وجهت الحكومة اليمنية اعتذارا علنيا للانفصاليين الجنوبيين والحوثيين، (وهم متمردون شيعة سابقون)، فى الشمال، عن الحروب التي شنها اليمن ضدهم في عهد الرئيس السابق، على عبد الله صالح.
وأكد البيان الذي صدر للحكومة، وأذاعه التليفزيون الرسمي، أمس الأول: «أن حكومة الوفاق الوطني نيابة عن السلطات السابقة وكل الأطراف والقوى السياسية التي أشعلت حرب صيف 1994 وحروب صعدة أو شاركت فيها تعلن اعتذارها لأبناء المحافظات الجنوبية وأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى ممن كانوا ضحية تلك الحروب ولجميع ضحايا الصراعات السياسية السابقة، وتعتبر ما حدث والأسباب التي أدت إلى ذلك خطأ أخلاقيا تاريخيا لا يجوز تكراره».
كما اعتذرت الحكومة أيضا لسكان محافظة صعدة بشمال اليمن عن الحملات العسكرية المتكررة التي شنتها حكومة «صالح» ضد المتمردين بين عامى 2004 و2010، علما بأن الحرب الأهلية اندلعت بين الشمال والجنوب في عام 1994 بعد 4 أعوام من اندماجهما في دولة واحدة، وأشعلت النتائج المترتبة على الحرب مطالب بالانفصال.
وأوضح البيان أن الاعتذار كان مطلوبا بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة من دول الخليج، ومهَّد الطريق لتنحي «صالح»، عام 2011، وتسليم السلطة لنائبه، عبد ربه منصور هادي، بعد أشهر من عدم الاستقرار، وقال فهمي السقاف، أحد زعماء الحراك الجنوبي الانفصالي، إن «الاعتذار خطوة مهمة، رغم أنها تأخرت كثيرا»، مشيرا إلى «أن الأهم هو ما سيأتي، بعد الاعتذار» ومعبرا عن مخاوفه من أن ينتهي الحوار الوطني دون تحقيق مطالب الجنوب».
وجاء الاعتذار، وسط محادثات الحوار الوطني التي انطلقت في مارس الماضي، للتصدي لمظالم قطاعات كبيرة من السكان، ويتطلع المشاركون إلى وضع الملامح الرئيسية للإصلاحات الدستورية والإدارية قبل الانتخابات العامة التي ستجري، العام المقبل.
من ناحية أخرى، نجا ضابط فى المخابرات العسكرية اليمنية، أمس، من تفجير قنبلة تم زرعها تحت سيارته فى صنعاء، ما أسفر عن إصابة أحد المارة بجروح، وذلك ضمن عشرات الاغتيالات أو محاولات الاغتيال التى استهدفت مسؤولين أمنيين وضباطا فى اليمن، خلال العامين الماضيين، وسط أنباء عن تورط تنظيم القاعدة فى هذه العمليات.