قال عدد من الخبراء العسكريين إن عدم وجود مصر فى الاجتماع الذى تم عقده بالأردن مؤخرا، وضم قادة 10 جيوش دولية لبحث الأزمة السورية أمر طبيعى، نظراً لتوتر العلاقات المصرية- الأمريكية، مشيرين إلى أن القاهرة لن تعطى الضوء الأخضر للدول الغربية لتفتيت المنطقة، بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، وهو أمر طرح على بساط البحث فى هذا الاجتماع- حسبما تم إعلانه.
وقال اللواء نبيل فؤاد، إن الجانب المصرى لن يدخل طرفا فى الموضوع، نظراً لعلاقاته التاريخية بسوريا، فهو لن يسمح لنفسه بالطبع بأن يكون طرفا في أي عمل عسكري ضد سوريا، وهو ما أعلنته الحكومة المصرية مؤخراً، مشيراً إلى أن الموقف كان سيصبح متغيراً فى حالة استمرار الرئيس المعزول محمد مرسى، الذى دعم المعارضة السورية، لكن مصر بعد ثورتها استطاعت أن تحدد موقفها للعالم.
وأضاف لــ«المصرى اليوم» أن هذا الاجتماع يعتبر عملية تصعيد للضغط على سوريا، فهذه ليست المرة الأولى التى يتم التهديد فيها بتوجيه ضربة عسكرية.
وتابع: إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تتدخل عسكرياً، فروسيا لها قاعدة بحرية فى طرطوس، وأوضحت أنها ستساند نظام «الأسد»، خاصة أن سوريا كانت متعاقدة مع موسكو على صفقة صواريخ «SS 300»، وهذه الصواريخ مضادة للطائرات مداها 300 كيلو متر، وبإمكانها أن تغلق المطارات الإسرائيلية. ولفت فؤاد إلى أنه من الضرورى أن تعلم القوى التى تجتمع فى الأردن حجم القوى الأخرى المكونة من إيران وحزب الله وروسيا، نافياً أن يصل الأمر إلى شكل حرب فى المنطقة، بل سيكون مجرد تهديدات- على حد قوله. من جانبه قال اللواء أحمد رجائى عطية، مؤسس الفرقة 777 ، إن الدول الغربية تسعى لتحقيق حلمها بتفتيت سوريا والمنطقة، مثلما فعلت فى العراق، فالمخطط الأمريكى يسير في هذا الاتجاه.
وتابع «عطية» أن مصر لها موقف واضح بعد ثورة 30 يونيو، ولن تشارك في هذا المخطط، مبدياً تعجبه من مشاركة دول مثل السعودية وقطر والأردن في هذا الاجتماع.
وقال اللواء إبراهيم شكيب، الخبير العسكرى، إن مصر لن تسمح لنفسها بأن تعطى الضوء الأخضر للدول الغربية بتفتيت المنطقة، وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن العلاقات المتوترة بالولايات المتحدة ساهمت فى عدم دعوة مصر للمشاركة فى هذا الاجتماع، فغيابها عن الاجتماع أمر طبيعى. وتابع: «لابد أن تتكاتف البلدان العربية وترفض المخطط الغربى بتفتيت المنطقة، خاصة أن الدول العربية لم يكن لها موقف حاسم بعد توجيه الضربة على ليبيا».
وشدد «شكير» على أن الموقف كان سيصبح متغيرا في حالة وجود الإخوان فى الحكم، لأنهم كانوا سيسمحون للولايات المتحدة بالتدخل نظراً للعلاقة الوطيدة التى كانت تربطها بالجماعة.