حاجز من وراء حاجز.. ليلا ونهارا يصنع المعتصمون حواجز، هذا حاجز حجرى، وآخر من صفائح معدنية، هذا متقن الصنع بالأسمنت والزلط، وهذا من حديد «مضاد للرصاص»، حسب أحد المعتصمين.. حاجز من وراء حاجز، يزداد المعتصمون داخل حواجزهم عزلة، ويزداد جهل من خارج اعتصامهم بهم، فى انهماكِ تام يجهزون أنفسهم ليوم «الفض» المحتوم. يجددون النية ويرصون حجارة فوق حجارة فى رابعة، يجددون النية وينصبون منجنيقا فى مدخل اعتصام النهضة.. وما بين رابعة والنهضة، قضت «المصرى اليوم» ليلة ترصد استعدادات الجميع ليوم «الفض» المحتوم، ربما منفصلون عما خارج الاعتصام، يتلون الشهادة، ويجهزون الأسلحة، يرون أعداءهم بلطجية وفلولا، ويرون الملائكة تقاتل معهم، تحلق فوقهم، وحتى عندما تسيل دماؤهم، فرائحتها - حسب أحدهم - كالمسك.
أنصار مرسى» يستعدون لـ«الاستشهاد» ببناء الحواجز.. ويرفعون شعار «لا تراجع عن عودة الشرعية»
لم يكن الشارع مستوياً فى محيط «النصب التذكارى»، فى شارع النصر بمدينة نصر، فإجراءات التأمين التى شهدها الشارع - الذى يعد أحد المداخل الرئيسية لاعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى ميدان رابعة العدوية، بعد أحداث العنف التى جرت بين أنصار مرسى، من ناحية، وقوات الأمن المركزى والأهالى، من ناحية أخرى، فى ختام «جمعة التفويض» - لم تمر مرور الكرام، حيث خلفت أكثر من ٧٢ قتيلا، وإصابة ٧٩٢ آخرين - فق وزارة الصحة. المزيد
«النهضة»: الحرب بتكتيكات «الجاهلية»
بالقرب من بوابة الاعتصام، الذى تحول إلى ما يشبه «بيوت الأشباح»، تحول التمثال المصنوع من الجرانيت الوردى، الذى يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، وعرضه ثمانية عند القاعدة، ويرمز لمصر الحديثة، ويصور امرأة واقفة تنظر للأمام بملابس الفلاحة المصرية، وتلمس بأصابعها رأس تمثال أبو الهول، الذى يفرد قائمتيه الأماميتين فى تعبير عن النهوض، إلى موقع لإلقاء القمامة، بعد أن كتب عليه بطريقة الرش بـ«الإسبراى»، عبارة «مرسى رئيسى»، وحوله المعتصمون إلى موقع لتعليق اللافتات والصور الداعمة للرئيس المعزول.المزيد