفرقان والطوفان»، مشددًا على أن «ما قبل 30 يونيو لن يعود، والإخوان مش هايرجعوا للسلطة التاني، وعشان يرجعوا عاوزين سنين لمداواة ما فعلوه بالشعب المصري»، حسب قوله.

وأشار إلى أنه أبلغ رئيس مجلس الوزراء السابق، هشام قنديل، بضرورة وقف حركة المحافظين، وعدم تعيين أي شخص ينتمي لـ«الإخوان»، مبررًا ذلك بقوله: «لأني عارف إن مفيش وزير إخواني هايخش المحافظة، ويمارس عمله، وطلبوا مني تمكينهم من الدخول، وقلت لهم استحالة وهو داخل وخارج المحافظة حارمي قنبلتين غاز».

ووصف «إبراهيم»، في حديثه، «قنديل» بـ«رجل فاضل، لكنه ليس رجل العصر والمرحلة».

وشدد «إبراهيم» على أنه كان يمارس عمله بوضوح دخل حكومة «قنديل»، مشيرًا إلى أنه تعرض لاستهداف، وتمت محاصرة بيته، إلا أنه أبدى عدم خشيته من تلك الأمور لـ«توكله على الله»، حسب تعبيره.

واستنكر الهجوم على نقطة شرطة النزهة، وقسم شرطة بولاق الدكرور، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنه في تلك المرحلة من الممكن أن يمتد الاستهداف إلى بعض السياسيين والإعلاميين، و«ممكن تدخل في حالة من الاغتيالات والفوضى».

وبسؤاله حول طريقة تعامله مع محمد البلتاجي وصفوت حجازي، بعد القبض عليهما، بعدما صدرت منهما تصريحات ضد وزير الداخلية، وهل سيحضرهما للحديث معهما حول ما بدر منهما تجاهه، أجاب: «من الوضاعة وصُغر الحجم أن أعمل كده، واستحالة أعمل كده»، وأضاف ضاحكًا: «نخنوخ بعت لي رسالة أبعت له البلتاجي في سجن برج العرب».

ونفى وقوع أي اعتداءات على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، داخل سجن طرة، ونفس الأمر مع «البلتاجي»، مضيفًا: «لما قبضوا عليه كان بيضحك، وعمل بإيده إشارة رابعة، وقلت لهم خدوه على السجن مباشرة»، كما اعتبر أن القبض على وزير الشباب السابق، أسامة ياسين مهم وأهم من المرشد، لأنه هو الذي يقود على الأرض، كما أبدى دهشته من وجود مستشار أمني لوزارة الداخلية ويعمل مهندسًا زراعيًا.

وقال إن «جماعة الإخوان ربنا إداهم السلطة، ولكن فشلوا ويجب أن يعيدوا حساباتهم ويعترفوا بالفشل، وإلى الآن مش عايزين يعترفوا أن سوء الإدارة أوصل البلاد لحالة متردية»، كما أشار إلى أنه سيتم القبض على الدكتور عصام العريان، والمهندس عاصم عبد الماجد «في التوقيت المناسب»، مشيرًا إلى أن «البلتاجي إنسان مش عارف الحقيقة»، في إشارة منه للتسجيلات التي أذاعتها له قناة الجزيرة مباشر مصر، لافتًا إلى أنه سجلها تليفونيًا، وأرسلها مع شخص لـ«الجزيرة».

وأشار إلى أن محمود عزت، نائب مرشد «الإخوان»، موجود في غزة، و«فيه قيادات عايشه في قطر، وعزت موجود من قبل 30 يونيو».

وحول الحالة الأمنية ومدة انتهاء حظر التجول، قال: «بإذن الله الحظر يخف، وأطلب من الشعب المصري يستحمل برهة من الوقت لغاية لما نشوف الجمعة الجاية»، مشيرًا إلى أن حالة الطوارئ يتم فرضها لمدة 3 أشهر، وفقًا للقانون، و«أعتقد أننا لن نحتاج لهذه المدة»، كما أكد أنه يتم التعامل مع قناة الجزيرة وفقًا للقانون، مشيرًا إلى أنه تم ضبط أجهزة البث الخاصة بالقناة، وشدد على أنه في حال قيامها بتأجير أجهزة فهذا سيكون مخالفًا للقانون.

وطالب «إبراهيم» المتعاطفين مع «الإخوان» بأن يعودوا إلى رشدهم، موضحًا: «عودوا إلى رشدكم وإلى التعقل، واحكموا على ما قبل 30 وما بعده»، مؤكدًا أنه لا يلاحق أي ناشط سياسي «إلا إذا حط نفسه تحت طائلة القانون»، حسب قوله.

وقال: «الأمن الوطني يعمل بحرفية شديدة، ورجعت له كل العناصر الكفء، ورجعت ناس على المعاش، لأنها خبرة، ونتحايل على من ذهب لدول عربية يرجعوا»، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن تكون وزارة الداخلية «ليست أداة أو عصا في يد النظام، وأن يكون جهاز الشرطة مستقلا تماما، ، ونفسي أصل بهذا الجهاز لوضع القوات المسلحة، وهذا يحافظ على أمن وسلامة الوطن»، حسب تعبيره.

وبسؤاله عن المكان، الذي يتواجد فيه مرسي بعد عزله من حكم مصر، قال: «مرسي موجود في منشأة عسكرية، وهذا أسلم في التوقيت الحالي، ويعامل كرئيس سابق، حسب معلوماتي».

ووجّه في ختام حديثه التحية لرجال الشرطة وشهداءها، مؤكدًا أنه سيعمل من أجل استعادة الأمن للبلاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية