قال الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، القيادي بـ«التحالف الوطني لدعم الشرعية»، إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ملتزمون بالاحتجاج السلمي وتعهدوا بعدم اللجوء إلى العنف ردًّا على ما تمارسه ضدهم «السلطات الانقلابية» من عنف، مشيرًا إلى أنهم يعتقدون أن سلميتهم سلاح أقوى من كل آلات القتل التي بأيدي العسكر والشرطة، حسب تعبيره.
وأضاف «البلتاجي»، في تصريحات نشرها موقع «إخوان أون لاين»، بسبب مرور أسبوع على أحداث فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، أنه بـ«الإفراج عن مبارك يكون النظام العسكري قد أسفر تمامًا عن وجهه القبيح، بعدما تعرض الشعب المصري منذ انقلاب الثورة المضادة في 30 يونيو، لاضطهاد وحشي مهين وغير مسبوق، الأمر الذي أتى على كثير من إنجازات ثورة يناير».
وتابع: «لقد قتل الانقلابيون أعدادًا من المحتجين السلميين أثناء فض ميداني رابعة العدوية والنهضة، يوم (الأربعاء الأسود)، أكثر بكثير مما قتل بشار الأسد ومعمر القذافي في أي يوم من أيام الثورتين السورية والليبية، بل لقد فاق عدد من قُتل من المصريين منذ بدء الانقلاب أضعاف من قُتلوا أثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة».
وأشار إلى أن المصريين «شاهدوا مع معظم العالم بفزع شديد كيف اجتاح العسكر والشرطة الميدانين وأضرموا النيران في الخيام، بينما كان الناس لا يزالوا نائمين داخلها، وكيف أطلقوا الرصاص الحي على المعتصمين بشكل عشوائي».
وقال: «هذه القوات ارتكبت عددًا من المجازر الأخرى منذ ذلك اليوم في مختلف أرجاء البلاد وحوصرت المساجد ودوهمت لإخراج من كان يعتصم فيها من محتجين سلميين، وثبت مؤخرًا بالدليل القطعي أن بعض الكنائس أحرقت في محاولة لإلصاق تهمة إحراقها بالإخوان المسلمين وحلفائهم من الإسلاميين، لتبرير ما يمارس ضدهم من عنف».
واعتبر «البلتاجي» أنه تُرتكب اليوم في مصر «جرائم ضد الإنسانية» لم تشهدها البلاد من قبل، وبشكل منظم يستهدف «ترويع وإرهاب الشعب بأسره» حتى يخضع لـ«السلطات الانقلابية الجديدة»، مضيفًا أن «ما تبقى في مصر من صحافة وقنوات تليفزيونية يخضع بشكل مطلق لمن في أيديهم السلطة، ولذلك فإن لهذا الإعلام مهمة واحدة هي تبرير توحش العسكر ضد الناس».
وأوضح: «بالرغم من كل ذلك، تحدى المصريون (الانقلابيين)، وشهدت الأيام الأخيرة ما يثبت قطعيًا فشل السلطات الانقلابية في إطفاء جذوة النضال في سبيل الحرية والكرامة، ويستمر تنظيم المسيرات الاحتجاجية لدعم الشرعية والديمقراطية عبر البلاد، وكلما سقط قتلى اندفع الناس بأعداد أكبر نحو الشوارع».
وأضاف: «يسعى قادة الانقلاب وما تحت سيطرتهم من وسائل إعلام إلى إقناع الرأي العام المحلي والرأي العام الدولي بأنهم إنما يحاربون الإرهاب وأن ما يقومون به مبرر، ويدعون أن الإرهاب الذي يحاربونه يقوده أو يحرض عليه الإخوان المسلمون».
وشدد «البلتاجي» على أن «الإخوان» لديهم التزام بالاحتجاج السلمي وتعهدوا بعدم اللجوء إلى العنف، ردًا على ما تمارسه ضدهم «السلطات الانقلابية» من عنف، وقال: «نحن نعتقد أن سلميتنا سلاح أقوى من كل آلات القتل التي بأيدي العسكر والشرطة».
وقال «البلتاجي»: «أسوأ إرهاب تعاني منه مصر اليوم هو ذلك الذي يمارس ضد الشعب المصري، ائتلاف الانقلاب، الذي تواطأ مع أنظمة الحكم الملكية في العالم العربي: السعودية والإمارات والكويت والأردن، وتؤيده بشكل تام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤهما الغربيون في مؤامرة لقتل حلم المصريين وإجهاض الربيع العربي».
وأضاف: «لقد تم اختطاف مؤسسات الدولة في مصر، بما في ذلك الجيش والشرطة والقضاء، وتم تحويلها إلى أدوات قمع»، محذرًا «كل من يتورط في هذا المشروع عن علم وإرادة بأنهم يومًا ما، عاجلاً أو آجلاً، سيقدمون للمحاكمة».
وناشد «البلتاجي» ضباط وجنود الجيش والشرطة «خلع زيهم العسكري والقعود في بيوتهم»، حسب قوله، وأضاف:«لقد اتخذ الشعب المصري قراره أن يكون صادقًا منسجمًا مع إنسانيته وضميره، وأن ينهض للدفاع عن بلده ضد الديكتاتورية والطغيان، لضمان مستقبل زاهر للأجيال القادمة».
وقال «البلتاجي»: «من أجل مصر، سنستمر بالتظاهر السلمي في الشوارع على طول البلاد وعرضها حتى نسقط الانقلاب، الذي تسبب قادته، وعلى رأسهم الجنرال السيسي، في الدفع بالبلاد إلى مستوى غير مسبوق من الفوضى وعنف الدولة، والذين لن نمنحهم الفرصة لتحويل مصرنا الحبيبة إلى سوريا أخرى أو للإفلات من المقاضاة على ما ارتكبوه من جرائم».
واختتم «البلتاجي» تصريحاته، قائلاً: «لقد بذل المدافعون عن الشرعية الغالي والنفيس، وضحوا من أجل إنهاء الحكم العسكري، الذي أذل المصريين واضطهدهم لما يزيد على ستين يومًا، وقدمت هذه التضحيات من أجل أن تصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية تقدس فيها الكرامة الإنسانية وتحترم فيها حقوق الإنسان، وستستمر هذه التضحيات إلى أن يتحقق حلم المصريين، وليس لدينا أدنى شك بأن الثورة المضادة ستُهزَم وبأن الثورة المصرية العظيمة ستنتصر في نهاية المطاف».