x

محللون سوادنيون: «إسلاميو الخرطوم» لا يحق لهم إدانة ما جرى في مصر

الأربعاء 21-08-2013 17:26 | كتب: محمد الخاتم |
تصوير : other

منذ 30 يونيو الماضي، سعت حكومة الخرطوم، ذات المرجعية الإسلامية، إلى موازنة علاقتها ما بين طرفي الأزمة في مصر والتأكيد على أن ما تشهده «شأن داخلي»، إلا أن موقفها تزحزح قليلا بعد فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، إذ أصدرت الخارجية بيانا أدانت فيه ما وصفته بـ«العنف».

ومنذ ذلك الحين، تنظم الحركة الإسلامية، المنبثق عنها الحزب الحاكم، تظاهرات أمام مقر السفارة المصرية في العاصمة، في حين أصبحت الحكومة توجه انتقاداتها رسميا وبوضوح لمعارضيها من ذوي الخلفيات الليبرالية.

ويرى البعض أن هذه المظاهرات تمثل تغيرا جوهريا في موقف حكومة الخرطوم التي حرصت منذ 30 يونيو على التأكيد بأن ما تشهده مصر «شأن داخلي»، وذلك في معرض ردها على ما نقلته وسائل إعلام مصرية من رسالة للرئيس عمر البشير إلى نظيره المعزول محمد مرسي، تفيد بنقل سلاح من أراضيه إلى إخوان مصر، وببث قناة «أحرار 25» من الخرطوم، وهو ما نفته الحكومة في حينها رسميا.

والمعروف أنه عند وصول الإخوان للسطة في مصر، كان هناك ارتياح واضح لدى النخبة الحاكمة في الخرطوم، والتي تعاني من عزلة يفرضها عليها الغرب، تتجلى في العقوبات الأمريكية ومذكرة الاعتقال الصادرة بحق البشير. إلا أن إخوان مصر، في المقابل، لم يبدوا أي دعم للسودان، وسجل المعزول زيارة يتيمة للخرطوم في أبريل الماضي، بعد 11 زيارة خارجية، شملت دولا آسيوية واسكندنافية، وسبقها توقيع مذكرة تفاهم بين الحزبين الحاكمين في مارس لم يكن لها أثر على الأرض.

وتعليقا على موقف الخرطوم، قال الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح في حديث لـ«المصري اليوم» إن الإسلاميين في السودان «لا يملكون السند الأخلاقي لإدانة الانقلاب أو العنف ضد المدنيين، لأنهم واغلين في الدماء حتى أعناقهم»، وذلك في إشارة للانقلاب العسكري الذي نفذه الإسلاميون عام 1989.

ونبه صالح إلى أن الموقف الحكومي الرسمي «كان عاقلا وتناسب مع الحدث، إذ كـُتب بيان الخارجية بلغة دبلوماسية، واكتفى بإدانة العنف، لكن هناك أطراف حكومية أخرى لا يعجبها مثل هذا الموقف وتريد موقفا نابعا من الانتماء الأيديولوجي لذا حركت المظاهرات».

ولفت صالح إلى أن ما تشهده مصر هو حراك شعبي حقيقي ضد الإخوان، الذين تحملوا مسؤولية خلق الأزمة، لكنه أضاف «تدخل الأجهزة الأمنية أضر بهذا الحراك». ووصف الوضع الآن بأنه «حالة جنون شملت كل الأطراف»، قائلا: «عنف الأجهزة الأمنية غير مبرر لكن الإخوان أيضا غير سلميين ومسؤولون بشكل مباشر عما يحدث من عنف».

وأبدى مخاوفه من عدم وجود طريق ثالث يحتشد فيه تيار يدين عنف الطرفين، ويشجع الحوار السياسي، «لأن الاستقطاب وصل مداه، ويمكن أن يفضي بمصر إلى الهاوية. الخطورة أن الاستقطاب انتقل إلى المنطقة كلها».

الخرطوم لم تساند إخوان مصر لأن «مرسي» لم يسعفها في إصلاح علاقاتها الخارجية

من جهته، اعتبر المحلل السياسي محمد الفكي سليمان في حديثه لـ«المصري اليوم» أن الموقف الحكومي لم يشهد تغيرا، لأنها أدانت العنف «وهو شئ مسلم به في كل العالم ولم تدن الموقف السياسي». وأوضح أن التظاهرة نظمتها الحركة الإسلامية وهي لم تعد تسيطر على الحزب الحاكم، وليس لها نفوذ ولا هوية واضحة ولم يشارك أي من القادة الحكوميين في التظاهرة، ومن شاركوا يعبرون عن تطلعات مجموعة غير نافذة، على حد قوله.

وعزا سليمان ذلك إلى أن حكومة الخرطوم «لم تستفد أي شئ من إخوان مصر خلال العام الذي قضوه في السلطة، بدليل أن مرسي زار الخرطوم متأخرا جدا، وبعد 11 زيارة خارجية». وتابع «الحكومة معزولة دوليا وحكومة الإخوان لم تسعفهم لإصلاح علاقاتها الخارجية».

ورأى سليمان أن الخرطوم تدرك أن الإخوان لن يعودوا للمشهد السياسي قريبا، وأنها تنتظر لتعرف توجهات النظام الجديد، وستعامل مع أي نظام حتى وإن كانت علاقتها به خالية من المودة، «شريطة ألا يعاديها لأن هذا ما كان عليه الحال مع حكومة الإخوان»، على حد تعبيره.

واعتبر سليمان أن ما تشهده مصر منذ 3 يوليو «انقلاب.. لكن الإخوان هم من مهدوا له، بمحاولتهم أخونة الدولة، وتصفية مؤسساتها، وهذا يعد انقلابا على الشرعية». وأشار إلى فقدانهم تعاطف الشعب الذي ساند قرارات الجيش، وتساءل: «أين الملايين التي صوتت لمرسي في الانتخابات؟ من كانوا في ميداني رابعة والنهضة آلاف. الحقيقة أن مرسي فاز بذات الأصوات التي جمعتها (تمرد) للإطاحة به».

ويبدو الشارع السوداني منقسما بدوره حول ما يجري في مصر، وإن كانت الغالبية ضد الإخوان في بلد عانى على مدار 24 عاما من حكم الإسلاميين، طبقا لما قاله محمد بابكر، ناشط معارض. وقال بابكر لـ«المصري اليوم»: «لا أفهم كيف يدين شخص العنف في مصر ويدافع عما ترتكبه حكومة بلاده من فظائع.. أنا ضد العنف لكن هذا لا يعني أنني أتعاطف مع الإخوان. هذاأايضا أسلوبهم في إدارة الخلاف السياسي».

أما أسماء الزين (طالبة جامعية) فقالت لـ«المصري اليوم»: «لا يوجد شخص سوي يمكن أن يدافع عن المجازر التي ترتكب بحق الشعب المصري. بعض السودانيين ينتقدون الحكومة بحجة أنها عسكرية، ويدعون الديموقراطية، لكن في ذات الوقت يدافعون عن ممارسات الانقلابيين في مصر»، على حد وصفها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية