x

رويترز: الهجوم على سوريا قد يؤدي إلى هجمات انتقامية وحرب إلكترونية

الخميس 29-08-2013 16:20 | كتب: رويترز |
تصوير : اخبار

قال مسؤولون حكوميون ومحللون في مراكز خاصة إنه إذا قادت واشنطن هجوما بصواريخ موجهة على سوريا ردا على استخدامها المزعوم لأسلحة كيميائية، فإن ذلك قد يؤدي إلى هجمات انتقامية من جانب دمشق ومؤيديها ربما تكون في صورة ضربات صاروخية أو هجمات إرهابية أو حرب إلكترونية.

وقال مسؤولو دفاع إن قادة الجيش الأمريكي يعكفون على وضع خطط طارئة للتصدي لأي هجوم مضاد قد يشنه الجيش السوري. وأبدى المسؤولون ثقة في قدرة الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة مثل إسرائيل على ردع أي رد مباشر من الرئيس السوري بشار الأسد وتحييده.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول دفاع أوروبي أن الغرض من حشد قوات كبيرة قرب سوريا، في شكل قطع بحرية غالبا، هو ردع الأسد. وأضاف المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته: «المهم هو امتلاك قوة كافية للسيطرة على أي رد تصعيدي».

وأشارت إلى ما كتبه جيفري وايت، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، هذا الأسبوع أنه «لا يوجد تحرك عسكري دون مخاطر. وتوجيه ضربة عقابية لقوات النظام السوري سينطوي على بعض هذه المخاطر. فالأسلحة قد تصيب أهدافا غير مقصودة وربما تقتل مدنيين».

وتابع قائلا إن النظام السوري «قد يرد بضربات غير متوقعة لمصالح أمريكية ومصالح دول حليفة (لواشنطن) أو قد يلجأ إلى شن هجمات أخرى (بالأسلحة الكيميائية) داخل سوريا».

ورأت الوكالة أنه يعتقد على نطاق واسع أن لدى سوريا وحليفتها إيران صواريخ باليستية قادرة على الوصول إلى إسرائيل وإلى حلفاء آخرين للولايات المتحدة مثل تركيا والأردن. ولدى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تحارب إلى جانب الأسد في سوريا عشرات الآلاف من الصواريخ قصيرة المدى في جنوب لبنان بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

ويتوقع كثير من المحللين أن تتجنب سوريا وحلفاؤها الدخول في صراع مباشر مع الولايات المتحدة وأن تختار بدلا من ذلك توجيه رد يستهدف مكامن الضعف لدى الغرب مثل شن هجمات إرهابية أو تستهدف الفضاء الإلكتروني. وقد يختار الأسد أيضا عدم الرد على الضربة والانتظار حتى زوال الخطر العسكري للولايات المتحدة وحلفائها.

ورأى مسؤول أمريكي لديه خبرة في الشرق الأوسط أن واشنطن تخشى أيضا أن تلجأ إيران إلى تسخين الوضع في العراق. ولم ترد الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران هناك حتى الآن على تجدد عنف المسلحين السنة. وأضاف المسؤول، وهو غير مصرح له بالتعليق علنا على هذا الأمر، أنه لاتزال هناك ميليشيات في العراق «سترد على الأرجح إذا مارس الإيرانيون ضغطا عليها»، مضيفًا: «هذا شيء يثير القلق ويشغل بال الجميع».

وأوضحت «رويترز» أن احتمال انتقام سوريا وحلفائها يعد من بين المخاوف التي تثير قلق الكونجرس وجهات أخرى من تحرك الرئيس باراك أوباما لتوجيه ضربات صاروخية لسوريا بسبب استخدامها أسلحة كيميائية، فيما يبدو في مهاجمة مدنيين خارج دمشق يوم 21 أغسطس.

ويعبر بعض المشرعين والمحللين عن قلقهم من أن تنزلق واشنطن في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عامين ونصف العام، وهو الأمر الذي قاومه أوباما طويلا. ويرى البعض أن إطلاق بضع زخات من الصواريخ التي تستهدف منشآت عسكرية سورية لن يترك تأثيرا كبيرا وقد يزيد الأسد جرأة.

وقال السيناتور جيمس إنهوف أكبر عضو جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الأربعاء: «من الضروري أن نتجنب أي تحرك عسكري قصير النظر لا يترك تأثيرا يذكر على مسار الصراع على المدى البعيد. لا يمكننا إطلاق بضعة صواريخ ثم نأمل في الأفضل».

وستكون كيفية الرد السوري نفسها حاسمة، رغم أن كثيرا من المحللين يتوقعون أن يصمد الأسد في البداية أمام أي ضربات طالما لا تستهدف القضاء على حكمه.

من جانبه، رأى شون بريملي من مركز الأمن الأمريكي الجديد «أن الحسبة (السورية) ستكون على النحو التالي: فلنستكن ونتلقى ما نظن أنه سيكون سلسلة ضربات محدودة كي نحيا لنحارب في يوم آخر».

ومضى بريملي الذي عمل مؤخرا في مجلس الأمن القومي مع أوباما يقول: «ستتملكني الدهشة إذا حاول الأسد أن يرد لأن ذلك سيجر الولايات المتحدة إلى الاشتباك بصورة أكبر.. إنه يدرك على الأرجح أنه إذا أصبحت الولايات المتحدة منخرطة بشكل حاسم فإنه لن ينجو في الغالب».

ونقلت وكالة أنباء إيرانية رسمية عن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، حسن فيروز أبادي، تهديده، الأربعاء، بأن «أي هجوم على سوريا سيحرق إسرائيل»، لكن من غير المرجح على ما يبدو أن تشن إيران هجوما مباشرا على إسرائيل التي يتوقع أن ترد على ذلك بضربة عسكرية قوية. والرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وعد عند توليه منصبه بتحسين علاقات طهران الخارجية، غير أن إيران قد تلجأ إلى حزب الله لتحقيق أهدافها.

ونقلت «رويترز» عن حياة ألفى، المحاضرة في الشرق الأوسط في كلية الحرب التابعة للبحرية الأمريكية، أن «هجوم حزب الله على إسرائيل مرجح، وفي الواقع فإن البعض يتوقع حربا أخرى بين حزب الله وإسرائيل في لبنان».

وأضافت: «يمكن لإيران وسوريا أن تستهدفا البنية التحتية المعتمدة على الفضاء الإلكتروني لدول التحالف وعلى أهداف أخرى محتملة.. أثبتتا أنهما تملكان قدرة قوية في هذا المجال».

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية