x

الاعتصامات والاحتجاجات.. صداع تواجهه الحكومات بـ«الغاز والمطاطي»

الجمعة 23-08-2013 20:44 | كتب: مريم محمود |
تصوير : رويترز

توالت فى الآونة الأخيرة تعبير الشعوب المختلفة عن غضبها وإبداء اعتراضها على سياسات حكوماتها عن طريق الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات، والتى تتحول فى بعض الأحوال إلى أعمال شغب، سبب صداعا للحكومات والأنظمة الحاكمة التى ردت فى العديد من المرات بفضها بالقوة.

ورغم اختلاف الحكومات فى البلاد المختلفة على اختلاف أنظمة الحكم فى كل بلد، تسبب تلك المظاهرات مصدر إزعاج كبير لها، مما يدفعها دائما إلى فض هذه المظاهرات والاعتصامات حتى وإن كانت سلمية، باستخدام بعض الأدوات التى تكون متشابهة إلى حد كبير، ولكنها تؤدى إلى نتائج مختلفة، وذلك باختلاف كون هذه الدول تتمتع بحرية الرأى والتعبير أم أنها دول قمعية.

ففى أوروبا على سبيل المثال، شهدت عدة دول مظاهرات واعتصامات كثيرة، منها تركيا، التى اندلعت بها اعتصامات مؤخرا فى ميدان تقسيم بتركيا فى مايو الماضى ضد إزالة أشجار من الميدان وإعادة بناء ثكنة عسكرية قديمة ومول تجارى به.

وبعد عدة أيام استخدمت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، إلا أن المظاهرات زادت اتساعا وتحولت إلى تحرك شعبى يطالب باستقالة رئيس الوزراء والحكومة. واعتمدت قوات الأمن التركية مرة أخرى على استخدام الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص المطاطى، إلى أن إجلاء المتظاهرين نهائيا بالقوة بعد أقل من شهر، وراح ضحية فض الاعتصام 5 قتلى بينهم شرطى، وأصيب نحو 7500 شخص.

وفى إسبانيا، خلال أحداث مايو 2011، دعت حركة «غاضبون» للمظاهرات لتحقيق الديمقراطية واعتصموا فى ميدان «لابويرتا ديل سول»، ولجأت كذلك قوات الأمن الإسبانية لفض الاعتصام باستخدام الغاز المسيل للدموع والخرطوش، ما أدى إلى إصابة 20 شخصا بجروح واعتقال العشرات.

وتكرر الأمر فى يوليو 2012 فامتلأت شوارع مدريد وبرشلونة بمئات الآلاف يهتفون ضد «سرقة» الحكومة لهم، ثم فضت قوات الأمن المظاهرات، رغم شل حركة المرور وتعليق النشاط التجارى فى المنطقة المركزية فى العاصمة، ولكن تم توجيه اللوم لها واتهامها بـ«تجاوز الخط الأحمر».

وفى بريطانيا، انطلقت مسيرات فى أغسطس 2011 من توتنهام للتنديد بقمع الشرطة، وانتشرت بمناطق مختلفة، اعتقلت الشرطة على إثرها نحو 1100 شخص وتم استخدام خراطيم المياه والرصاص المطاطى ضد المتظاهرين، حيث اعتبرت الحكومة الأحداث لا تزيد عن كونها مجرد «أعمال شغب»، وبنهاية الشهر، اشتبكت الشرطة بعنف مع المعتصمين، وارتفعت الاعتقالات إلى 1200 معتقل، وأصيب نحو 140 وقتل 4 مواطنين فى عدة مدن بريطانية.

ولم تكن فرنسا بعيدة عن الاضطرابات، ففى عام 2005 امتدت موجة من العنف باريس وانتشرت إلى مدن ومناطق فرنسية أخرى بدءا من يوم 27 أكتوبر 2005، أعلنت إثرها الحكومة حالة الطوارئ فى 8 نوفمبر 2005، وتم تمديدها لمدة 3 أشهر.

وبلغ محصول أعمال شغب، خلال 19 يوما، إلى حرق السيارات وعدة مبان عامة واعتقال نحو 2700 شخص.

وأثار الرئيس الفرنسى وقتها، نيكولا ساركوزى، جدلا بوصفه مثيرى الشغب بأنهم «حثالة» وقوله إن العديد من الضواحى تحتاج إلى «تنظيف صناعى».

وحلقت مروحيات للشرطة فوق ضواحى باريس، للسيطرة على الوضع إلا أنهم ألقوا الزجاجات الحارقة على الشرطة، وتعرض عدد من الحافلات للهجوم والتدمير فى باريس والمناطق. وقد طالت الأضرار المؤسسات المدنية فى عدد من البلدات والمدن حيث أحرقت مدارس وحضانات فى ضواحى العاصمة الفرنسية.

أما اليونان فشهدت فى يونيو الماضى، مظاهرات حاشدة وسط حالة من الغضب أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون الرسميين بعد قرار إغلاقهما من قبل الحكومة، كإجراء من إجراءات التقشف التى تطبقها أثينا. واعتصم موظفو الإذاعة والتليفزيون الذين فقدوا وظائفهم، فى استوديوهات قنوات التليفزيون والراديو لنحو شهر، فرقته بعدها شرطة مكافحة الشغب بالقنابل المسيلة للدموع والعصى ورذاذ الفلفل.

وهو الأمر نفسه الذى اتبعته الشرطة الأمريكية فى فض اعتصام حركة «احتلوا وول ستريت» فى نيويورك إذ اعتبرت قوات الأمن وقتها أن الاعتصام يمثل «خطرا» على الحالة الصحية العامة ويخالف القانون فقامت بفضه بالقوة.

 

اقرأ أيضًا:

اعتصامات فضّتها حكومات أوروبية بالقوة (جدول زمني)

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية