x

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يحتفي بالسينما الهندية في عيدها الـ 100

الإثنين 03-12-2012 21:30 | كتب: رامي عبد الرازق |
تصوير : other

 

في 21 أبريل عام 1913، تم عرض فيلم «راجا هاريشوندا» بمسرح أولمبيا بمدينة بومباي الهندية الذي أخرجه دادا ساحيب فالك، ليؤرخ بذلك تاريخ عرض أول فيلم سينمائي هندي، لتنطلق بعدها صناعة السينما في الهند لتصبح أكبر صناعة سينمائية في العالم بإنتاج يتجاوز 1000 فيلم سنوي.

 

تقول بعض الإحصائيات إن السينما الهندية أنتجت عام 2008 فقط 2961 فيلمًا، منها 1288 فيلما طويلا، وكان مجموع عدد التذاكر التي بيعت خلال العام نفسه أكثر من ثلاثة مليار تذكرة، وهو ما يساوي مجموع ما تم بيعه في أكبر 10 دور عرض حول العالم أجمع، لذا لم يكن غريبًا أن يحرص مهرجان مراكش في دورته 12 المقامة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 8 ديسمبر الجاري، على أن يكون للسينما الهندية موقع خاص ضمن برامج المهرجان، خاصة مع احتلال السينما الهندية المرتبة الثانية في نسبة المشاهدة في المغرب، حتى إن بعض المتخصصين أعادوا استمرار بعض دور العرض في العمل داخل مراكش إلى أفلام السينما الهندية نتيجة حرص تلك الدور على عرض أحدث إنتاجات «بولييود» بانتظام.

 

قدمت تكريم السينما الهندية بمهرجان مراكش الممثلة الفرنسية القديرة كاترين دينيف، وألقى الفنان الهندي القدير أميتاب باتشان كلمة شكر من على مسرح قصر المؤتمرات خلال الاحتفالية التي ضمت أكثر من 32 فناناً من بوليود وجهت لهم الدعوة خصيصا للمشاركة في هذا التكريم وتقديم الأفلام التي شاركوا في صنعها، والتي عرضت ضمن برنامج التظاهرة.

 

وقال «باتشان»: «إنه شعور لا يوصف أن تحتفل بلد ما بمرور مائة عام على ظهور السينما في بلد آخر يبعد عنه آلاف الأميال، لقد نجحت السينما الهندية لأنها تقدم عدالة شاعرية في ثلاث ساعات وهو ما لا يتحقق في الواقع على الإطلاق».

 

وأضاف: «إذا كان عدد سكان العالم 7 مليارات نسمة، وعدد سكان الهند مليار و250 مليون نسمة، فمعنى هذا أن واحدًا من كل ستة مشاهدين للسينما هو شخص هندي، وهو ما قد يعكس أحد أسباب انتشار هذه السينما في العالم».

 

وكتبت صحيفة «هندوستان تايمز» قائلة «استطاع مراكش عبر هذه الاحتفالية أن يتحول إلى عاصمة للسينما الهندية خلال أسبوع واحد فقط من خلال دعوة كل هؤلاء الفنانين وعرض أفلام بوليود يوميًا».

 

وأعاد الناقد المغربي أحمد سيجلماسي السبب في إقبال الجمهور المغربي على السينما الهندية إلى الوجبة الكاملة التي تقدمها من رقص، غناء، مطاردات، قصص ميلودرامية، مناظر طبيعية، ديكورات فخمة، ملابس ملونة، وممثلات حسناوات».

 

وصحيح أن الجمهور المغربي لا يدرك من السينما الهندية سوى جانبها التجاري الشعبي، خاصة مع اختلاف اللغة وعدم وجود معرفة بالثقافة الهندية بالمغرب، إلا أن الجمهور المغربي يتجاوب كثيرًا مع الأغنيات الهندية رغم جهله بها، وفي العام الماضي وقف شاه روح خان، الفنان الهندي رقم واحد حاليًا ليغني في ساحة جامع الفنا أشهر الساحات السياحية في مراكش، ليفاجأ بحضور يزيد على 20 ألف متفرج، قاموا بترديد كلمات أغنيات أفلامه التي يحفظونها عن ظهر قلب.

 

تضم الاحتفالية التي يقيمها مهرجان مراكش هذا العام إلى جانب تكريم أبرز وجوه السينما الهندية، عروضا لعشرين فيلمًا من أحدث إنتاجات بوليود، كما تم تكريم أحد اشهر مخرجي السينما الهندية الشعبية وهو المخرج الراحل ياش شوبرا «1932-2012» الذي قدم للجمهور العربي في سنوات الثمانينيات فيلمه الشهير «الشعلة» الذي لعب بطولته فنانه المفضل أميتاب باتشان, وقد عرض له المهرجان آخر أفلامه «حتى آخر أنفاسي».

 

كما تم إصدار كتالوج المهرجان بنبذة عامة عن تاريخ السينما الهندية وتطورها منذ أول مشهد سينمائي مصور عام 1898 بالهند من خلال فيلم «دخول القطار إلى محطة بومباي» الذي كان يحاكي الفيلم الشهير «دخول القطار إلى المحطة» للأخوين «لوميير» الذي يعتبر بداية تاريخ السينما في العالم، مرورًا بتاريخ انشاء الاستديوهات الكبرى، وبداية المرحلة الذهبية في الخمسينيات التي ظهرت فيها أسماء مثل ساتيا جيت راي، الذي يعتبر الأب الروحي لسينما المؤلف الهندية، ثم عصر السبعينيات الذي شهد المد الهائل للسينما الشعبية الهندية التي غزت العالم بأسلوبها المميز، وصولا إلى حصول الهند على جوائز عالمية عبر أجيالها الجديدة مثل ميرا ناير، التي حصلت على جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان عام 86 بفيلمها الأول «سلام بومباي»، إضافة إلى ترشح فيلم «لاكان» كأول فيلم هندي لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي في مهرجان كان عام 2002.

 

وتتميز عروض تكريم السينما الهندية بأنها تقام في الهواء الطلق بساحة الفنا بشكل تنظيمي صارم، ورقي جماهيري واضح، حيث يقوم فنانو السينما الهندية بتقديم أحد افلام التظاهرة يوميًا قبل عرضها في شاشة الهواء عملاقة، ليظل الجمهور متسمرًا امامها طوال ثلاث ساعات وقوفًا أو قعودًا لمتابعة أحداث الفيلم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية