كشفت التحريات التي أجرتها مباحث الجيزة، حول وفاة 3 أشخاص في اشتباكات وقعت بـ«ميدان لبنان» بالمهندسين، أن سبب الوفاة كان إصابتهم بطلقات نارية في الرأس والرقبة والبطن وأن اثنين منهم أعضاء في حركة «أحرار»، التابعة لحركة «حازمون»، أما القتيل الثالث فهو بائع متجول، لم يتهم والده في محضر الشرطة أحدًا بقتله.
وبدأت النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة، وصرحت بدفن الجثث بعد عرضهم على الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وباشرت نيابة العجوزة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، التحقيق مع 23 متهمًا، تم ضبطهم في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، ومن بينهم سوداني الجنسية و22 آخرين من أنصار جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت أجهزة الأمن بالجيزة، السبت، إنها عثرت على جثتين لموظف وعامل، أحدهما مصاب بطلق ناري في الرقبة والآخر بالرأس، في الشوارع الجانبية الملاصقة لـ«ميدان لبنان»، وأفادت التحريات بأن اشتباكات وقعت بين أعضاء من حركة «أحرار»، وأهالي منطقة ميت عقبة، خلال أحداث العنف التي وقعت بالمهندسين، مساء الجمعة، وتبادل فيها الطرفان إطلاق الأعيرة النارية والتراشق بزجاجات المولوتوف والحجارة.
وأضافت أجهزة الأمن أن مستشفى إمبابة تلقت جثة أخرى لبائع متجول، تبين أنه توفي خلال الأحداث، بجانب إصابة موظف بالاتحاد الأوروبي بطلق ناري في صدره خلال أحداث «ميدان الجيزة»، وأشارت إلى إلقاء قوات الأمن القبض على عشرات من المشاركين في «أحداث المهندسين والجيزة».
وقالت التحقيقات الأولية إن «أحداث المهندسين بدأت بتجمع 500 شخص، من المنتمين لحركة (أحرار) المناصرة لجماعة الإخوان المسلمين، وقيامهم بقطع محور 26 يوليو، وتعطيل حركة المرور، وإن قوات الأمن بدأت في إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم»، وأفادت بأنه «أثناء انصراف أعضاء الحركة، لاحقتهم أعداد من أهالي منطقة ميت عقبة المجاورة للميدان، في الأزقة والشوارع الجانبية، وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية».
وأضافت التحقيقات أن «إطلاق النيران أسفر عن مقتل محمد فخر الدين، (31 سنة)، مدير موارد بشرية بشركة سيارات، إثر إصابته بطلق ناري في الرقبة، وعبدالرحمن أحمد، (25 سنة)، عامل، إثر إصابته بطلق ناري في الرأس»، وأفادت التحريات بأن «قوات الأمن عثرت على الجثتين بتقاطع شارعي (الإسراء) و(الفلاح)».
وقالت أجهزة الأمن إنها ألقت القبض على 6 طلاب، شاركوا في الأحداث، وبمناقشتهم أقروا بانتمائهم لحركة «أحرار»، وحضورهم بنية التظاهر بـ«ميدان لبنان»، وأن اشتباكات نشبت بينهم وبين الأهالي أثناء انصرافهم، وأسفرت عن وفاة الضحيتين، وأقروا بأن القتيل الثاني كان يحمل سلاحًا ناريًا أثناء الاشتباكات.
وتلقى قسم شرطة إمبابة إخطارًا من مستشفى إمبابة بوصول علي أحمد ياسين جثة هامدة، إثر إصابته بطلق ناري في البطن، وبسؤال والد الضحية، الذي يعمل ملازم شرف بالقوات المسلحة، قرر بوفاة ابنه بـ«ميدان لبنان»، أثناء تواجده وقت الاشتباكات، ولم يتهم أحدًا بقتله، وتحررت المحاضر اللازمة، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات، والتي قررت دفن الضحايا، بعد توقيع كشف الطب الشرعي.
في سياق متصل، كشف مصدر أمني مسؤول أن قوات الأمن، بالتنسيق مع خدمات القوات المسلحة، ألقت القبض على عشرات من المشاركين في مسيرات الجمعة، في مناطق المهندسين والطالبية، وميدان الجيزة، وبحوزتهم منشورات تسب الجيش، وتشجع على ارتكاب أعمال عنف وكاميرات، وبحوزة أحدهم سلاح أبيض، تحررت المحاضر اللازمة، وباشر النيابات المختصة التحقيقات.
من جهة أخرى، تلقت أجهزة الأمن إخطارًا من مستشفى «أم المصريين»، بوصول ماهر محمد البيسي، (51 سنة)، موظف بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والذي يحمل الجنسية السويسرية، مصابًا بطلق ناري في الصدر، من الجانب الأيمن، ولا يمكن استجوابه، وبمناقشة زوجته، قررت شفاهة بإصابته في ميدان الجيزة، خلال مشاركته في الأحداث ولم تتهم أحدًا باستهدافه، وتحرر محضر، وأخطر الأمن الوطني، وباشرت النيابة التحقيقات.
وفي السياق ذاته، أطلق مجهولون أعيرة نارية، فجر السبت، بالقرب من قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم، دون وقوع إصابات، فيما تعرض قسم شرطة بولاق الدكرور، لإطلاق نار من مجهولين، اعتلوا محور صفط اللبن، وبدأوا في إطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه القسم، وأفادت التحقيقات بأن قوات الأمن المعينة لتأمين القسم، ردت على المجهولين، بإطلاق النيران، وطاردتهم أعلى الكوبري، إلا أنهم تمكنوا من الهرب، ولم تقع أي إصابات.
وفي ميدان «سفنكس»، اشتبهت الخدمات الأمنية، في جسم معدني، أمام السينما، وتم إخطار فريق المفرقعات، وبمعاينته تبين أن الجسم أسطواني الشكل، وبنهايته «صامولة»، وبفحصه تبين احتواؤه على مادة تشبه زيت فرامل السيارات، وأنه غير قابل للانفجار. تم تحرير محضر بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيقات.
وفي ميدان «الكيت كات»، عثرت قوات الأمن على قنبلة هيكلية فارغة، غير قابلة للانفجار، داخل مكتبة، وتمكن فريق خبراء المفرقعات من فصل مكوناتها، وتبين أنها قنبلة هيكلية فارغة، مثبت عليها جهاز «تايمر» وفتيل ومجموعة من الأسلاك، وعثر بداخلها على آثار للغاز، وتبين أنها غير قابلة للانفجار، ورجحت التحريات الأولية أنها من مخلفات الأمن المركزي، وأنها وضعت لصرف انتباه قوات الأمن أثناء سير المسيرات. وتم تحرير محضر بالواقعة.