هو واحد من أهم صانعي القرار فى النمسا. تقلد عدة مناصب أهمها وزير للدفاع وتدرج فى المناصب الحزبية حتى أصبح نائباً لرئيس حزب «الشعب» المحافظ، شريك الائتلاف فى الحكم، الذي يرأسه وزير الخارجية ميخائيل شبيندليجر.
لعب دوراً كبيراً فى تحقيق السلام بين السودان وجنوب السودان، قبل وبعد الانفصال. وهو من المهتمين بالشأن الأفريقي ومنطقة الشرق الأوسط. لهذا أجرينا هذا الحوار مع فاصل آبند حول تطورات الأوضاع في مصر.
كيف تقيم الأوضاع فى مصر الآن وما هو الحل من وجهة نظرك؟
الحالة السياسية في مصر تطورت بشكل مثير للقلق، فقد سنحت لي الفرصة قبل 6 أشهر بزيارة مصر لأكون وجهة النظر الخاصة بي في ذلك الوقت، و لم أكن أعتقد أنذاك أن الوضع سيزداد سوءا. بالتأكيد لا يوجد حلول سهلة وسريعة للخروج من هذا الوضع. لكن إذا ما وضعنا في الاعتبار أن الشباب قاموا في الأساس بهذه الثورة لتحقيق حياة كريمة واقتصاد أفضل وحريات شخصية ومشاركة سياسية، فإن غضب الشباب على الرئيس السابق محمد مرسي كان سببه عدم الرضا من عدم تحسن الحالة الاقتصادية، وهو ما أدى لتدخل الجيش بهذه الطريقة المؤسفة.
نعم ولكن ما الذي يمكن عمله الآن بعد تطور الأوضاع على هذا النحو؟
من المهم جدا لكلا الجانبين نبذ العنف، ومراجعة مواقفهم، والعمل المشترك وعدم إقصاء أي من الأطراف، للخروج من هذه الأزمة، وهو أمر مهم لاستقرار مصر والمضي قدماً في الخطة الاقتصادية اللازمة لجلب الاستثمارات وتحقيق التقدم المنشود. النمسا قد مرت بظروف مشابهة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، فقد كان لدينا مثل هذه التجربة بوجود اثنين من القوى السياسية الرئيسية ممثلة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي من ناحية والكتلة المسيحية من ناحية أخرى دون القدرة على العمل المشترك مما أدى إلى الحرب الأهلية بين الطرفين.
وكيف ترى إمكانية تحقيق التقدم الاقتصادي فى رأيك؟
أولا عن طريق التوسع في السياحة، وهو ما لن يأتي إلا يتحقيق الاستقرار. السياحة مهمة جدا، فعائدات قناة السويس وحدها لا تكفي. أنت بحاجة إلى قوة دفع إضافية وعوامل نمو واستقرار، لا سيما في هذه الصناعة. بعد ذلك يأتي المضي قدما في خصخصة مرافق الدولة، لخلق فرص عمل جديدة، والاهتمام بالزراعة، لاسيما في بلد قوامه الأساسي يعتمد عليها، ولا يزال عدد سكانه في نمو متزايد، وذلك بدلاً من تجريف الأراضي الخصبة وتحويلها لأراضي سكنية. هذا أمر مؤسف رأيته بنفسي في زيارتي المتعددة.
وماذا عن حلم الديمقراطية الذي قامت من أجله الثورة؟
ليس من السهل تحقيق الديمقراطية. فهي تجربة ينبغي على الجميع أن يشارك فيها، بل ويقاتل من أجل تحقيقها، دون سلاح في متناول اليد. ولكن من خلال ممارسة حقوقه. يضاف إلى ذلك إيجاد قاسم للعيش المشترك، كما هو الحال في جمهورية النمسا بعد 50 عاماً من وجود نفس الأحزاب السياسية وتحويل الصراع الدائم بينها إلى وسيلة لاستئناف الحياه السياسية وتحقيق الأفضل للشعب في جميع المجالات سواء في مجال السياحة أو الصناعة أو الزراعة.
مصر ترفع الآن شعار «محاربة الإرهاب». في الوقت نفسه الإعلام الغربى يتناول الصورة من جانب واحد فقط .. كيف تقيمون ذلك؟
في الوقت الحاضر يهيمن العنف على الصورة، وهو ما ينعكس في الإعلام الغربي. لذا، هناك العديد من الناس يخشون السفر إلى مصر. تراجع السياحة خطر كبير جداً وعائق أمام الاستثمار. وعودة الاستقرار ضرورية في أقرب وقت ممكن حتى تعود السياحة إلى مستواها الحقيقي.
كيف تقيمون مستقبل جماعة الإخوان؟
في رأيي، الإخوان والجيش هما طرفا المعادلة في البلاد. الإخوان سيمرون بمرحلة ضعف، لكنهم لن يفقدوا وجودهم، لذلك فإنني أعتقد أنه من المهم أن يتم دمجهم في الحياة السياسية. من المهم أن يتم تشكيل المجتمع بمفهوم الحياة المشتركة حيث يمكن للجميع العيش معاً دون سفك دماء وتعريض البلاد للأخطار. علينا أن يتوقع أن تتشكل جماعات متطرفة تستغل فرقة الصفوف لتحقق مصالحها، التي هي ليست في مصلحة الإخوان.
هل تعتقد أن لأوروبا عامة والنمسا خاصة دوراً مهماً في حل الأزمة فى مصر وكيف ترى مستقبل العلاقة بينهما؟
أعتقد أن مصر يمكنها إيجاد الحل بنفسها ويمكنها القيام بلك دون مساعدة خارجية إلا إذا طلبت المشورة، وهذا لا يكون إلا بشكل عابر. النمسا والعديد من الدول الأوروبية على استعداد للمساعدة، من وجهة نظري تعتبر مصر واحدة من الدول الرئيسية ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط لكن أيضا في أوروبا. وهي تقع عند تقاطع أفريقيا، وآسيا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. مصر لديها أيضا أهمية كبيرة بسبب حجمها وتاريخها، وكذلك الإمكانيات البشرية العالية والتنمية فيها. كما تؤثر تأثيرا كبيراً على أوروبا. لذلك، نحن نهتم بمصر وبما يحدث فيها. من هنا يمكن التأكيد على أهمية تطوير العلاقات بينهما في كل المجالات حيث إن مصر شريك أساسي لأوروبا في الشرق الأوسط.