x

ميسى يسرق الأضواء..و«لابورتا» يعتبره الأفضل فى التاريخ

الثلاثاء 23-03-2010 19:33 | كتب: محمد يحيى, وكالات |
تصوير : رويترز

أفردت الصحف الإسبانية مساحات كبيرة للاحتفال بمن أطلقت عليه «أسطورة ‏ميسى» بعد نجاحه فى تسجيل ثلاثة أهداف فى مرمى «سرقسطة» بالدورى ‏الأسبانى، وهو ما جعل بعض الصحف تكتب أنها لم تجد عبارات تصف بها ميسى ‏أكثر مما قالت من قبل، وتساءلت بعض الصحف هل تجاوز ميسى إمكانيات ‏ومهارات المدير الفنى لمنتخب بلاده الأسطورة «دييجو مارادونا».‏

وعلق حارس المنتخب الإسبانى المعتزل «سانتياجو كانيزاريس» على أداء نجم ‏برشلونة، الذى قاد فريقه نحو الفوز على ريال سرقسطة بملعبه 4/2 «عندما ‏كانت الكرة تصل إلى المهاجم السويدى زلاتان إبراهيموفيتش، كان الحارس يشعر ‏بالراحة، أما عندما كانت تصل لميسى فكان الأمر مختلفاً الحقيقة أن ميسى الآن ‏أصبح شيطانا».‏

وسجل ميسى ثلاثة أهداف «هاتريك» للمباراة الثانية على التوالى فى الدورى ‏الإسبانى وقدم واحدة من مبارياته التى لن تنسى، بفضل مهاراته الفردية الرائعة وسجل الأرجنتينى ثمانية أهداف من آخر تسعة أحرزها فريقه فى الدورى ‏الإسبانى، وأحرز عشرة أهداف من آخر 13 سجلها النادى الكتالونى فى ‏المباريات الرسمية، بإضافة مباراة شتوتجارت الألمانى فى إياب دور الستة عشر ‏لبطولة دورى أبطال أوروبا.‏

وأدت جمال أهدافه وأهميتها الكبيرة فى مباريات برشلونة الأخيرة إلى مقارنة ‏العديد من الصحف الإسبانية بينه وبين أفضل مستوى قدمه مارادونا عندما كان ‏لاعبا وقال خوليو مالدونادو، أشهر المعلقين بقناة «كانال بلس»، أحد أكثر عشاق المدير ‏الفنى الحالى لمنتخب الأرجنتين: «لم أكن أعتقد أننى قد أقولها فى حياتى، لكننى ‏بدأت أتساءل إذا ما كان ميسى أفضل من مارادونا».‏

وتكرر أمام سرقسطة ما حدث أمام ألميريا وفالنسيا، حيث سرق ميسى الأضواء ‏وأنقذ فريقه من عروض متواضعة شهدت أخطاء دفاعية واضحة، وفتح ميسى ‏طريق الفوز أمام سرقسطة، قبل أن يؤكده بلعبات متميزة.‏

أما خوان لابورتا، رئيس نادى برشلونة، فلم يعد يسأل نفسه هذا السؤال، رغم أن ‏ناديه تألق فى صفوفه من قبل الجناح الهولندى يوهان كرويف ومارادونا نفسه ‏‏«أعتقد أن ميسى هو أفضل لاعب فى تاريخ كرة القدم العالمية».‏

ودلل الهدف الأول للأرجنتينى على التنوع الكبير فى قدراته الهجومية، حيث تلقى ‏ميسى كرة عرضية من يدرو وأعد جسده بطريقة مثالية لإطلاق ضربة رأس على ‏عكس اتجاه الحارس روبرتو.‏

وقدم ميسى، الذى يتصدر قائمة هدافى الدورى الإسبانى برصيد 25 هدفا، بأفضل ‏عرض له هذا العام فى الشوط الثانى من اللقاء. فعندما كان برشلونة حائرا بين ‏سلبية سرقسطة وعدم قدرته على دعم النتيجة، ظهر المنقذ من جديد لإطفاء ‏الشكوك، وسرق ميسى كرة من نصف الملعب وبدأ تحفة ملحمية جسد بها الهدف ‏الثانى. فالأرجنتينى لم يتلق الكرة من أحد، بل قاتل للحصول عليها، وترك فى ‏طريقه الأورجوانى كارلوس ديوجو قبل أن يتلاعب مرتين بالإيطالى ماتيو ‏كونتينى، ثم يطلق تسديدة أرضية بيسراه بجوار القائم البعيد.‏

وغامر الظهير البرازيلى دانى ألفيس، الذى يتقاسم مع الأرجنتينى قيادة الجبهة ‏اليمنى الهجومية بالقول «إنه لا تساورنى أى شكوك فى إمكانية مقارنته بمارادونا، ‏وليو لا يزال لديه الوقت لتقديم المزيد، لأنه صغير السن ,بالتأكيد سيكون أعظم ‏من مارادونا».‏

أما الهدف الثالث فكان مثالا على سرعة اتخاذ القرار بتسديدة من خارج المنطقة، ‏وبعد أن اقترب سرقسطة بتسجيل هدفين، جاء ميسى وأنهى الأمور بفاصل من ‏المراوغة حصل به على ضربة جزاء، ليتوج ليلته الخالدة فى ملعب ‏‏«لاروماريدا» قبل أن يتلاعب بالدقاع ويتسبب فى ضربة جزاء أهداها إلى ابراهيموفيتش ليسجل  ‏الهدف الرابع .‏

وقال المدير الفنى لسرقسطة خوسيه أوريليو جاى «لم يعد لدى صفات. لا أعرف ‏إذا ما كان لاعبا من كوكب آخر أو ماذا، لكننى عدت إلى مشاهدة مارادونا فى ‏أفضل صوره» أما الصحف الصادرة فى إسبانيا، فابتعدت عن تلك المقارنة لتصب اهتمامها على ‏ازدهار «عصر ميسى».‏

وقالت صحيفة «الموندو ديبورتيفو» «عندما يمر بعض الوقت، سيتم تذكر كل ذلك ‏على أنه عصر ميسى، وسيكون وقتها من المميز أن يقول المرء لقد عشت عصر ‏ميسى. برشلونة لديه أفضل لاعبى العالم، وجماهير برشلونة تستمتع بذلك».‏

ولم تخجل صحيفة «سبورت» من إغداق المزيد من المديح على نجم التانجو «إنه ‏الأفضل فى كرة القدم على مستوى العالم حاليا، كائن أرقى يمنحه لعبه تألقا أكثر ‏من الآخرين، وهو الصانع الأول وراء أفضل برشلونة على مر التاريخ. قادر ‏على الظهور فى كل مكان وتقديم كل المهارات. كل ذلك وأكثر هو ميسى، المبدع ‏والمنقذ فى برشلونة».‏

حتى صحافة مدريد لم يكن بمقدورها سوى الاعتراف بالمهارات الكبيرة لميسى، ‏حيث قالت صحيفة «آس»: «إننا أمام لاعب خارق، وعندما يكون لاعب من هذه ‏النوعية فى حالته فإنه قادر على الفوز بالمباريات وحده».‏

أما صحيفة «الباييس» فقالت «إن الذاكرة لا تستدعى مهاجما آخر يتمتع بهذه ‏الرؤية المتميزة للملعب دون النظر إلى زملائه مثل ميسى ولا يوجد من هو قادر ‏على اللعب بسرعته إنه يعدو أسرع من الكرة، ويمر من المنافسين دون أن يهتم ‏إذا ما كانوا لاعبى وسط أو مدافعين ويسدد كرات كرصاصات القناصين ‏المحترفين».‏

عاد ميسى للمس سماء كرة القدم بشخصيته وبمهاراته وبذكائه فى اللعب ويبدو ‏أن لقاءه مع مارادونا «السبت» الماضى بأحد فنادق برشلونة قد أتى بثماره فى ‏سرقسطة.‏

وعلى مسافة شهرين ونصف الشهر من كأس العالم، يسير ميسى نحو أهم تجربة ‏قد تثبت بحق إذا ما كان اللاعب الأفضل فى التاريخ، لكن الأهم من ذلك أن يثبت ‏إذا ما كانت لديه الرغبة فى أن يكون كذلك.‏

من جانبه وصف ميسى هدفه الثانى فى مرمى سرقسطة بـ«التحفة الفنية» مبدياً ‏رغبته فى الاستمتاع بمشاهدته على شاشة التلفاز، وقال:الهدف الثانى لا أعرف إذا ‏ما كان أجمل الأهداف التى سجلتها.. فلقد تم كل شىء بسرعة كبيرة، وأود أن ‏أشاهد ذلك على شاشة التلفاز.‏

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية