سادت حالة من الهدوء، ميدان التحرير، صباح الثلاثاء، وانتظمت حركة المرور في الميدان، وشارع محمد محمود، فيما اضطرت السيارات لتغيير مسارها من منتصف شارع قصر العيني، حيث تسلك مناطق جاردن سيتي وصولا إلى شارع كورنيش النيل، مع السير عكس الاتجاه حتى مدخل قصر النيل، وذلك لتفادي مناطق التجمع والاشتباكات، بعد موجات من الكر والفر بين المتظاهرين الذين تجمعوا عند مدخل ميدان التحرير من جهة شارع قصر العيني، وقوات الشرطة التي عادت للتمركز عند مجلس الشورى.
وتجمع عشرات المتظاهرين في الحديقة الوسطى في ميدان التحرير، رافضين استخدام وزارة الداخلية «القوة المفرطة»، والاستخدام المكثف لقنابل الغاز الذي أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق.
وكانت الاشتباكات قد تجددت في شارع قصر العيني، مساء الإثنين، إثر إطلاق قوات الأمن القنابل المسيلة الدموع التي وصل تأثيرها إلى ميدان التحرير في محاولة لتفريق المتظاهرين، وإبعادهم عن مقر وزارة الداخلية.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بسياسات وزارة الداخلية، كما ارتدوا الشارات السوداء، فيما وضع البعض على أعينهم الملصقات الطبية أسوة بمصابي محمد محمود الذين فقدوا أعينهم، في الاشتباكات التي وقعت العام الماضي.
وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية إن «بعض (المندسين) في تظاهرات، الإثنين، بشارع محمد محمود تجمعوا بشارع قصر العيني وألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف تجاه القوات المكلفة بتأمين المنشآت المهمة بالمنطقة، وأوضح المسؤول في بيان لوزارة الداخلية، فجر الثلاثاء، أن إحدى زجاجات المولوتوف سقطت على سور مجلس الشورى، وأخرى تجاه بنك باركليز، مما أسفر عن نشوب حريق محدود بهما، مما أدى إلى قيام القوات باستخدام الغاز المسيل للدموع لإبعادهم حماية للمنشآت، وتمكنت القوات من السيطرة على الحريقين قبل تفاقمهما».
وأشار إلى أن تلك العناصر «واصلت رشق القوات بالحجارة وزجاجات المولوتوف وإطلاق الشماريخ وإشعال النيران في إطارات السيارات، مما أدى إلى تصاعد عدد المصابين من قوات الشرطة ليبلغ 8 ضباط و20 مجندا، حيث تم نقلهم جميعا إلى المستشفى لتلقى العلاج».
وقال مصدر طبى ميداني إن عدد سيارات الاسعاف المتمركز في ميدان التحرير 7 مركبات من إجمالي 13 سيارة موزعة على عدة مناطق متفرقة في المنطقة، تستمر فى أعمالها على مدار اليوم في تقديم الإسعافات الأولية للمصابين، أو التنسيق مع المستشفى الميداني، ضمن فعاليات أحداث محمد محمود.
وأشار إلى أن الإصابات التى تم تلقيها ميدانيا تتفاوت ما بين كدمات وسحجات وكسور نتيجة التراشق بالحجارة وتمت إحالتها إلى مستشفيات المنيرة وقصر العيني، لافتا إلى انخفاض عدد الحالات المصابة بعد منتصف الليل، ومشيرا في الوقت نفسه إلى تضارب أرقام المصابين.