ذكرت صحيفة «هاآرتس» إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته حركتي حماس والجهاد الإسلامي، منح مصر «موقفًا عربيًا ودوليًا جديدًا»، وأشارت أنه اتضح للرئيس محمد مرسي أن مدى قدرته بحل المشكلات في المنطقة، ترتبط بعلاقته بالولايات المتحدة، وعمل علاقات مستقرة مع إسرائيل.
وأضافت «هاآرتس»: «نجاح الوساطة المصرية، برئاسة الرئيس محمد مرسي، ورئيس المخابرات رأفت شحاتة، في التوصل لوقف إطلاق نار يمنح مصر موقف عربي ودولي جديد».
وأكدت الصحيفة أن «حل أزمة عملية عمود السحاب أوضح لمرسي أن قدرته على حل الأزمات في المنطقة معلق بعلاقة وثيقة مع الولايات المتحدة، وأنه إذا أرادت مصر أن تستمر في رعاية ومحاولة حل القضية الفلسطينية، فإنه لا مفر من عمل علاقات مستقرة مع إسرائيل وليس فقط في المجال العسكري».
وتابعت «هاآرتس»: إلى جانب الإنجاز السياسي، يلقى الاتفاق مسؤولية كبيرة على مصر، التي تحولت لتكون العنوان المتفق عليه لإدارة وقف إطلاق النار، والتعامل مع شكاوى خرقه. ليس واضحًا من الاتفاقية آلية التعامل مع خرق الاتفاق، وماذا ستكون العقوبة في حالة الخرق، ولكن وجود مصر في المنظومة يلزمها بالحديث مع إسرائيل، وهذا ثمن سياسي كبير من وجهة نظر الرئيس المصري، الذي يمثل حركة أيديولوجية ما زالت ترى في إسرائيل عدوًا».
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: «من الناحية العملية لعبت العلاقات الوثيقة بين مصر وحماس، دورًا في إجباره على عمل الاتفاق. بالسيطرة على الحركة في معبر رفح وبتمثيل منطقة اقتصادية حيوية لغزة، فقد امتلكت مصر مقومات الضغط لتهدئة حماس، ولكن مصر عملت طوال الوقت على الاستمرار وإغلاق معبر رفح أمام البضائع، والوقوف أمام ضغط الجمهور المصري والعربي الذي يطالب بفتح المعبر لإعادة إعمار غزة».
وحذرت الصحيفة من عمليات منظمات المقاومة الأخرى، وذكرت: «إذا نجح رفع يد حركة حماس والجهاد الإسلامي، فإن هذا لا يعني أن تعتمد المنظمات الصغيرة والمسلحة في غزة وسيناء مبادئ الاتفاق. هذه المنظمات لم تتم دعوتها للتوقيع على الاتفاق، ولم يتم ذكرهم في الاتفاق. الأهم من ذلك، أن حماس والجهاد الإسلامي غير مطالبين بموجب الاتفاق بمنع نشاط هذه المنظمات. هنا تكمن الحلقة الضعيفة التي تعرض الاتفاق للخطر، إذا قررت هذه المنظمات الاستمرار والعمل ضد إسرائيل، بشكل يجر إسرائيل إلى رد فعل عنيف، من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد يجر المنظمات الكبيرة للرد».
وتابعت «هاآرتس»: «من أجل الحفاظ على منظومة العلاقات مع مصر وإشراكها كوسيط، ستكون إسرائيل مضطرة لعمل تمييز دقيق بين أنشطة حماس والجهاد وبين أنشطة المنظمات الأخرى، وعدم إلقاء المسؤولية على حماس بشكل كبير».