خيّمت الأحزان على عزبة شيحة، التابعة لقرية «ميت فارس»، بمركز بركة السبع في المنوفية، إذ تحولت العزبة بأكملها إلى سرادق عزاء، بعد مقتل 5 من أبنائها، الخميس، وهم: ربة منزل ووالدها ووالدتها و2 من جيرانهم، على يد زوج الأولى وعدد من المسلحين الذين ساعدوه في تنفيذ الجريمة، بسبب خلافات عائلية.
«المصري اليوم» زارت العزبة والتقت عدداً من أسر الضحايا في 3 منازل اتشح كل من يسكن فيها بالسواد، وارتسمت الأحزان على وجوههم.
قال الطفل محمد زكي عبد الفتاح، 10 أعوام، الذي فقد والده ووالدته وشقيقته في الحادث: «لا أصدق أننى لن أرى والدي ووالدتي وشقيقتي مرة أخرى، بعد أن قتلهم (أيمن)، زوج أختى فاطمة، أنا شفته هو وناس غريبة معاه بيجروا في الأراضي الزراعية».
وأضاف الطفل، وهو في حالة انهيار: «كنت بالعب الكورة قدام البيت، والكورة بعدت مني، روحت أدور عليها، وأنا راجع سمعت صوت أمي بتصرخ، جريت لقيت (أيمن) بيجري وأبويا وجيراننا عم السيد وعم أحمد مرميين على الأرض، ونازل منهم دم كتير، وأمي على الكنبة برضه ودمها على الحيطة، وأختي فاطمة على الأرض سايحة في دمها، قعدت أنادي عليهم، لكن ما حدش رد، وصرخت لحد ما الجيران اتلموا، وجم يشوفوا اللي حصل، وأنا عمري ما أنسى شكلهم والدم مغرقهم».
وقالت شقيقته «هناء» إن شقيقتها كانت دائمة الخلاف مع زوجها، بسبب عدم الإنجاب، وكانت دائما تترك منزل الزوجية وتأتي إلى بيت الأسرة، ورفعت قضية للطلاق منه، منذ 3 سنوات، وكان المتهم دائم تهديد أختها ووالدها بالقتل في حالة تركها له والزواج من آخر، وكان دائم التعدي عليها بالضرب، وقرب موعد نظر القضية، والحكم كان لصالح شقيقتي بالطلاق فنفذ تهديده لها وقتلها هي وأبي وأمي، لاعتقاده أنهما سبب الخلافات بينهما.
وأكد جمال عبد المنعم قنصوة، ابن عم أحمد إسماعيل قنصوة، أحد الضحايا الذين تصادف وجودهم بمنزل رب الأسرة، أثناء الحادث، أن الجاني تسلل إلى المنزل من الطريق الخلفي عبر الزراعات هو و3 آخرون، مستقلين دراجات نارية، حاملين أسلحة آلية، وقتلوا جميع من كان بالمنزل ومن بينهم ابن عمي، مطالباً الأمن بسرعة القبض على الجاني من أجل إعادة الأمن والأمان إلى القرية مرة أخرى، وإلا فسيتطور الأمر إلى «الثأر»، وأن يأخذ كل واحد حقه بيده، ومشيراً إلى أن الجاني سبق له اختطاف زوجته مرتين، قبل ذلك، من منزل والدها وإعادتها إلى منزله بالقوة، ولم يتم القبض عليه.
وقالت عبير السيد الجحش، 26 عامًا، ابن ضحية آخر للحادث: «كان والدي يصلي العشاء بالمسجد ومعه الحاج مجاهد، والد فاطمة، الله يرحمهم جميعاً، وبعد الصلاة توجها معا إلى منزله لشرب الشاي، وبعد ساعة، سمعنا صراخا، وعلمنا بخبر إطلاق أشخاص النار عليهم، فتوجهنا إلى المنزل، لنجدهم جثثاً ملقاة على الأرض وسط بركة من الدماء، وحاول أهل القرية الإمساك بالمجرمين، لكنهم فروا من الزراعات».
وقال أحد شهود عيان بقرية ميت موسى، التابعة لمركز شبين الكوم، محل إقامة الجاني، إن الجاني باع بيته وطلب من أسرته مغادرة القرية، قبل الحادث بثلاثة أيام، وبعد أن اطمأن على أسرته وعلى وصولهم، نفذ جريمته.