قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن المشهد فى مصر بات يعتريه الدم والفوضى، مضيفة أن هناك حالة عنيفة من الفوضى تنزلق إليها البلاد في الوقت الذي دعا فيه الإسلاميون والمعارضون لتدخل الجيش وعزل الرئيس محمد مرسي في حرب مع قوات الأمن وحلفائهم المدنيين في معارك شوارع بالعاصمة ومدن أخرى.
من جانبها، قالت مجلة «تايم» الأمريكية إن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى لا يعبأ بالآراء الأمريكية، ويتجه ناحية حلفائه في السعودية والإمارات، ونقلت المجلة عن مسؤول عربي، لم تسمه، قوله إن هناك الكثير من الدعم في الرياض ودبي ينتظر مصر في مواجهتها للإخوان، قائلة إنه من الأفضل لأوباما أن يوجه جهوده ليس للقاهرة، وإنما لحلفائها الأثرياء في الخليج.
من جانبها، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إنه بعد شهر من الصراع المميت بين قوات الأمن وأنصار مرسي تبددت احتمالات عودة الرئيس المعزول، مشيرة إلى أن مصر تشهد أسوأ أعمال عنف في الذاكرة الحديثة، حيث يتحدى أنصار الإخوان قانون الطوارئ، ويواجهون قوات الأمن والمدنيين، ونقلت عن أحد قيادات الإخوان قوله: «إن القيادات المختبئة اجتمعت فى الخفاء، الجمعة، لمناقشة (البدائل والخطوات المقبلة)»، وأضاف أن أحد الاقتراحات في الاجتماع هو توسيع الاحتجاجات من خلال الدعوة إلى العصيان المدنى على الصعيد الوطني والإضراب العام، وأشارت الصحيفة إلى أن قيادات الجماعة ترى أن إنهاء الاحتجاجات يقوض زعمها بالشرعية، مضيفة أنه دون مخرج سياسي قابل للتطبيق، فإن مصر تجازف بلجوء عناصر الإخوان للانشقاق والتطرف.
وقالت الصحيفة إنه رغم زعم كبار مساعدي مرسي أن غالبية المتظاهرين من مؤيديه هم نشطاء «مؤيدون للديمقراطية»، فإنه من المستحيل السيطرة على الحشود، ونقلت عن أحد مؤيدي مرسي، يدعى وجدي حلمي، قوله: «نعم لدينا سلاح، وما الخطأ في ذلك؟، فهو للدفاع عن النفس»، ونقلت عن أحمد على، المتحدث باسم وزارة الدفاع، قوله إنه «كان مطلوباً من الجيش إخماد الاحتجاجات العنيفة، وعند التعامل مع الإرهاب، فالنظر إلى الحقوق المدنية والإنسانية أمر غير قابل للتطبيق»، مضيفاً: «هناك تمرد بالفعل وهو فى زيادة، فهم يقتلون الناس فى الشوارع».
كما نقلت الصحيفة عن نزار غراب، أحد زعماء الجماعة الإسلامية، قوله إن «أفكار تنظيم القاعدة والجهاد تم إحياؤها من جديد، وتتم تغذيتها جراء أعمال العنف من قبل الحكومة»، مضيفاً أن «محاولة الاستيلاء على الحقوق المدنية والسياسية للإسلاميين ستوفر الدعم لأفكار تنظيم القاعدة والفكر الجهادي».
وحذرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية من اندلاع المزيد من أعمال العنف، خاصة بعدما أعلن الإخوان تنظيم المزيد من المظاهرات اليومية بما ينذر بالمزيد من الاضطرابات، خاصة أن بعض قيادات الجماعة أكدوا أنهم لا يستطيعون منع أفرادها من التحول للعنف، نظرا لغضبهم من مقتل رفاقهم، أو أفراد عائلاتهم.
ونقلت الصحيفة عن محمد عقدة، المتحدث باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية ومناهضة الانقلاب، قوله: «لقد دعونا لسلمية المظاهرات، ولكننى لن أندهش إذا اتجه البعض للعنف، حيث إن الناس غاضبون والشباب خارجون على السيطرة، فهم غاضبون للغاية، ويطالبون بالدم، ونحن لا نستطيع السيطرة عليهم»، محذراً من أن «الأمور ستصبح أكثر عنفا».