أجندة مصر، التى كانت تقتصر تواريخها على الأعياد القومية والمناسبات الدينية فقط، اتشحت أيامها بالسواد، معلنة الحداد فى معظم شهور السنة، منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، خاصة أن أى حدث «كارثى» تصحبه توابع، وفى ذكراه السنوية قد يتكرر بشكل جديد يعيد صياغته.
«نحن نعيش مرحلة كل يوم ذكرى»، هكذا يؤكد الدكتور محمد الجوادى، المؤرخ، عضو مجمع اللغة العربية، لكن جمال شقرة، رئيس قسم التاريخ بجامعة عين شمس، يرى أن كل هذه الأحداث التى يحيى المصريون ذكراها فى الفترة الحالية، التى راح ضحيتها الكثيرون، قد يجملها التاريخ فى سطرين، لأن كثرة تفاصيل الأحداث تربك المؤرخ، لذلك سيكون الاهتمام فقط بالخطوط العريضة مثل أيام سقوط النظام وأحداث الفترة الانتقالية والمجلس العسكرى، أما أحداث مثل محمد محمود ومجلس الوزراء، ستكون على هامش الحدث الأكبر وكتابتها ستكون فى سطر أو سطرين.
كلاهما مسؤول عن تعدد الأحداث وتكاثرها وتكرارها فى يوم الذكرى، «الشعب والحكومة»، هكذا أكد عمر الحضرى، عضو اتحاد شباب الثورة، الذى شارك فى إحياء ذكرى شهداء موقعة الجمل ومحمد محمود، قائلاً: «الشعب والحكومة يخطآن فى المفهوم الصحيح، فالشعب يخرج فى مظاهرات ربما تعيد نفس الحدث، والحكومة تتعامل بمنطق لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم»، وهو ما يجعلنا نعيش 365 يوم حداد».
خوف «عمر» من إسقاط بعض الأحداث خلال توثيق أحداث الثورة، دفعه لتوثيقها بمعرض فنى، بالاتفاق مع الحكومة، مؤكداً أن شباب الثورة هم الأجدر بتوثيقها.
تجدد الأحداث وكثرتها يضطر أصحاب مكتبات الفجالة لتحديث الأجندة السنوية كل فترة، لذلك قرر أحمد هيثم، صاحب إحدى المكتبات، تأجيل الأحداث التى وقعت بعد شهر يونيو إلى أجندة 2014 المقبل: «أجندة 2013 تم طباعتها منذ 5 أشهر.
ولأن الأحداث متتالية وكثيرة، لم يكن أمامنا سوى الانتظار إلى العام المقبل، مش كل شوية هنكلف طبع أجندة جديدة».