عاد بعد ثورة 30 يونيو مفعماً بالأمل في مستقبل أفضل لمصر، بعد عامين ونصف من الاتهامات، التي انتهت بإصدار المحكمة حكماً بالبراءة، منحه الحرية مرة أخرى ليبدأ من جديد رحلته كفنان، وتسمح له السلطات بالخروج من البلاد، ليكون أول بلد يزوره هو الإمارات التي تحتضن الكثير من رموز النظام السابق.
لكنه لم يستطع البقاء خارج بيته ومرسمه، كما يقول، وعاد فور نجاح ثورة 30 يونيو وعزل الرئيس محمد مرسي، لينتقد ظلم المجتمع له، وتجاهل إنجازاته في مجال الثقافة، ويؤكد استعداده من جديد لخدمة الوطن والثقافة، لكن هذه المرة ليس عبر منصب رسمي، بل عبر مؤسسته الثقافية الخاصة، التي يعمل على إنشائها، وهي مؤسسة فاروق حسني للثقافة.
وأكد وزير الثقافة الأسبق في أول حوار له بعد عودته إلى مصر، وبعد عزل مرسي، وسقوط دولة الإخوان المسلمين، أن مصر تحتاج إلى رئيس قوي، لكن هذه القوة لا تعني أن يكون ذا خلفية عسكرية، وتحتاج إلى حكومة لديها خيال وقدرة على استغلال إمكانيات مصر التي تتسع على حد قوله لـ90 مليون نسمة آخرين لو تم التعامل معها بشكل صحيح.
■ عدت من رحلة خارجية بعد عامين من الاتهامات فما الذي دفعك إلى الخروج وعم كنت تبحث؟
- كنت أبحث عن أسلوب حياة أوحشني طوال فترة وجودي في مصر، فأثناء فترة عملي كوزير للثقافة كنت أبحث عن تاريخ قديم في ظروفي وحياتي، فأنا كنت أستمتع بحياتي قبل جلوسي على كرسي الوزارة، وبعد تولي هذا المنصب أصبحت المهمة الرسمية هي الأساس، واختفت كل الأشياء الأخرى، بما في ذلك حياتي الخاصة، وإبداعي وتلامذتي وحياتي الجميلة، وعندما سافرت مؤخراً بدأت الغوص في الماضي، وعدت للرسم بشكل قوي، وأعد الآن لمجموعة من المعارض تبدأ في 13 نوفمبر المقبل، وتنتهي في فبراير بكل من السعودية، ولندن، ودبي.
وقد بدأت أنشغل بفني، لكن مصر تبقى دائماً لحنًا مستمرا رئيسيا مع الألحان المحيطة بي، وهي في الوجدان والضمير، وكنت دائماً وسأظل أتمنى لها الخير، وأنا طوال حياتي لم أشعر بالاكتئاب في أي ظرف من الظروف لأن الأمل هو الخلاص.
■ ما بين الوزارة والسفر كان هناك عامان ونصف من الاتهامات فكيف ترى هذه الفترة؟
- وأنت تقود السيارة هناك شىء يطلق عليه «النقطة العامية»، وهي المنطقة التي لا تراها في مرآة السيارة، هناك أيضاً فترة من الزمن لا ترى، والفترة السابقة كانت هي «النقطة العامية» في حياتي، ما بين المحاكمة والاتهام، والظلم وجحود بعض الأفراد الذين لم يمتلكوا أي ضمائر.
■ من الذي ظلمك؟
- شعرت بالظلم الشخصي، من الشخص الذي اتهمني، ومن ظلم المجتمع الذى نسى ما فعله فاروق حسني، ولا أعتقد أنه في تاريخ الثقافة المصرية شهد المجتمع ما تم في عهدي، ولن ينسى ما شيدته والأمثلة شاهدة، وكل ما فعلته لم يكن لي أو لعائلتي، بل للشعب والمجتمع، فقد أنشأت 3 دور أوبرا، و145 مكتبة، ودار كتب عظيمة، و42 متحفاً، وأكبر متحف في العالم، ومتحف الحضارة، وتمت ترجمة ألفي كتاب، وجميع النشاطات لم تكن لفاروق حسني، بل للشعب المصري.
شعرت بالظلم لأن من يعمل كل هذا، لن يكون لديه وقت لشىء آخر، حتى يفكر في فعل ما يسىء لوطنه، كنت أفكر وأعمل لأرصع جبين مصر، ولا يمكن أن تمسك وروداً تضعها على جبين مصر وتفكر في الإساءة إليها.
■ تحدثت عن إنجازات كثيرة يتجاهلها الناس فلماذا يتهمونك؟
- اتهامي ورفضي جزء من رفض الماضي بكل ما فيه، وأنا دائماً أقول إنه لا مشكلة في هذا، فأنا أدرك أن الشعب يرفض النظام السابق، لكنني أعتقد أن الزمن لا يتوقف، وسيستمر ويتجدد، وفي كل زمن يوجد منقبون عن الماضي، وأنا مؤمن بأنه سيأتي من ينقب عما تم، لأنها مكاسب للمجتمع.
■ ألم تفكر في الاستقرار بالخارج وعدم العودة إلى مصر؟
- لم أفكر إطلاقاً في عدم العودة لمصر، سافرت إلى باريس وروما ودبي، وحياتي أصبحت حياة فنان حقيقي، والوقت الحقيقي لحياتي هو الإبداع، ذهبت في البداية إلى الإمارات، وهي دولة أعتبرها حضناً دافئاً جداً، وشعبها في منتهى الرقي والكرم، واحتواني بشدة، وهم عرفوا أننى جئت للعيش لفني، فدبي هي مركز الإبداع التشكيلي في المنطقة الآن، زمان كان من لم يمر على باريس من الفنانين كأنه لم ير الفن، واليوم النشاط في دبى وسوق الفن، والفن لا يعيش دون سوق، ليس بهدف التجارة ولكن ليكتفي ويعيش، وأنا الحمد لله فني يجعلني أعيش في أوروبا.
■ هل عرضت عليك مناصب في دول عربية؟
- عُرضت عليّ مناصب في عدة دول عربية، لكننى لم أعد أريد مناصب ووظائف، وأنا مستعد لتقديم مشورات ورؤى، و«كفاية شغل» ويكفيني الفن الآن.
■ دول عربية تعرض عليك مناصب ومصر تتجاهلك فلماذا تعود إليها؟
- أنا لا أستطيع أن أعيش خارج مصر، فقد عشت من قبل 18 سنة من حياتي بين روما وباريس، لكن الآن سنى لا يسمح بهذا، وليس لدي طاقة للبعد عن مصر، فهذه مسألة مضنية، ومصر فيها بيتي ومرسمي وأصدقائي وحياتي، وأنا طوال فترة سفري كنت أجاهد للعودة، وبقيت فقط لاستخراج أوراق رسمية وإقامات في دبي وغيرها تسمح لي بحرية الحركة في الفترة المقبلة، لأعيش صعلكة الفنان.
■ وهل كنت ستعود إلى مصر لو كان الإخوان ما زالوا في الحكم؟
- نعم «كنت راجع حتى لو كان الإخوان موجودين» وهذا حقي.
■ هل شعرت أن ثورة 30 يونيو ردت اعتبارك وجعلتك تطمئن على البلاد؟
- دعك من اطمئناني على البلد، أو الشعور برد الاعتبار، ما شعرت به حقيقة، أن الشعب المصري أشبعنى فخراً، وأن هذا الحشد التاريخي غير المسبوق، أعطى لكل شخص وساما يحمله إلى مماته، وما استشعرته أكبر من أي أمن واقتصاد، نحن شعب هادر كالطوفان، وشرف لي أن أكون واحداً من هذا الشعب.
■ وهل كنت تتوقع أن ينجح المصريون في إنهاء حكم الإخوان المسلمين؟
نعم، فأنا شعرت بأول الغيث، ثم استشعرت المطر، ثم أدركت الطوفان.
■ وكيف كنت ترى مصر في عهد الإخوان المسلمين؟
- في البداية أنا كنت ممن يريدون منحهم فرصة، لأنهم قالوا إنهم يستطيعون تحمل المسؤولية وتحقيق التغيير المطلوب، وكان هذا ضرورياً حتى تأخذ الدولة شكلا آخر، لكنني كنت ومازلت أعتقد بأنه يفترض فصل الدين عن السياسة، كى لا يدنس الدين، فالسياسة دنسة تماماً، والدين في منتهى الرقي والسمو، وتقريب السياسة من الدين تدنيس له.
■ في ماذا أخطأ الإخوان المسلمون حتى يخسروا فرصتهم؟
- أخطاء الإخوان كانت في إدارة الدولة، فليس بينهم من أدار دولة من قبل، والإدارة تحتاج خبراء في معنى الدولة، وليس الشعب فقط، فاحتياجات الشعب معروفة من مأكل ومشرب وملبس، مثل أي بيت، لكن الدولة كيان مادي ومعنوي رهيب، معنوي بتاريخه، ومادي بإمكانياته، ومصر لديها إمكانيات مهولة، ولو نظرنا إلى مساحة مصر، التي تبلغ مليون كيلو متر مربع، سنجد تنوعاً زاخراً، وكل جزء منها يمكن أن يبني دولة عظيمة، ولذلك علينا تقسيم هذه المساحة إلى أجزاء، وعمل دراسات جدوى لكيفية الاستغلال الأمثل لكل جزء، ومصر دولة عظمى بالأساس بإمكانياتها وشعبها، ومساحتها وإمكانياتها تجعلها تتحمل 90 مليون نسمة آخرين، لو تم التعامل معها بشكل صحيح.
■ ولماذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح طوال الفترات السابقة؟
- للأسف الشديد الأنظمة الكثيرة التي تعاقبت على مصر منذ فترة سحيقة، لم يكن عمادها الخيال والرؤى، ودولة دون خيال تفتقد التنظيم، فالخيال هو معطي المستقبل، وقاهر الزمن، والساسة يجب أن يكون لديهم الخيال، أما التقنيون فهم من يحددون المشروعات التي تتم، ولنأخذ مثلاً اليوم كدليل على انعدام الخيال، ما يحدث في القروض التي تمنحها البنوك للمشروعات، كلها لمطاعم وقرى سياحية، فلا يوجد تنوع، وهناك مقولة سائدة وخاطئة، لم أسمعها إلا في مصر، وهى أن رأس المال جبان، والحقيقة أن صاحب رأس المال هو الجبان، وإذا لم يكن رأس المال مغامراً، فلن يكون هناك اقتصاد عظيم للدولة، وعلينا دراسة مصر من جديد، ودراسة إمكانياتها، فهناك دول تبنى على بحيرة، ومصر بها 11 بحيرة، لا يوجد لأي واحدة منها دراسة جدوى، أي إهدار للإمكانيات هذا؟.
■ لماذا لم تستعمل هذا الخيال؟
- أنا قلت هذا الكلام، وهناك زملاء خارج النظام، ورؤساء وزارات، ومضابط جلسات لاجتماعات مجلس الوزراء تشهد على هذا، أنا كنت وزيراً لا أملك سوى الخيال، ولم يكن في يدى القرار، وما كان بيدي فعلته، فأنشأت أكبر متحف في العالم، ومتحف الحضارة المتفرد، وكنت أفكر بشكل واسع لوزارة الثقافة، ولابد من التفكير بشكل واسع الخيال للدولة، ثم يتم تكييف الخيال وفقاً للواقع، بدلاً من التفكير بشكل ضيق وكأنك تخطط لمنزلك، ثم لا تستطيع توسيع الفكرة لتشمل الدولة ككل.
■ هل خشيت على الثقافة فى ظل وجود وزير ينتمي للإخوان المسلمين؟
- لم أخف على الوزارة، ولا على الثقافة، فأنا رميت الجمل بما حمل.
■ الثقافة جزء من تاريخ مصر الذي تدافع عنه فكيف ترميه ولا تخشى عليه؟
- عندما تمتهن مصر إلى هذا الحد تنسى.
■ وهل كان وجود علاء عبد العزيز في وزارة الثقافة امتهانا لها؟
- لن أتحدث عن «عبد العزيز»، لأن أي مدح أو قدح فيه هو خسارة لي.
■ وكيف كنت ترى الثقافة في عهد الإخوان المسلمين؟
- أنا أصبت بالهلع عندما سمعت من يقول إن الآثار أوثان، نحن دائماً نتكلم عن الفراعنة، وذكر الفرعون ورد فى القرآن الكريم، وتحدث عن فرعون واحد وهو فرعون موسى، وكلمة فرعون معناها «برعا»، أي البيت الكبير وهو الملك أو الحاكم، فاسم فرعون ليس اسم الملك في عهد النبى موسى، لذلك هناك خلاف عليه، هل هو «مرنبتاح» ابن رمسيس الثاني، أم أنه رمسيس الثانى نفسه، في اعتقادى أنه ليس رمسيس الثاني، لأن رمسيس مات وهو في الثانية والتسعين من العمر، ولديه تقوس في العمود الفقري، ولم يكن باستطاعته الخروج وراء موسى، كما ذكرت الآيات. أنا خفت على مصر في الفترة الماضية من عدم المعرفة والجهل بالتاريخ والقيمة، وما هي دولة مصر، فمصر ليست دولة بترولية، ولا مصدرة لصناعة أو زراعة، بل دولة مصدرة للثقافة والتاريخ والتراث، فلا يمكن أن آتي لأهدم مواردي الأساسية.
■ تعاقب عدد من الوزراء ويشكو الجميع من ضعف حال الثقافة فما تفسيرك لذلك؟
- العمل الثقافي حرفة، فمثلاً التليفزيون دون رجل برامج لن ينجح، ورجال البرامج ندرة، والثقافة لا تحتاج إلى مثقف عظيم، بل لشخص على الأقل متعاط للثقافة، ويدركها، ويعرف عطش الشعب، وأنا أقمت بنية تحتية رهيبة، من قصور ثقافة ومسارح ومراكز إبداع، وأعترف أنه لم يكن يرتادها من يرتاد الجوامع، لأنه لم يكن هناك المُثقِف الذى يستطيع جذبهم، وكان إمام المسجد يستطيع عمل ذلك وجذبهم إليه.
■ لكنك كنت فى الوزارة لـ23 عاما فلماذا لم تبن هذا المثقف؟
- وزير الثقافة، وظيفة لها مواصفات خاصة، وهناك على الأقل 5 أشخاص على الأقل، فى الوزارة من الشباب يصلحون لهذا المنصب.
■ لماذا لا يصلون إذا؟
- لا أعرف، ربما لم يلق الضوء عليهم بعد، لكن بالتأكيد هناك جيل من الشباب الذي تربى في وزارة الثقافة أثناء فترة عملي، وهو قادر على تحريكها الآن فى الاتجاه الصحيح، وأعتقد أن المشكلة في فصل الثقافة عن الآثار، فهذا خطأ، والحل إذا كان لا بد من وجود وزارتين، هو تعيين نائب رئيس وزراء لشؤون الثقافة والآثار ليكون مسؤولاً عن التنسيق بين الوزارتين.
■ ألم تحاول ترشيح أحدهم لخلافتك وإصلاح حال الثقافة المصرية؟
- لا، أنا الآن خارج الدائرة العظمى للدولة.
■ وكيف ترى مستقبل مصر في ظل الحكومة الحالية؟
- دولة مصر طول عمرها عظيمة، والماضي العظيم لابد أن يخلق مستقبلاً عظيماً، ولابد أن يتولى المسؤولية من يدرك الماضي، كي يخطط للمستقبل فنحن نعيش فى دولة إمكانياتها أمامها، وأرى أن الحكومة الحالية على قدر من المسؤولية والتحدي، ولديها إصرار وعزم على البدء فى إيجاد مصر العظيمة.
■ وكيف يتم إيجاد مصر العظيمة؟
- بالأفكار والخيال، فأنا طرحت بعض الأفكار لو تحولت إلى مشروعات قومية ستحمس الشباب والشعب، وتنمي رغبته في بناء حياة جديدة، فيجب أن نعمل على تفجير طاقة الشباب، وهو لديه طاقة عظيمة تستطيع بناء 4 دول عظمى، وليس دولة واحدة.
■ لكن جزءا من هذا الشعب مازال معتصما وربما لن يستجيب لهذه المشروعات؟
- أي شخص يجد الخير في اتجاه سينصاع للخير، وشرف له انتماؤه لشىء عظيم، واشتراكه في شىء عظيم أياً كان الفصيل الذي ينتمي إليه، وأعتقد أنه عندما يوجد هذا المشروع القومي سيتوحد الجميع في اتجاهه، فالأنهار تتجمع لتصب في مكان واحد فى البحر.
■ تطرح الدولة حالياً فكرة المصالحة ويرى البعض ضرورة المحاسبة فمع أي فريق أنت؟
- المصالحة مع من بالضبط؟ مصر بها نوعيات من البشر حتى في التيار الليبرالي تستطيع التفاهم معها، وأخرى لا تستطيع، لذلك أعتقد أن التصالح يجب أن يكون مع الأصلح ومن يستطيع أن يضع يد الدولة، لبناء المستقبل، لأنه لا يجوز أن ننفي بني آدمين ونمسحهم من الحياة، فهم جزء من المجتمع.
■ إذاً أنت ضد إقصاء التيار الإسلامي من السلطة؟
- الإقصاء غير عملي وغير منطقي، لا بد أن أرى الصالح منه وأصالحه.
■ هل ترفض تكرار تجربة النظام السابق في التعامل مع التيار الإسلامي؟
- لا يلدغ المرء من جحر مرتين، لا بد من المصالحة مع الفئات الصالحة منهم، وإشراكهم فى المجتمع.
■ من تقصد بالفئات الصالحة؟
- شباب الإخوان، منهم المضلل به، وهم يدركون معنى الدين والحياة، ولا نتعامل مع المنسحبين من الحياة، الذين أجلوا حياتهم للآخرة، رغم أن ديننا يقول «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً»، لذلك لا يمكن التعامل مع من ينسحب من الحياة، لأنه لن يعطى طاقة للبناء.
■ لكن الإخوان لم يكونوا منسحبين من الحياة بل يريدون كل شىء في الحياة والسلطة؟
- وما معنى الحديث عن الشهادة في رابعة العدوية، هذا انسحاب من الحياة.
■ هم يريدون السلطة أو الموت؟
- هؤلاء أناس يطفئون حياة الآخرين، والمنسحب من الحياة هو من لا يستطيع أن يبنيها، ويفضل الموت عليها.
■ كيف ترى وصف الإخوان لثورة 30 يونيو بأنها انقلاب عسكرى؟
- «اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى»، هم يحاولون لىّ الحقيقة الناصعة، والبازغة والواضحة وضوح الشمس، والتي فرضت نفسها في النهاية.
■ لكن هناك بعض الدول تردد هذا الكلام مثل تركيا؟
- هذا كلام له أهداف سياسية لا داعي للحديث عنها، لكنه بالتأكيد ليس الحقيقة.
■ بعد ثورة 30 يونيو هل ترى أن الرئيس المقبل لمصر يجب أن يكون ذا خلفية عسكرية؟
- مصر فعلا تحتاج إلى رئيس قوى، لكن القوة ليس لها علاقة بحمل السلاح، بل قوة الإنسان، الذي لديه رؤية وقدرة وحسم وعزم، وهذا هو الرئيس الذي تحتاجه مصر الآن، ولنضرب مثلاً بزعماء أقوياء مثل نيلسون مانديلا، والمهاتما غاندى، وفرانسوا متيران ومارجريت تاتشر، فالقوة ليست دائما مع العسكر.
■ كيف ترى ما يقال عن أن الرئيس المقبل يجب أن يحظى بدعم الجيش؟
- الجيش يدعم الدولة دائماً، وهو وطني جداً وبوضوح، والشخص القوي ذو الرؤى والحسم الذى لا يهمه أحد هو من يستطيع حكم مصر الآن، فنحن نحتاج رئيساً يدرك أن أي سياسي لا بد أن يتعرض للهجوم والسباب، وأن يغتال فى حياته، ويكون مستهدفا جسمانياً، لابد أن يعرف ما سيصيبه ويكون قادراً على تحمله، وأن ينساه ويسير في طريقه نحو المستقبل دون أن يستمع لأحد أو يرد على هجوم، رئيس يضع أمامه المستقبل، ويمسك خيوطه بيديه، ويسير فى اتجاهه.
■ كيف رأيت ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟
25 يناير بنت 30 يونيو وثورة يونيو هي الأساس.
■ لكن الإخوان المسلمين يرون أن ثورة 30 يونيو إعادة إنتاج للنظام السابق؟
- لا أعتقد أنا أياً من رموز النظام السابق مستعد لقبول مناصب الآن، أو يى المستقبل.
■ معنى هذا أنه ليس لديك استعداد لقبول أى منصب الآن؟
لا، ولا حتى رئيس دولة، رغم أن هذا شرف كبير.