x

مخاوف من تسمم الغذاء والمياه في دمشق بعد الهجوم بـ«الكيميائي»

الأربعاء 28-08-2013 00:11 | كتب: اخبار |
تصوير : رويترز

يقول سكان فى العاصمة السورية، بعد أيام من هجوم مزعوم بغاز سام قتل المئات فى ضواح زراعية، إنهم يخشون أن تكون إمداداتهم من الغذاء والمياه ملوثة. وتعتقد الدول الغربية أن قوات الرئيس السورى بشار الأسد نفذت أسوأ هجوم بالأسلحة الكيميائية منذ استخدم الرئيس العراقى الراحل صدام حسين الغاز فى قتل آلاف الأكراد عام 1988. وتنفى الحكومة السورية أى دور فى مقتل الضحايا وتقول إن مسلحى المعارضة هم المسؤولون.

وأصاب الغاز السام منطقة الغوطة بريف دمشق، حيث توجد مساحات كبيرة من المزارع التى تزود العاصمة السورية التى يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة بالخضروات الطازجة واللحوم ومنتجات الألبان.

وقالت أم حسن، وهي جدة، إنها تشعر بقلق حقيقى بشأن تلوث الطعام منذ أن أثار الغزو الذى قادته الولايات المتحدة للعراق مخاوف السوريين من استيراد أغذية ملوثة.

ولم ترد حتى الآن السلطات السورية بوضوح على ما إذا كان الناس يحتاجون لاتخاذ احتياطات خاصة لحماية أنفسهم من تلوث محتمل، فيما لم يعرف حتى الآن نوع السموم التي أدت إلى قتل الأشخاص.

ويختلط غاز السارين - الذي تعتقد الولايات المتحدة وفرنسا أنه استخدم فى حوادث صغيرة سابقة - مع المياه. ووفقا لموقع المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها على الإنترنت يمكن أن يتعرض أشخاص لغاز السارين من خلال اللمس أو شرب مياه ملوثة. ويمكن أن يتعرض الناس أيضا للغاز من خلال تناول طعام ملوث.

وقال رجل فى الأربعين من عمره يعمل فى العلاج الطبيعى ويقيم على مسافة تبعد نحو 15 دقيقة بالسيارة من مكان الهجوم «هل يجب أن نبقى نوافذنا مغلقة؟ كم من الوقت يبقى الغاز السام في الهواء؟ إنني أسمع أشياء مختلفة من الناس».

وأكد خبراء فى السموم والمواد الكيميائية أنه من السهولة رصد استخدام غازات سامة للأعصاب شرط التمكن من أخذ عينات فى موقع الهجوم المفترض ومن الضحايا، معتبرين أن آثار تلك الغازات تدوم لسنوات.

وقال خبير السموم والطبيب الشرعى الفرنسي، باسكال كلينتز: «يفترض ألا يشكل ذلك مشكلة، لا سيما إن كانت جزيئات على غرار السارين أو مواد معروفة». 

وحتى بعد خمسة أيام على الهجوم المفترض «هناك فرص جيدة للعثور على السارين ومشتقاته فى التربة أو بقايا الذخائر المنفجرة والسوائل الجسدية على غرار الدم والبول»، بحسب إليستير هاي، خبير السموم فى جامعة ليدز البريطانية.

وتابع «هاي»، الذى يدرس آثار الأسلحة الكيميائية منذ أكثر من 30 عاما: «لدى بعض الأفراد الذين تعرضوا لتسمم حاد يمكن العثور على آثار السارين حتى بعد ستة أسابيع من التعرض له».

وأضاف: «في الطبيعة يصبح الهامش أكبر. ففي تحقيق أجريته فى كردستان العراق عثرنا بعد أربع سنوات على غاز الخردل وغاز سام للأعصاب ومشتقاتهما فى التربة المأخوذة من موقع انفجار القذائف».

وأوضح الطبيب العام المفتش سابقا لدى الجهاز الصحى فى الجيش الفرنسى والخبير فى الأسلحة الكيميائية باتريس باندير إن على المحققين «التمكن من زيارة الأماكن التى يحددونها بأنفسهم ولقاء واستجواب جميع الأطراف (حكومة ومعارضة، أطباء وضحايا) وإجراء فحوصات بنفسهم أو أخذ عينات من القتلى».

كما اعتبر رالف تراب المستشار المستقل الذي كان بين 1998 و2006 خبيرا فى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، أنه في حال تمكن المحققون من الوصول بسهولة إلى المنطقة وفعلوا ما يرغبون به، اعتقد أن فرصهم مرتفعة فى الحصول على إثباتات تجيز لنا أن نفهم بشكل أفضل ما حصل. واعتبر أن الخيار الأمثل أن يعثر محققو الأمم المتحدة فى الحفر التى خلفتها الانفجارات شظايا من القذائف ما سيجيز لهم تحديد ما إذا كانت تحتوى على عناصر كيميائية، وكذلك من أى ترسانة وردت.

وأوضح خبير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والباحث فى مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية فى فرنسا اوليفييه لوبيك «إن كانت صواريخ أو قنابل من الطيران فإن مسؤولية الحكومة السورية ستكون الخيار الأوضح. إن كانت قذائف هاون فينبغى تحديد مسارها ومعرفة من يسيطر على الموقع الذى انطلقت منه».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية