لم يكن لدى الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وقت كاف للابتعاد عن زحام المدينة إلى إحدى المناطق الجديدة بالأحياء السكنية الراقية اقتداء بعدد من القيادات بدلا من الحي السكني، الذي يعد من إحدى المناطق الشعبية بالجيزة، حيث اشترى في وقت سابق شقة في أحد أحياء أكتوبر، لكن لم تسعفه أحداث «30 يونيو» للذهاب إليها.
في أحد الشوارع المتفرعة من شارع خاتم المرسلين بحي العمرانية، منزل من 6 طوابق، يسكن فيه «العريان»، أحد القيادات الإخوانية البارزة في محافظة الجيزة، تم رصفه بعد إعلان تولي الرئيس المعزول محمد مرسي السلطة، لم يذهب العريان إلى «المنزل» لأكثر من شهر، خاصة بعد عزل محمد مرسى، لكن العائلة كانت تسكن في المنزل، بحسب حارس العقار المجاور.
بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وملاحقة القيادات الإخوانية أمنيا، فر «العريان» هاربا، وبدأت الأسرة في الانسحاب التدريجي من المنزل منذ أسبوع، بعد أن أخذوا جميع ممتلكاتهم، ومضوا دون أن يشعر بهم أحد.
لم تقتصر الملاحقات على رجال الأمن فقط، حيث قدم عدد من المسلحين إلى الشارع بعد أحداث «جمعة الغضب الإخوانية»، التي شهدت احتجاجات للإخوان بميدان رمسيس وشارع الكورنيش، وحاولوا إشعال النار في سيارة نجله، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك بعدما صدهم حراس العقار، والعقارات المجاورة.
أجرينا اتصالا هاتفيا بنجل «العريان»، «إبراهيم»، لكنه لم يخبرنا بأي معلومات تفيد بتركهم المنطقة سوى بعض كلمات الاستهجان و«حسبى الله ونعم الوكيل»، ثم أغلق الخط.