قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، حسبما نشر، اليوم الثلاثاء، إنهم أي أعضاء الجماعة «حملوا تكليفا من الله بالخير لكل البشرية وأمة خاتم المرسلين»، مضيفًا أن «الإخوان»، الذين وصفوهم بـ«الظالمين»، لم يعرفوا «إرهابا» ولم يردوا على الإساءة إلا بالإحسان، مؤكدًا أن تاريخ «الإخوان» يشهد على ذلك الأمر.
وأضاف «بديع»، في آخر رسالة من رسائله الأسبوعية، قبل القبض عليه، فجر الثلاثاء، وتم إرسالها من «الإخوان» للصحفيين عبر البريد الإلكتروني، تحت عنوان «أمة الأهداف السامية والتضحيات الغالية»، أن الجماعة وكل فصائل هذا الشعب الوطنية المخلصة جنودًا لهذا الشعب لا يتصدقون عليه ولا يتأخرون عنه ولا يقصرون بالتضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل حريته وكرامته والحق الذي بايعوا عليه طيلة طريقهم الطويل في مواجهة «الصهاينة والمحتل الغاصب» والوقوف في وجه «الظالمين».
وتساءل «بديع»: «ماذا فعلنا فيمن حاكمونا محاكمات عسكرية بلغت أحكامها أكثر من 15 ألف سنة سجن، بل علقونا على أعواد المشانق وقتلونا تحت التعذيب في السجون والمعتقلات وقتلونا في المظاهرات والاعتصامات السلمية وحرقونا مع كل المصريين الشرفاء السلميين، وحرقوا ممتلكاتنا ومن قبلها من قتلونا بأيدي بلطجيتهم أثناء تزوير الانتخابات ومن زوروا الانتخابات بالكلية، وحصلنا على ستة آلاف حكم قضائي لصالحنا لم ينفذ منها حكم واحد».
وتابع: «فمن الذى يحترم القضاء، ومن الذي يهين القضاء، ومن الذي يحترم القانون، ومن الذي يدوس على الدستور والقانون وإرادة الشعب المصري كله الآن بحذائه ورغبته النازية الفاشية الفرعونية»، حسب تعبيره.
وشدد في رسالته المطولة على أن الله سينصر المظلومين «لأن الله هو الحق، وهو الذي يقذف بالحق قذائف ربانية لا طاقة لقذائف مدافعكم وطائرتكم وبنادقكم ورشاشاتكم بها»، حسب قوله.
وطالب «بديع» المنظمات الحقوقية و«الأحرار» في دول العالم بـ«وقفة قوية مع الحق والحرية»، مضيفًا: «مضى زمن الانقلابات العسكرية إلى غير رجعة، ولقد وقفتم ضدها في كل مكان وفاء لقيم الحرية والعدل وحقوق الإنسان».
وتابع: «أما من اختار لنفسه أن يقف مع الظلم مع القهر مع القتل مع سفك الدماء مع حرق الأبرياء، أقول لهم سواء كانوا أفرادا أو جبهات أو مؤسسات محلية أو دولية أو حكومات عربية أو غير عربية، فقريبا وقريبا جدا بإذن الله ستندمون على هذه المواقف لأن الله ناصر الحق».
وضرب «بديع» المثل على كلامه بما يحدث في فلسطين، واصفًا أهلها بـ«الثبات والصبر والبطولة»، ولفت إلى أن «آلة الحرب الصهيونية التي تنتهك كل الحرمات كل يوم، لم ترهبهم ولم تنل من عزيمتهم وإصرارهم»، مشددًا على أن أهل فلسطين يرفضون بشكل تام «الاعتراف بالأمر الواقع للص سفاح».
واعتبر «بديع» أن «الإخوان» هي «أمة ثبات»، موضحًا: «نحن أمة الثبات لأن ما كان لله دام واتصل، نحن أمة الست من شوال بعد رمضان، نحن أمة الإثنين والخميس»، مضيفًا: «للحق رب يحميه، وللباطل الخزي والندامة ولأهله الخسران في الدنيا والآخرة».
وأضاف: «لهذه الإيجابية تبعات، سنتعرض للأذى والتكذيب والإيذاء والاعتداء والافتراء والاعتقال والسجن، بل القتل والحرق من أعداء الحق وأهل الشر وسيجري الله قدره علينا على يد هؤلاء المجرمين القتلة السفاحين، ليتم اختبار الأمة ليعلم الله منّا من المجاهدين ومن الصابرين ومن المنافقين ومن المترددين ومن الراجعين للحق وهم خير الخطائين»، معتبرًا أنه «سيكون قمة الابتلاء اختيار الله لشهداء».
وتابع: «لابد لكي يقتل هؤلاء الشهداء أن يكون هناك سفاحون قتلة مجرمون يقتلونهم ليس إلا أن يقولوا ربنا الله أو يقفوا في وجه ظالم طاغية خائن ليقولوا له كلمة حق يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر».
وخاطب «بديع» أهالي أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، موضحًا: «أقول لكل أهل الشهداء هنيئا لكم اختيار شهدائكم وشهيداتكم في معركة مصر من أجل الحرية والحق والكرامة»، مضيفًا: «نستحق هذه الجائزة الكبرى».
ومضى «بديع» وهو يرثو نجله، الذي قتل مطلع الأسبوع الجاري، قائلاً: «لك يا رب مزيد وجزيل الحمد والشكر، فنحن كلنا عبيدك أبناء عبيدك أبناء إمائك»، داعيًا الله أن «يجعل الدماء الزكية للشهداء والجرحي والمصابين والمحروقين لعنة على القتلة والسفاحين، وعلى كل من شاركهم وساعدهم ولو بشطر كلمة إلى يوم القيامة».
كما دعا «بديع» الله، في ختام رسالته، أن تكون كل التضحيات والمواقف والطاعات والقربات والدعوات من كل المسلمين والمسلمات هي «ضريبة تحرر الأمة من كل عبودية إلا لله، وحصولها على كل حقوقها المشروعة، وهي رئيسها المنتخب ودستورها المستفتى عليه بأعلى نسبة موافقة من العالم ومجلسها التشريعي المنتخب من الشعب المصري صاحب القرار ومصدر السلطة، وهو بحق القائد الأعلى لمجلس قيادة ثورته»، حسب تعبيره.