x

«واشنطن بوست»: الحكومة رفضت «اتفاقًا» دعمه البرادعي لإنهاء أزمة أنصار مرسي

السبت 17-08-2013 21:05 | كتب: بسنت زين الدين |
تصوير : other

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها كانوا على وشك التوصل لاتفاق إنهاء الأزمة في مصر أثناء مفاوضات الوساطة، التي انتهت قبل فض اعتصامي «رابعة والنهضة».

وقالت الصحيفة، في تقريرها لها، إنه قبل أسبوعين من أحداث العنف في القاهرة تيقنت إدارة «أوباما» بعد العمل مع حلفائها في أوروبا والخليج أنها كانت «قرب التوصل إلى اتفاق يتم بموجبه إخلاء اعتصامات أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، مقابل تعهد السلطات المؤقتة في مصر بتجنب العنف».

وتابعت الصحيفة: «لكن الحكومة المدعومة من الجيش رفضت الصفقة، وأمرت قواتها الأمنية بتفريق الاحتجاجات، وهو القرار الذي أدى إلى سقوط مئات القتلى، والاشتباكات في الشوارع».

وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي لمصر، برناردينو ليون، في تصريحات للصحيفة، إن اتفاق الوساطة كان من المفترض أن يكون مقدمة لمحادثات بين الإخوان المسلمين والحكومة، مضيفا أن الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس للعلاقات الدولية المستقيل، أظهر دعمه للاتفاق، ولكنه لم يستطع إقناع الجنرال عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، بالأمر.

وأوضحت الصحيفة أن الاقتراح جاء نتيجة أسابيع من الزيارات والاتصالات مع مسؤولي القاهرة من قبل تحالف دبلوماسي يمثل مؤيدي ومعارضي مرسي وأطرافا أخرى محايدة، بقيادة الولايات المتحدة، مؤكدة أن «الضغط الدبلوماسي كان يهدف إلى إرسال معارضة دولية قوية ضد أي إجراءات حكومية عنيفة ضد أنصار مرسي، وإبلاغ الإخوان بأنه ليس لديهم أي خيار سوى تفكيك اعتصاماتهم في الشوارع».

وأفاد عدد من المشاركين في المحادثات بأن نائب وزير الخارجية الأمريكية، ويليام بيرنز، قدم جنبا إلى جنب مع وزراء خارجية قطر والإمارات، وسفير الاتحاد الأوروبي في مصر، برناندينو ليون، اقتراحا لتقليص الاحتجاجات، وبدء المحادثات بين الإخوان المسلمين والحكومة.

وأوضح «ليون» أن «مبعوثي الخارج كانوا على أمل إخلاء الاعتصامات دون عنف، والتمهيد لطريق الانتقال إلى الانتخابات، التي وعد الجيش بإجرائها بعد عزل مرسي من منصبه الشهر الماضي».

ورأت الصحيفة أن «الاقتراح الذي انتهى بالفشل يمثل أكبر تدخل أمريكي في محاولة لتجنب إراقة الدماء، ويعد دليلا آخر على محدودية نفوذ الولايات المتحدة على كل من العسكريين والإسلاميين»، مشيرة إلى انتقاد كل الجانبين بشدة لواشنطن، واتهام كل منهما لها بدعم خصم الآخر.

وتابعت الصحيفة: «طوال الأزمة لمدة 6 أسابيع متتالية اعتمدت الولايات المتحدة على الإمارات للتوسط مع الحكومة المؤقتة والجيش المصري، واستخدام قطر كوسيط مع وبين الإخوان المسلمين».

ووفقا لما ذكره مسؤول أمريكي رفيع المستوى للصحيفة أنه «كان من الطبيعي أن تتفاعل واشنطن مع تلك الدول، لأنها تتمتع بعلاقات قوية في مصر».

وأعرب عدد من المسؤولين الذين اشتركوا في مفاوضات الوساطة «الأمريكية- الأوروبية- العربية» عن «عدم شعورهم بالتفاؤل بشأن استئناف أي من تلك المفاوضات قريبا».

وأضاف دبلوماسيون للصحيفة: «وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، والشيخ عبد الله بن زايد بن سلطان، رئيس الإمارات العربية المتحدة شددا على تجنب المواجهات الدامية، وقررا تأجيل التحدث بشأن سجن مرسي، والمشاركة السياسية لمؤيديه في أي انتخابات مقبلة».

ومضت الصحيفة تقول: «الجهود الدبلوماسية لا تزال في حالة جمود، مع قرار الاتحاد الأوروبي بمراجعة المساعدات إلى الحكومة المؤقتة احتجاجا على مقتل نحو 700 شخص هذا الأسبوع».

وأوضح دبلوماسيون آخرون أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة، جان إلياسون، أعرب عن تشاؤمه من آفاق التفاوض على مخرج من الأزمة الحالية، قائلين إن «إلياسون يشك في إمكانية حدوث تطور إيجابي من الوضع في المدى القصير، نظرا للمواقف العدائية من الجانبين».

وقال أحدهم إن «إلياسون يعتقد أن كل اللاعبين الرئيسيين في مصر لا يريدون الاستماع إلى النصيحة القادمة من الخارج».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية