تصدرت البورصة المصرية قائمة القطاعات الأكثر تضررا من الأزمة السورية الراهنة، التي هددت باقي البورصات العربية، وهو ما اعتبره خبراء استثمار أوراق مالية بمثابة استباق للحدث، وسط خسائر حققتها السوق، خلال جلستين فقط، اقتربت من 10 مليارات جنيه، منها نحو 4 مليارات في تعاملات الأربعاء،عقب كشف الأمريكيين عن نواياهم العسكرية تجاه دمشق.
وواصلت مؤشرات البورصة تراجعها الجماعي، الأربعاء، على خلفية هبوط مؤشرات البورصات العربية، ليتراجع المؤشر الرئيسي «EGX30» بنسبة 2.09% ليسجل 5226.04 نقطة، ومؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة ««EGX70 بنسبة 1.82% ليغلق عند 435.5 نقطة، والمؤشر الأوسع نطاقا «EGX100» بنسبة 1.83% مسجلا 737.9 نقطة.
وبلغت قيمة التداول على الأسهم 305.6 مليون جنيه بعد تنفيذ 17.7 ألف صفقة، وفقد رأس المال السوقي نحو 4.5 مليار جنيه، ليسجل 352.4 مليار جنيه.
قال محمد فتح الله، رئيس مجلس إدارة أحد بنوك الاستثمار، إن وضع أسواق المال العربية والعالمية سيتضح بعد اتخاذ الإجراء النهائي تجاه سوريا، مشيرا إلى أن الفترة التي تسبق القصف تشهد تذبذبا في أداء مؤشرات البورصة، وهو ما حدث بالفعل حينما قصفت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، حيث شهدت تلك الفترة تذبذبا حادا في أسواق المال، وبعد القصف استأنفت البورصات الصعود مجددا.
وحول مصير الاستثمارات الموجودة بسوق المال والخطط الاستثمارية للمستثمرين، يرى أسامة رشاد، مدير الاستثمار بأحد بنوك الاستثمار، أنه في حالة حدوث قصف لسوريا سيتحول جزء من المحافظ الاستثمارية إلى الاستثمار فى الأدوات الاستثمارية الأكثر أمنا، وأهمها الذهب والنفط.
وأوضح أن المستثمرين في أسواق المال يفضلون الاستمرار في السوق رغم ارتفاع المخاطر، التي يقابلها ارتفاع العوائد، ومن ثم فإن نسبة التحول إلى الأدوات الاستثمارية الأخرى ستكون في نطاق محدود.
من جانبهم قلل مستثمرون ورجال أعمال من تأثر الاقتصاد المصري بشكل كبير، حال تنفيذ الإدارة الأمريكية ضربة عسكرية، سواء كانت محدودة أو موسعة لدولة سوريا، وإن اتفقوا على تأثر المناخ الاستثماري بوجه خاص.
من جانب آخر أكد منصور عامر، رئيس مجلس إدارة «عامر جروب»، عدم تأثر استثمارات شركته في سوريا حتى الآن، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال بفندق «بورتو طرطوس» تصل إلى 100%، بالإضافة إلى عدم توقف عمليات البناء حتى الآن، إلا أنها تتوقف بعض الأحيان نتيجة ندرة المواد الخام.
وحول التداعيات المتوقعة على الاستثمارات المصرية في سوريا، قال «عامر» إنه من الصعب التكهن بما سيحدث، إلا أننا نراقب الوضع عن كثب وسنطلع المساهمين بما يتخذه مجلس الإدارة، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من 20% من مشروع بورتو طرطوس.
وقال الدكتور عادل جزارين، الرئيس الأسبق لجمعية رجال الأعمال المصريين، «لا أعتقد أن يتأثر الاقتصاد بشكل عام من وقود وسيولة نقدية وتجارة وصناعة بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا».
إلا أنه أضاف أنه من الممكن التأثر نسبيا حال طول فترة هذه الضربة خلال العام الجاري، وبالتزامن مع الاضطرابات الأمنية محليا، التي يجب تهدئتها حالا، والعودة إلى كامل الإنتاج.
وأكد «جزارين» أن منطقة الشرق الأوسط ستتأثر في مناخها الاستثماري، وستصير بمثابة منطقة طاردة للاستثمار، مع عدم جذب رؤوس الأموال الأجنبية.
وقال الدكتور عادل رحومة، الأمين العام للاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية، إن سوريا تعد هي البوابة الشمالية لمصر، ولم يكن من المرجح أن تقطع القاهرة العلاقات مع دمشق.
وأضاف في تصريح لـ«المصري اليوم» أن الاستثمار في مصر سيتأثر بشكل كبير حال توجيه هذه الضربة لسوريا، لكن الاقتصاد بشكل عام لن يتأثر، خاصة أنه يقع تحت تأثير الاضطرابات الداخلية، وعدم توافر الأمن.
وأكد «رحومة» أن الاستثمارات المصرية في سوريا منخفضة، وإنما زادت استثمارات السوريين في مصر، عقب نزوحهم هربا من بطش بشار الأسد، وبالتالي كانوا إضافة في قطاعات الصناعات النسيجية والغذائية.
من ناحية أخرى واصلت مؤشرات البورصات العربية تراجعها، باستثناء مؤشر البورصة السعودية الذي صعد بنحو 0.37%، بينما تراجع مؤشر بورصة دبي بنسبة 1.3%، وتراجع مؤشر بورصة الكويت بنسبة 0.76% وهبط مؤشر بورصة قطر بنسبة 1.29%.