بجوار المجلس الشعبى المحلى لمدينة الإسكندرية الذى التهمته النيران بالكامل، وسط حالة من الفوضى وبقايا الزجاج المكسور وطوب وفوارغ الطلقات، التى حاول عمال النظافة إزاحتها وقف عدد من الأهالى، بجوار المبنى المحروق، حيث تقع بجواره مشرحة كوم الدكة، فى انتظار جثث ذويهم الذين راحوا ضحية أحداث العنف التى شهدتها الإسكندرية، الأربعاء، بعد الإعلان عن فض اعتصامى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في «رابعة العدوية والنهضة»، حيث شهدت الإسكندرية أحداث فوضى وشغب واشتباكات عنيفة بين الأهالى وقوات الأمن من ناحية وعدد من مؤيدى الرئيس المعزول من ناحية أخرى فى مناطق سيدى جابر وميدان القائد إبراهيم وأمام مكتبة الإسكندرية بمنطقة الشاطبى وسموحة، وراح ضحيتها 10 قتلى وعشرات المصابين.
وقف محمد محمود، الرجل المسن، أمام بوابات مشرحة كوم الدكة، ممسكا بكفن ولده وعيناه ممتلئتان بالدموع.
محمود محمد محمود، شاب عمره 19 عاما، طالب بالسنة الثانية بالمعهد الفنى الصناعى، ولا يعمل، لديه أختان، وهو أصغر الأبناء، كما قال عنه والده: «سندى، وكنت مستنيه يشيل عنى، كان نازل هو وأصحابه سيدى جابر، وفجأة، خد رصاصة فى صدره اخترقت القلب، وزى ما أصحابه قالولى الرصاصة جتله من قناصة».
لم يقو الحاج محمد على الحديث إلا بالقول: «حسبى الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، ابنى راح نتيجة أحداث مش مفهومة، واللى عملوها لسه بصحتهم، وانا اللى فقدت ابنى، إحنا ضحايا الإخوان والعسكر».
لم يكن محمود محمد هو الحالة الوحيدة التى استقبلها المستشفى، بل وقفت 4 سيدات متشحات بالسواد يبكين ويصرخن، لفقدهن أخيهن أحمد عيد محمد عيد، عمره 28 عاما، يعمل فى جراج. ظلت عائلة أحمد عيد تبحث عنه، لمدة 10 ساعات كاملة، فى المستشفيات والمشرحة، أثناء وبعد الاشتباكات التى وقعت بالأمس، وذلك بعد اختفائه، وفقدان الاتصال به، وبعد ساعات البحث، وجدوه جثة ممددة فى مشرحة كوم الدكة.
«اتجوز يوم جمعة الغضب، ومات يوم ما الإخوان حرقوا البلد»، قالتها «أم كرم» وهى فى موجة بكاء ونحيب على أخيها، الذى راح ضحية الاشتباكات، قالت عن ملابسات الوفاة: «أخويا غاب من الساعة 12 ظهرا، بعد ما خلص شغله، وانقطعت أخباره، وحاولنا الاتصال به ماكانش فيه اتصالات، روحنا على منطقة شغله، جنب قسم باب شرق، ولقينا القسم محروق، وهاجموه، وعرفنا أن الإخوان كانوا ماشيين بالآلى فى المنطقة دى بيموتوا أى حد ماشى فى المكان ده».