x

المتحدث باسم «النور»: «الإخوان» كانت «مغيبة» وأضاعت فرصاً كثيرة (حوار)

السبت 24-08-2013 22:34 | كتب: محمود العمري |
تصوير : السيد الباز

وصف شريف طه، المتحدث باسم حزب النور السلفى، المشهد السياسى الحالى بـ«شديد الخطورة»، نتيجة خطابات التحريض من جماعة الإخوان، وباقى القوى السياسية، مشيرًا إلى أن الجماعة أضاعت فرصا كثيرا، بسبب تغيبها عن الواقع، الذى نعيشه، وعدم قدرتها على قراءة موازين القوى.

وقال«طه»، فى حوار مع «المصرى اليوم»، إن الجماعة حاولت تشويه حزبه فى الفترة الأخيرة، وأحد قياداتها دعا الحزب للمشاركة فى اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وقوبل الطلب بالرفض، لافتا إلى أن حزبه سيبدأ حملات لمنع حذف المادة (219) من الدستور الجديد، معتبرا قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان متوقعا.

 

■ كيف تقرأ المشهد السياسى الحالى؟

- يتسم بالخطورة الشديدة، بسبب الانقسام الحاد وموجات العنف المتتالية، وإراقة الدماء، ما جعل بعض المحللين العالميين يتوقعون أن مصر على وشك دوامة عنف، وأرى أن إضاعة جماعة الإخوان الكثير من الفرص، بسبب غيابها عن الواقع وعدم قراءة موازين القوى السياسية حوّل الأمر إلى صراع وجودى ومعادلة صفرية، فخسروا كثيرا، ولا أريد أن أقول خسروا كل شىء، لأنه ما زالت أمامها فرص أخشى أن تضيعها، وقد أثبت العام الماضى عدم قدرة فصيل مهما كان تنظيمه على إقصاء الآخرين، مثلما أثبتت الثلاثين سنة الماضية فشل هذه السياسة أيضاً، التى أدت إلى تردى مصر سياسيًا واقتصاديًا، على كل المستويات المحلية والإقليمية والدولية، حتى حدث الانفجار الهائل فى ٢٥ يناير.

 

■ لماذا رفضتم النزول إلى ميدانى رابعة العدوية والنهضة كقيادات رغم مشاركة أعضاء الحزب، وهل دعيتهم للنزول إلى الميدان؟

- القرار فى الحزب يخرج من المجلس الرئاسى - وبشكل مؤسسى - وهذا هو الذى يعبر عن الحزب وتوجهه، وليس أى شىء آخر، وقيادات وكوادر الحزب وأفراده كانوا ملتزمين بقرار رفض النزول فى تلك الاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول، ولكن الإشكالية تأتى من أن البعض ظن أن كل ملتح هو عضو فى حزب النور وليس الأمر كذلك، فحزب النور يعبر عن الكيان المنظم الأكبر داخل التيار السلفى، وليس مسؤولا عن كل شخص ملتح، ونحن دعينا من أحد قيادات جماعة الإخوان، للنزول إلى اعتصام رابعة العدوية، ولكن وجدنا أن الرأى الأغلب كان الرفض، نتيجة خطاب التحريض، وعدم قبولهم أى مبادرات للمصالحة الوطنية.

 

■ الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، صرح بأن الأزمة تقترب من حزب النور، فما رأيك؟

- الدكتور يونس قال فى تصريحاته إن بعض البلطجية يتعرضون للملتحين، ويعتدون عليهم، ولم يقصد بها الأزمة السياسية، وإن كنا نرى أن الأزمة هى أزمة وطن بأجمعه، وأنه إذا احترق الوطن سيحترق بمن فيه، لذا وإن كنا لسنا طرفا فى النزاع، إلا أننا نسعى للخروج بالوطن من أزمته عبر الحل السياسى، الذى يؤدى للمصالحة الوطنية، وتجنب إراقة الدماء، وعدم عودة أجواء الدولة البوليسية.

 

■ الدستور الجديد ينص على حظر قيام الأحزاب الدينية هل ستغيرون من أوضاع الحزب، ومن أبرز الشخصيات المشاركة فى لجنة الخمسين، وهل تفكرون فى المقاطعة.. وما تعليقك على حذف المادة 209 المفسرة للشريعة الإسلامية؟

- الأحزاب الدينية هى الأحزاب التى تشترط فى عضويتها دينا أو مذهبا معينا، فهذا هو الذى يحظره الدستور، أما حزب النور فهو حزب سياسى، من ضمن برنامجه مرجعية الشريعة الإسلامية، فكيف يمنع قيام حزب أسس على أساس دستورى صحيح، لعل البعض يستدل على ضرورة حل الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية ببعض أخطاء هذه الأحزاب، واستخدام خطاب لا يتناسب مع الخلافات السياسية، ولكنى أفرق بين أمرين، الأول: إقحام الدين فى صراع سياسى بحت كمن يتهم معارضيه بالنفاق والخيانة، وغيرهما من المصطلحات فى مسائل سياسية كتغير الحكومة والنائب العام ومثلهما، وهذه خطيئة كبرى كنا من أشد منتقديها بل اكتوينا بنارها، والثانى، هو المناداة بفصل الدين عن السياسة، وهو ما لا يمكن أن يقبله الشعب المصرى، وهو مخالف للدستور، الذى ينص على مرجعية الشريعة والاستدلال بالخطأ الأول على الثانى خلط للأمور يساهم فى تعزيز موقف الطرف الأول.

وأما الحديث عن المادة ٢١٩ فما لا يعرفه كثيرون أن الأزهر هو من كتب هذا التفسير لكلمة المبادئ الغامضة، كذلك هذه المادة كان هناك توافق حولها على هامش الجمعية التأسيسية للدستور السابقة مع ممثلى الكنيسة والتيار المدنى، وهى مادة تعطى سعة للمشرع أن يتخير من المذاهب الإسلامية المتنوعة ما يراه مناسبا، وتغلق الباب أمام المد الشيعى، الذى يمثل خطرا على الأمن القومى، وتخوف البعض منها ناشئ من تصوره دلالات خاطئة لبعض ألفاظها، وهو ما سيزول بالحوار -إن شاء الله- وسنعقد عدة مؤتمرات وحملات إذا استمرت الموافقة على حذف المادة من الدستور، وسنطلق حملة للحفاظ على هوية الشعب، وسنحدد بعدها إما المقاطعة أو التصويت بـ«لا» إذا استمر الوضع كما هو عليه.

 

■ حزبكم ردد كثيرًا أنه يعانى من حملات تشويه تقودها جماعة الإخوان؟

- بالفعل الحزب تعرض لحملات تشويه من قبل بدايته، بدءا من شائعات قطع الأذن والتشدد والسذاجة السياسية، ثم ثبت للجميع خلاف ذلك، وهو ما جعل الحزب منافسا قويا للجماعة، ويتميز بالاستقلالية فى القرار وعدم التبعية، ورغبته فى إحداث التوافق بين القوى السياسية، وكسر حالة الاستقطاب، ما أغضب جماعة الإخوان، وأظن أنهم إذا فكروا بتعقل وهدوء سوف يدركون أننا كنا من أنصح الناس لهم، رغبة منا فى أن ينجحوا فى استنقاذ الوطن من الحالة المزرية، لكن ذلك جعلهم الفترة الأخيرة يحاولون تشويه صورة الحزب.

 

■ هل ترى أن ما حدث فى 30 يونيو هو نهاية جماعة الإخوان، وأنها لن تعود إلى العمل السياسى؟

- لا شك أن ما حدث أثر على الجماعة خصوصا، والتيار الإسلامى عموما بنسب متفاوتة، ولكنها ليست نهاية الإخوان فى اعتقادى، فضلا عن التيار الإسلامى، الذى يمثل قطاعا واسعا فى المجتمع، وقد مرت بالحركة الإسلامية قبل ذلك ما يشبه هذه الحالات، واستطاعت أن تقف مع نفسها، وتصحح أخطاءها، وهذا ما تحتاجه الجماعة خصوصا، فجوابى عن سؤالك يتوقف حول مدى قدرة الجماعة على تجاوز فكرة «المظلومية»، وتقف على أخطائها وتصححها، ولعلنا نستفيد من ذلك أن رقابة المجتمع على من يتصدى للعمل العام من أعظم وسائل التصحيح، بخلاف العمل السرى بعيدا عن رقابة المجتمع فهذا يضر أكثر مما ينفع، وهو ما ستلجأ إليه الجماعة حال حظرها، ومنعها من العمل العام، بالطبع هذا لا يعنى أن أحدا فوق القانون، فمن أخطأ يحاسب وفقا للقانون العادى، ولكن نرفض تعميم العقوبة، وإذا كنا طالبنا قبل ذلك بالتصالح مع رموز النظام الأسبق، الذين لم يثبت تورطهم فى جرائم، فيجب أن ينطبق الأمر ذاته على الإخوان.

 

■ ما تعليقك على التدخل الأمريكى فى شؤون مصر، واستغاثات الجماعة بالاتحاد الأوروبى وأمريكا؟

- موقفنا واضح من التدخل الأجنبى انطلاقا من إيماننا العميق بأن الأجنبى إذا تدخل فإنه يتدخل وفقا لأجندته، وليس بحثا عن مصالحنا، وإذا كان صادقا فى شعاراته فليوقف ما يحدث فى سوريا من مجازر يومية، هذا بالطبع لا يعنى رفض مساعى الصلح والوساطة، ولكنى أتحدث عن التدخل، وفرض الأجندات الخارجية، وأرى أن استغاثات الجماعة بالاتحاد الأوروبى وتصريحاتها الأخيرة كانت مرفوضة، خاصة أن عدة أحزاب تدخلت لحل الأزمة، ولكن لابد أن تعلم السلطة المؤقتة فى بلادنا أن منع التدخل الأجنبى ليس بالشعارات العنترية، التى ربما تضر علاقتنا بالخارج، ولكن بمنع ذرائع التدخل عبر ثلاثة أمور أساسية هى التزام آليات واضحة لانتقال الحكم لسلطة مدنية منتخبة، واحترام معايير حقوق الإنسان، والسعى لإيجاد مصالحة شاملة وعادلة.

 

■ كيف ترى دعوات تكفير قوات الجيش والشرطة، وبمن تشبه صاحب هذه الدعوات؟

- نحن فى الدعوة السلفية أكدنا أننا نرفض أى دعوات لتكفير الجيش أو الشرطة، وأشرنا إلى أن التكفير خطر كبير على المجتمع بأسره، وهو ينشأ نتيجة غياب الدعوة الصحيحة المعتدلة، والشرطة والجيش هم إخواننا وأبناؤنا، ونرفض تكفيرهم أو قتلهم أوالاعتداء عليهم؛ انطلاقًا من ثوابت شرعية ووطنية تحرم الاعتداء على الدماء المعصومة.

 

■ هل ترى أن الشارع المصرى فقد الثقة فى التيار الإسلامى؟

- بالفعل هناك تراجع للتيار الإسلامى فى الشعبية، بسبب كثير من الأخطاء، إضافة للتشويه الإعلامى غير المسبوق، وعلى التيار أن يتصالح مع الرأى العام ويعترف بخطئه.

 

■ كيف استقبلت قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟

- كان أمرا متوقعا فى ظل محاكمته على تهم هزيلة مقارنة برجل انتشرت فى عهده كل صور الفساد الإدارى والمالى، وانتهاكات حقوق الإنسان، ونحن ندعو إلى محاولة جمع أدلة جديدة تساعد فى الوصول إلى العدالة، ولكن علينا أن نقول إن مبارك كشخص انتهى من المشهد السياسى فى مصر، وأما كسياسات فهذا أمر متوقف على مدى تيقظ الشعب لحقوقه وحرياته التى اكتسبها، وألا يسمح لأحد بانتزاعها بحجة توفير الأمن.

 

■ هناك اتهامات لحزبكم بأنه ليس صاحب مبدأ، وهل هناك مساع من جانبكم لتكونوا الحزب الإسلامى الأول فى مصر؟

- للأسف، البعض تعود فى ممارسة السياسة على التأييد المطلق، أو الرفض المطلق، وهو ما لا يلزمنا فمثلا ظن البعض أن انتماءنا للتيار الإسلامى يتنافى مع دعوتنا للتوافق مع القوى السياسية الأخرى، وأن مشاركتنا فى خارطة الطريق تستلزم عدم النقد لأى ممارسة، فالبعض يستغرب أيضا من نقدنا الإفراط فى استخدام القوة عند الحرس الجمهورى، أو فض الاعتصامات بالقوة، أو دعوتنا للحل السياسى، الذى يستوعب جميع القوى السياسية، مع أن هذا هو عين ما نادينا به قبل ذلك، ونسعى أن يكون الحزب هو الأول بين الأحزاب الأخرى، ولا شك أن كل حزب يسعى لذلك، لكننا ندرك تبعية هذا فى هذه المرحلة، وقد كانت رؤيتنا بعد ثورة يناير عدم تصدر التيار الإسلامى المشهد، ولكن قدر الله وما شاء، فنحن نرى أهمية أن نكون جزءا من المشهد دون تصدره فى المرحلة المقبلة.

 

■ من أقرب الأحزاب لكم فى التحالفات الانتخابية، وهل سيتم ترشيح شخصيات عامة فى قوائمكم، وتعليقك على الترشح على الفردى فقط؟

- نرى أن التحالف سيكون مع من يتفقون معنا فى مرجعية الشريعة الإسلامية سواء كانوا ينتمون لأحزاب أم مستقلين، ولا نرى التحالف مع من يرفض هذه المرجعية، وسنرشح شخصيات عامة مستقلة على قوائمنا، ولكن الانتخابات المقبلة ما زالت خريطتها لم تتضح بعد، ويصعب توقع شكل التحالفات.

أما الانتخاب بنظام الفردى فهو يتنافى تماماً مع فكرة النظام البرلمانى، أو المختلط، الذى تتشكل فيه الحكومة من أغلبية البرلمان، فضلا عن إهدار الأصوات، وهو ما سيقلل فرص الشباب والكفاءات أمام رجال الأعمال، والعصبيات القبلية والعائلية، وهو ما سينتج برلمانا شبيها ببرلمان ٢٠١٠ الذى ثار عليه الشعب.

 

■ ما جهودكم للمصالحة الوطنية؟

- نؤمن إيمانا عميقا بأنه لا بديل عن المصالحة الوطنية، وأن مصر تتسع للجميع، وأن الحل الأمنى وحده ليس كافيا، ونتواصل مع جميع الأطراف المعنية، ونتعاطى مع سائر المبادرات المقدمة، وندعو جميع الأطراف لإعلاء مصلحة البلاد العليا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية