عبر عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية عبود الزمر عن معارضته الشديدة لعودة التنظيم إلى انتهاج «الكفاح المسلح» مرة أخرى في ظل سقوط مئات القتلى بين صفوف التيار الإسلامي، محذرا في الوقت نفسه الرئيس المخلوع حسني مبارك من محاولة العودة للمشهد السياسي بعد إطلاق سراحه الأربعاء الماضي.
وقال «الزمر»، في حوار له مع مجلة «تايم» الأمريكية أوردته على موقعها الالكتروني، اليوم الجمعة، «رسالتي لمبارك هى إنني لست ضد الإفراج عنك، ولكن بات لزاما عليه، بعد الدروس التي تلقاها طيلة فترة حبسه وبعد أن ذاق مرارة الحبس التي ذقناها نحن لفترات طويلة كانت أسوأها خلال فترة حكمه، ألا يحاول العودة للمشهد السياسي مرة أخرى».
وأوضح أن الجماعة الإسلامية لم تلعب أي دور في موجة العنف التي تشهدها البلاد حاليا قائلا «لقد أصدرت توجيهاتي للجماعة وحزب البناء والتنمية بأن من لم يلتزم النهج السلمي في التظاهر أو من يشارك في أي هجوم على منشأة حكومة أو قوات الجيش أو الشرطة أو كنيسة، سيتم عزله نهائيا من الجماعة والحزب.
وأكد «الزمر» معارضته الشديدة لحرق الكنائس، موضحا «كنت حازما في موقفي هذا حتى وأنا داخل محبسي دون أن يطلب أحد مني ذلك، فأصدرت حينها بيانا يوضح أن مهاجمة دور العبادة وبيوت الله أمرا ينافي الشريعة ويهدد السلام والتجانس المجتمعي».
أما عن استهداف قوات الأمن فاعتبر ذلك «قصة مختلفة»، من وجهة نظره، حيث رأى أنها «رد فعل شعبي طبيعي ضد مراكز الظلم في المجتمع»، مشيرا إلى استخدام قوات الشرطة القوة المفرطة في فض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول في ميداني «رابعة العدوية» و«النهضة».
وعن سؤاله حول استشعاره ثمة احتمالات لعودة الجماعة الإسلامية لرفع السلاح وانتهاج العنف مرة أخرى، أجاب «الزمر» قائلا «هذا قرار نهائي، نحن عقدنا العزم على أن يكون المسار السياسي السلمي سبيلنا حتى ونحن في المعارضة وعندما نعارض هذه الحكومة غير الشرعية فسنعارضها عبر وسائل الديمقراطية».
وقال «الزمر» إن استخدام قوات الأمن للرصاص الحي وقتل المتظاهرين «لن يفضي إلى حل الأزمة الحالية بل سيسهم في تفاقمها وإذكاء نيران الغضب».
في سياق أخر، رجح عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية عبود الزمر أن تكون الاتهامات الموجهة ضد ابن عمه طارق الزمر، القيادي في تنظيم الجهاد ورئيس حزب البناء والتنمية، والمتعلقة بالتصريحات التي أدلى بها الأخير خلال خطابه في المظاهرات التي نظمها التيار الإسلامي خلال يونيو الماضي، عندما توعد بسحق مظاهرات 30 يونيو ضد مرسي.
وأوضح عبود الزمر أن «سحق» لم يقصد بها حينها استخدام القوة أو القتل، بل جاءت بلغة الأعداد أي أن يفوق أعداد المشاركين مظاهرات الإسلاميين، من شاركوا مظاهرات 30 يونيو.
ولفت القيادي بالجماعة الإسلامية إلى إنه تم إصدار أوامر لطارق الزمر بعدم الظهور في وسائل الإعلام أو المشهد العام كي لا يمنح أحدا الفرصة في أن يستغل كلماته كمبرر للقول بإنه يدعم استخدام القوة، كذلك الأمر بالنسبة للقيادي عصام عبد الماجد الذي صدر في حقه هو الآخر امرا بالاعتقال ؛ فقد منع من الظهور تماما وذلك حفاظا على سلامته الشخصية، حسبما أوضح «الزمر».
ورأت المجلة الأمريكية، من جانبها، أن حديث «الزمر» لا يوحي بأن «استخدام الدولة للقوة المفرطة سيستتبعه بالضرورة لجوء الإسلاميين إلى (عسكرة) صراعهم على نطاق أوسع»، مشيرة إلى أن «الجماعة الاسلامية كانت قد أعلنت بالفعل نبذها للعنف رسميا بينما كان لايزال الزمر قيد الاعتقال وحتى بعد ان أطلق سراحه عقب ثورة 25 يناير، حث الزمر على الالتزام السلمية ونبذ العنف تماما».
وأضافت «وبالرغم من تاريخه المسلح، يعد موقف الزمر حيال الأزمة الراهنة أكثر اعتدالا من موقف جماعة الإخوان المسلمين، مستشهدة في ذلك بما جاء على لسان الزمر نفسه «أصر الإخوان على عودة مرسي مجددا، ولكن لم يكن ذلك مطلبنا أو أمرا مهما بالنسبة لنا، بل نحن نريد عوضا عن ذلك إيجاد سبيل أخر للتوصل لحل، مقترحا إجراء استفتاء شعبي على خارطة الطريق التي تدعمها الحكومة الجديدة والتي تقضي بإجراء انتخابات».