x

سباق أمريكى روسى على تسليح دول المنطقة يشعل التهديدات الأمنية بالتزامن مع مفاوضات السلام

الأحد 19-09-2010 19:42 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
تصوير : أ.ف.ب

بالتزامن مع الدفعة التى تلقتها مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة منذ بداية الشهر الحالى، وإعلان واشنطن عزمها إشراك دمشق وبيروت فى المحادثات للوصول إلى سلام شامل، عاد حديث التسليح مجددا ليفرض نفسه بقوة فى المنطقة وليؤكد أن كل طرف حتى وإن أعلن رغبته فى تحقيق السلام فإنه يصر على التزود بالصفقات التسليحية الجديدة وكأن لسان حاله يقول: «يد تتفاوض وأخرى على الزناد»

ورغم بدء تعافى الاقتصاد الأمريكى نسبيا، فإن واشنطن دخلت فى سباق مع روسيا لتسليح السعودية وإسرائيل فى صفقتين متقدمتين بينما ردت موسكو بالتعهد بتزويد سوريا بصواريخ متقدمة بما يؤكد سعى الدولتين إلى الحصول على أكبر عائد من مبيعات السلاح، وبما يشكل تهديدا لمفاوضات السلام.

وتصاعدت المخاوف الإسرائيلية من صفقة الأسلحة المزمع عقدها بين روسيا وسوريا وقال مسؤول كبير فى الأجهزة الأمنية إن تل أبيب تنظر إلى صفقة صاروخ «ياخونت برّ – بحر» المتقدم والمضادّ للسفن، بعين القلق لكون الأسلحة ستوجّه فى نهاية المطاف ضدّ إسرائيل، وأضاف المصدر بحسب ما نقل عنه موقع «عرب 48» الفلسطينى، أن وزير الدفاع إيهود باراك كان ناقش الموضوع بحدة لدى لقائه مع نظيره الروسى أناتولى سرديوكوف، ومع رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين، وفور الإعلان عن الصفقة فى 2007، بدأت الحكومة الإسرائيلية دبلوماسية هادئة لإعاقتها وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو توجه إلى موسكو فى أغسطس الماضى وطالب من بوتين وقف الصفقة باعتبارها تشكل مصدر تهديد للسفن الإسرائيلية فى مياه البحر المتوسط وذلك بعد أن تعرضت سفن إسرائيل لصواريخ حزب الله خلال حرب 2006، والتى تزعم إسرائيل بوصولها للحزب من سوريا.

رغم تأكيدات وزير الدفاع الروسى سرديوكوف التزام موسكو بالعقد الذى تم توقيعه مع سوريا فى 2007، لتزودها بالصواريخ، مشددا على أن موسكو لا تعتقد بالمخاوف الأمريكية الإسرائيلية من أنها قد تقع فى أيدى الإرهابيين. بينما أشارت وسائل الإعلام الروسية إلى أن الصفقة تأتى لتعبر عن رغبة موسكو فى أن يكون لها دور فى المنطقة حتى ولو من باب التسليح فى ظل تجاهل دورها فى مفاوضات السلام الحالية كما تأتى ردا على صفقة الأسلحة الأمريكية للسعودية.وقالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الصفقة تقلق الولايات المتّحدة وإسرائيل، خشية وصولها إلى حزب الله.

وضغطت إسرائيل على واشنطن التى طالبت بدورها موسكو بضرورة عدم إبرام الصفقة، بينما نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر إسرائيلية أن رئيس فريق الائتلاف الحاكم فى البرلمان الإسرائيلى زيف ألكين هدد باستئناف التعاون العسكرى مع جورجيا فى حال تنفيذ الصفقة بعد أن كانت أوقفت التعاون مع تبليسى استجابة للمطالب الروسية.

وتعتبر صّواريخ «ياخونت» من النماذج المتطورة جدا وذات مستوى دقة عالية ويصل مداها إلى 300 كليومتر، وهى قادرة على حمل رؤوس متفجرة بوزن 200 كيلوجرام. وتمتاز بقدرتها على التحليق على ارتفاع أمتار معدودة عن سطح الماء، ويصعب اعتراضها من قبل أجهزة الرادار.

ومن جانبها، قررت الإدارة الأمريكية استئناف تقديم المساعدات العسكرية التى تبلغ 100مليون دولار إلى الجيش اللبنانى والتى جمدها أعضاء الكونجرس بعد اشتباكات العديسة بين الجيشين الإسرائيلى واللبنانى فى أغسطس الماضى وقال مسؤولون أمريكيون إن تلك المساعدات تصب فى مصلحة الأمن القومى الأمريكى والاستقرار فى الشرق الأوسط.

ويأتى تراجع واشنطن عن موقفها خشية أن تتسلل إيران رسميا إلى تسليح الجيش اللبنانى بعد أن أعلنت موافقتها على مده بالسلاح عقب إعلان الرئيس اللبنانى ميشيل سليمان إطلاق حملة لتسليح الجيش، وهو ما أثار قلق إسرائيل والولايات المتحدة باعتبار إيران القوة الأساسية المناوئة لإسرائيل فى المنطقة.

وفى الوقت نفسه، توجه باراك صباح أمس إلى واشنطن وسط توقعات بأن يبحث إقناع المسؤولين الأمريكية بوقف صفقة الأسلحة الروسية إلى سوريا، وصفقة الأسلحة الأمريكية إلى السعودية والتى تبلغ قيمتها 60مليار دولار. والتى ويعتقد أنها موجهة أساسا إلى مواجهة النفوذ الإيرانى فى المنطقة. وستشمل الصفقة 84 مقاتلة من طراز «إف-15» جديدة من صنع شركة بوينج وتحديث 70 طائرة من النوع نفسه.

كما تشمل شراء 72 مروحية بلاك هوك.ووصف اندرو اكزوم المحلل بمركز الأمن الأمريكى الجديد الصفقة بأنها «ضخمة» و«حقنة فى الوريد» لصناعة السلاح الأمريكية والتى طال انتظارها، والتى يعتقد أنها ستنعش صناعة السلاح الأمريكية وستوفر 76 ألف فرصة عمل لدعم الاقتصاد الأمريكى على النهوض من أزمته.

وقال أكزوم «إن ما تود الولايات المتحدة العمل مع شركائنا فى المنطقة من أجل صنع توازن ضد إيران». وتعتبر الصفقة الأكبر فى تاريخ الولايات المتحدة وثانى أكبر صفقة للرياض بعد صفقة أسلحة «اليمامة» التى اشترتها السعودية من بريطانيا عام 1985 بقيمة 86 مليار دولار أمريكى والتى أخذت شهرتها بسبب ضخامة الرشاوى والعملات التى اشتملت عليها. وربطت صحيفة «ديلى تلجراف» البريطانية بين صفقة السلاح السعودية وانتخابات التجديد النصفى للكونجرس وقالت إنها تمثل انقلاباً لصالح إدارة الرئيس باراك أوباما نتيجة المصاعب التى يواجهها الديمقراطيون.

بالمقابل، ذكرت تقارير عبرية أن الصفقة تثير حسد إسرائيل التى ترى نفسها مقيدة بحسب ميزانيتها، رغم تعهد واشنطن لإسرائيل بأنها لن تشمل أسلحة تكسر حالة اللاتوازن العسكرى لصالح تل أبيب فى المنطقة بينما كانت إسرائيل أعلنت نيتها شراء أسطول من طائرات «الشبح» الأمريكية من طراز «إف 35» والتى تعد الأكثر تطورا فى العالم لضمان تفوقها العسكرى على الرغم من دخولها فى مفاوضات السلام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية