x

«السرية» و«الاستفتاء» يخيمان على مفاوضات السلام

السبت 10-08-2013 21:05 | كتب: محمد البحيري |
تصوير : other

شهد منزل الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز تكريم عدد من الإسرائيليين، الأسبوع الماضى، بالإضافة إلى منح جوائز لمشروعات ومبادرات ساهمت فى تعزيز أمن إسرائيل، والحفاظ على التفوق النوعى للدولة العبرية فى ميدان الحروب الحديثة. وكان طبيعيا ألا يتم إعلان أسماء الشخصيات التى تم تكريمها، ولا المشروعات أو الخدمات التى قدموها لأمن إسرائيل، والاكتفاء بقول إن «الدولة الإسرائيلية تكرم أبطالها المجهولين».

يأتى ذلك قبل أيام من بدء الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المقررة فى 14 أغسطس الجارى، والتى يصر فيها الإسرائيليون على ملفات الأمن أولا، بينما يشدد الفلسطينيون على تمسكهم بحدود 1967 لدولتهم المأمولة.

وفى قائمة المكرمين السريين لخدماتهم الجليلة فى تعزيز أمن إسرائيل، قد تكون هناك بعض الشخصيات غير الإسرائيلية، بل ربما يكون من بينهم الجنرال جون آلان، القائد السابق للقوات الأمريكية فى أفغانستان.

وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن جون آلان، الذى عينه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، كوسيط بين الفلسطينيين وإسرائيل فى القضايا الأمنية، يترأس فريقا من الخبراء انتشروا فى إسرائيل وواشنطن والعاصمة الأردنية عمان، لصياغة ترتيبات الأمن المحتملة والممكنة فى حال تنفيذ انسحاب إسرائيلى من الضفة.

وأوضحت الصحيفة أن الفريق الأمريكى يمارس عمله فى سرية تامة، فى إطار مفاوضات موازية للمباحثات السياسية التى تجريها وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبى ليفنى، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

وتأتى الجولة الثانية من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسط تشكيك متزايد من الجانبين فى جدوى المفاوضات أو وصولها إلى نتائج إيجابية، فى ظل أحاديث عن رشاوى استيطانية منحها رئيس الوزراء الإسرائيلى لرفاقه فى الائتلاف الحكومى الذى يرأسه، لتمرير قرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، تمهيدا لاستئناف المفاوضات.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن كيرى أكد لأعضاء الكونجرس الأمريكى أن 85% من التجمعات الاستيطانية الكبرى الموجودة بالضفة الغربية ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية، وهو ما يعنى عدم الالتزام بالعودة إلى حدود 1967.

ويتوجه الفلسطينيون إلى الجولة الثانية من المفاوضات مسلحين بخرائط معدة منذ المفاوضات السابقة بخصوص ملفات الأمن والحدود، تظهر تصورهم لحدود الدولة الفلسطينية المستقلة، والتمسك بحدود 1967، كأساس لحدود الدولة، بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام.

ويشير العديد من التقارير إلى أن هذه الخرائط التفصيلية جرى طرحها من قبل الفلسطينيين فى المفاوضات التى أجريت فى عهد رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود أولمرت.

ولم يتم الكشف عن كيفية إدارة المفاوضات خلال الجولة المقبلة، لكن الجميع اتفق على ضرورة الالتزام بالقرار الأمريكى فى أن تحاط مراحل المفاوضات القادمة بـ«سرية تامة»، تمنع كلا الفريقين من الحديث لوسائل الإعلام عن تفاصيل ما يجرى بحثه.

وكان من اللافت أن يظهر كل من نتنياهو و«أبو مازن» فى صورة المحتمى بالشارع، استعدادا لمواجهة الجولة الثانية من المفاوضات بالسرية والاستفتاء العام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية