x

صحف أوروبية: مصر تشهد «ولادة مؤلمة للديمقراطية».. وتنزلق نحو «الكراهية»

السبت 17-08-2013 19:57 | كتب: علا عبد الله ‏, منة الله الحريري |
تصوير : السيد الباز

شنت الصحف الأوروبية هجوما حادا على مصر، السبت، إذ دعت صحيفة «لوموند» الفرنسية، الاتحاد الأوروبي، إلى تعليق المساعدات الأوروبية، التي تقدر بـ5 مليارات يورو، واصفة ما يحدث في مصر بـ«الجريمة الكبرى».

واعتبرت «لوموند» أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، دمر الإطار المؤسسي الهش للدولة، الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى انتخابات، مشيرة إلى أنه تم دهس الديمقراطية والقواعد الأساسية لحماية حقوق الإنسان والحق فى التظاهر.

ورأت الصحيفة أن مصر ينتظرها أحد مصيرين لا ثالث لهما: إما «الديكتاتورية» أو «الحرب الأهلية».

من جانبها، وصفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية الأوضاع في مصر بـ«الدوامة»، معتبرة أن مصر تنزلق تدريجيًا نحو «الكراهية»، وانتقدت المجتمع الدولي، الذي تنقصه الشجاعة، خاصة الولايات المتحدة، التي تخشى الانغماس في بركان الشرق الأوسط، وقالت إن أوروبا تظهر مشلولة أكثر من أي وقت مضى، والسعودية وقطر تؤججان النيران.

ووصفت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية ما يحدث حاليا في مصر بأنه «الولادة المؤلمة للديمقراطية العربية»، وربطت الصحيفة في افتتاحيتها، بين «وصول التجربة الديمقراطية المصرية لهذه النهاية الدموية، ومصير الأمل الأخير للربيع العربى».

وقالت إنه «تبدد الوهم في أن يشهد العالم العربي مرحلة من الديمقراطية والعلاقات الودية مع الغرب، بعد إطلاق قوات الأمن المصرية النار على مواطنيها». وأضافت أن «المسؤولية عن فشل الديمقراطية في مصر وليبيا واليمن مسؤولية مشتركة».

وتابعت: «تشبثت القوى المضادة للثورة بالسلطة، ولم يتعلم الإسلاميون والليبراليون بعد قوانين العمل الديمقراطي، وهناك حاجة لعمل شاق ومنظمات وقوانين خاصة من أجل تحقيق الديمقراطية».

وفي مقال للكاتبة أهداف سويف، بصحيفة «جارديان» البريطانية، قالت إن وزارة الداخلية المصرية لا تعرف إلا شكلا واحدا للعمل هو «القوة الوحشية»، مشيرة إلى أن أحد مطالب ثورة 25 يناير هو تفكيك أجهزة وزارة الداخلية، وإنشاء قوة شرطة مسؤولة، وأضافت أن «الإخوان استخدموا أساليب تصعيد العنف منذ انتخابهم عام 2012، واعتصاماتهم كانت مسلحة، وخطاب القيادة كانت فيه دعوة للشهادة»، موضحة أن وجود الداخلية بوضعها الحالي مع «الإخوان»، الذين يعشقون دور الضحية أجج الأحداث.

وفي تقرير آخر للصحيفة، دعا الكاتب جليس فاراسيس، الدول الغربية لاتخاذ موقف حقيقى تجاه مقتل المئات فى اعتصام مسجد رابعة العدوية، وفي تقرير ثالث للصحيفة ذاتها رأت أن «الأزمة فى مصر تضرب السياحة والاقتصاد»، وقالت الصحيفة إن شركات السياحة أوقفت أفواجها، ونصحت الحكومات الغربية رعاياها بعدم السفر، وقلصت الشركات أعمالها وسط العنف.

وفي مقال الكاتب البريطاني البارز، روبرت فيسك بـ«صحيفة إندنبدنت»، الذي جاء بعنوان: «الشرطة مستمرة في إطلاق النار، والجثث تتراكم.. في مصر حمامات الدم أصبحت حدثا يوميا الآن»، وقال إنه «ليس هناك أي عذر للشرطة فيما تفعله، خاصة أن واجبها هو حماية جميع المصريين».

وأضاف «فيسك» «ما حدث وصمة عار، وهو الفصل الأكثر عارا في التاريخ المصري»، وتابع: «الشرطة، بعضهم يرتدى أقنعة سوداء، أسقطوا حشود الإخوان المسلمين من على سطح قسم شرطة رمسيس بشارع رمسيس، كما حاصروا الشوارع».

وذكرت مجلة «إيكونومست» أن مصر لم تشهد انقساما بمثل هذا الشكل منذ الإطاحة بالنظام الملكي، عام 1952، أما صحيفة «دير شبيجل» الألمانية فقالت إن «النخبة المصرية استسلمت لفيروس الكراهية»، وأضافت: «النخبة التي كانت تشجب عنف الشرطة، وجهاز الدولة الغلظة في الماضي، صارت الآن بعد مقتل 600 من جماعة الإخوان صامتة كما يتم التجرؤ على أولئك، الذين يعبرون عن تعاطفهم، ويتم التعامل معهم عدائيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية