قال وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، إن التهديد بضرب سوريا يأتي بعد «انتصاراتنا في الغوطة»، معتبرا أن «هجوم الغوطة أفشل خطط دخول دمشق»، في إشارة إلى المواجهات التي وقعت بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، والتي شهدت مجزرة استخدمت فيها أسلحة كيماوية.
وأوضح «المعلم» في مؤتمر صحفي عقده، الثلاثاء: التهديد بحملة عسكرية جاء بسبب انتصارات قواتنا في الغوطة وهي معركة استباقية فهم كانوا يخططون لدخول دمشق ونواجه أعدادا كبيرة منهم، لذلك لابد من طمأنة سكان دمشق أن الجهد العسكري ينصب من أجل طمأنتهم».
وقال إن «روسيا جزء من صمودنا وعلاقاتنا الاقتصادية جيدة يقوم بها الأصدقاء الروس في سوريا، ولا غبار على العلاقات بيننا»، مُشيرا في الوقت ذاته إلى أن لهم «تنسيقا كاملا مع الإخوة في طهران».
وتابع: «واشنطن لا تريد حلا سياسيا للأزمة بسوريا، وما يجري في العراق وسوريا يأتي ضمن سياسة مرسومة من 2009 للوصول إلى طهران، وبالتالي هم ونحن في مركب واحد».
واعتبر أن توازن تركيا اختل بسبب ما جري في مصر، موضحا «إذا كان توازن القياة التركية قد اختل بسبب ما حدث في مصر فسوف يزداد عمقا بسبب ما حدث في سوريا».
وتابع: «المسلحون يأتون عبر تركيا من 83 دولة حول العالم بينها معظم الدول العربية ماعدا جيبوتي».
وأضاف: «أنا أعرف أن أي شيء يتحرك في هذه المنطقة يخدم مصالح إسرائيل، وسيخدم بدون شك الجهد العسكري الذي تقوم به جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا، إذًا الولايات المتحدة وحلفاؤها يقومون بدور لخدمة إسرائيل وجبهة النصرة ثانيا، إذا كانوا يعتقدون أن هذه الضربة العسكرية سوف تؤثر على الجهد العسكري الجاري في الغوطة أؤكد لكم أنها لن تؤثر إطلاقا.. هم يريدون غزو مدينة دمشق».
واستبعد مشاركة رئيس الأركان الإسرائيلي في الاجتماع الأخير لرؤساء أركان 10 جيوش غربية في الأردن، قائلا: «لا أدري إن كان رئيس الأركان الإسرائيلي بينهم أم لا ولكني أستبعد لأن إسرائيل لها معاملة خاصة، والولايات المتحدة تطلب منها الابتعاد عن الظهور إذا كان الأمر متعلقا بسوريا، لأن هناك طباخا يطبخ لها ويخدم مصالحها».
ورفض وزير الخارجية السوري الحديث عن طبيعة الرد السوري إزاء تعرض دمشق لضربة عسكرية محتملة، «لدينا أدوات للدفاع عن النفس سنفاجيء الآخرين بها، ففي حال صارت الضربة فإن أمامنا خيارين إما أن نستسلم أو ندافع عن أنفسنا بالوسائل المتاحة وهذا هو الخيار الأفضل، ولن أذكر أكثر من ذلك».
وقال: «كلنا نسمع طبول الحرب من حولنا، إذا كانوا يريدون العدوان على سوريا، أعتقد أن استخدام ذريعة السلاح الكيميائي ذريعة غير دقيقة على الإطلاق، أما إذا كانوا يريدون أهدافا أخرى من هذا العدوان، فالجواب المنطقي من هذه الحملة العسكرية إذا كان هدفه التأثير المعنوي على شعبنا فأعتقد أنه خاطئ .. التماسك بين الشعب وجيشه مكننا من الصمود .. إذا كانوا يريدون الحد من انتصارات قواتنا المسلحة فهم واهمون، هل يعتقدون أنها ستحقق فك الترابط العضوي بين الشعب والجيش والقيادة».
وفيما أشار إلى أنه لا يرى وجودا للجامعة العربية، رأي وليد المعلم أنه «لا يوجد تحليل علمي ينطبق على الدور السعودي، حيث كان محط استغراب، لماذا يؤيدون ما جرى في مصر من الإخوان هذا التنظيم الإرهابي ويدعمون الإرهابيين في سوريا، لا يوجد توضيح سوى أنهم يضخون الأموال لمساعدتهم».
وأعرب عن حرص نظام بشار الأسد على وجود علاقات طيبة مع الأردن «لم نتصرف تجاه الأردن بأي سوء لأننا نحرص على شعبنا في الأردن، قالوا نريد أن نأتي بصواريخ الباتريوت فضحكنا لأننا لا يوجد في نفسنا أي نية لضرب الأردن، أقول للأشقاء في الأردن مصلحة الأردن وأمنه مرتبط بأمن سوريا».
وذكر أن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، لا يستند لوقائع فيما يتعلق باتهامه القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيماوية، «بل يريد أن يعطي معلومات خاطئة لرأيه العام، إذا كان هناك دليل على استخدام هذا السلاح أتحداه أن يظهره لرأيه العام الذي من حقه أن يطلع على حقيقة هذه الأسلحة، أنا أتحداهم».
ونوّه بأن الحكومة السورية لديها «مصلحة وطنية في كشف حقيقة السلاح الكيماوي.. مازلنا موافقون على تقديم كل المساعدات والضمانات التي اتفقنا عليها، الأحد الماضي، مع بعثة الأمم المتحدة للتفتيش عنه».