x

«جارديان» «السيسي» يعيد للمصريين ذكرياتهم عن جمال عبد الناصر

الخميس 08-08-2013 15:02 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : اخبار

قالت صحيفة «جارديان» البريطانية إن صعود الفريق أول عبدالفتاح السيسي باعتباره في أعلى سلطة الآن يغذي «نوستالجيا» المصريين للرئيس القومي جمال عبد الناصر، موضحة أنه يمكن دائمًا رؤية صورة الاثنين، السيسي وعبد الناصر في أنحاء مصر، على الأعلام واللافتات والملصقات التي تباع للسائحين والمصريين.

ووصفت الصحيفة عبد الناصر بأنه رئيس قومي عربي نكل بالإخوان المسلمين، ومات عام 1970، أما «السيسي» فهو رئيس القوات المسلحة ومنذ أطاح في «انقلاب يوليو» بالرئيس المدعوم من الإخوان محمد مرسي، أصبح السيسي السلطة العليا في البلاد.

ورأت الصحيفة أن «السيسي» دفع بالاستقرار من خلال تشكيل حكومة يقودها الجيش نحو انتخابات خلال 9 أشهر، لكنه مر بسيناريوهات استخدمها «ناصر» لترسيخ إرثه باعتباره واحدا من أشهر الرموز في مصر.

وقالت إن «السيسي» في ظهوره العلني منذ 3 يوليو كان يعكس الرسائل الأساسية لناصر، القومية، الشك في نوايا الغرب، الكرامة العربية والقيادة القوية.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إن هناك «جوعا في مصر لقائد قوي»، معلقًا على شعبية «السيسي»، موضحًا أن ناصر ما زال محتفى به في مصر، «رغم أنه لا يستحق ذلك»، كما أن هناك اعتقادا سائدا بالخطأ أنه لا أحد قادرا على حل الفوضى في مصر سوى رجل قوي.

وعلقت الصحيفة البريطانية على شعبية ناصر في الشرق الأوسط باعتباره رمزاً للوحدة العربية، إلا أنه كان يواجه انتقادات في الداخل والخارج، بسبب حكمه من خلال عبادة شخصيته، وقلة ما فعله لتنمية المؤسسات المدنية، أو الدفع بحقوق الإنسان.

وأضافت أن المقارنة بين «السيسي» وناصر تكشف التشابهات، فناصر كان ضابطًا وأصبح الرئيس بدعم الجيش عام 1956 بعد التخطيط لثورة أطاحت بآخر ملوك مصر قبلها بأربع سنوات، و«السيسي» أيضًا جاء بعد ثورة، ورغم أنه غير منتخب، إلا أن كثيرين يتحدثون عنه باعتباره مرشحًا رئاسيًا بعد انتهاء الحكومة المؤقتة.

ونقلت «جارديان» عن حمدين صباحي، مرشح الرئاسة السابق عن كتلة الأحزاب الناصرية «التيار الشعبي»، قوله إن «الحنين لجمال عبد الناصر نتيجة وعي الناس باستجابة الجيش لطموحات الناس، والتأكد من أن الثورة تحققت بالفعل، هنا تأتي ظاهرة السيسي، وقد أصبحت له شعبية كبيرة منذ 3 يوليو».

وأضاف أنه «يجب أن يكون هناك فرق بين السيسي كشخص والمؤسسة العسكرية التي يمثلها، فلديه فرصة جيدة ليثبت نفسه الآن، وهناك إحساس بأنه يمثل الكرامة القومية المصرية، التي أراد الإخوان أن يسلبوها».

وأوضح «صباحي» أن السؤال هو إلى أي مدى ستتم تلبية تطلعات المصريين الاقتصادية والاجتماعية، وإلى أي مدى سيظهر «السيسي» باعتباره «المخلّص».

أما عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية، وزير الخارجية الأسبق، فاعتبر أن الاحتفاء بالسيسي «ليس طلبًا لعودة ناصر، بل هو شعور قومي، فالجيش احترم تلك المشاعر القومية، وظهرت من خلال السيسي، وبالتالي ما يحدث لا يعني التوق إلى حركة ناصرية، بل إحساس بالقومية وبدعم الجيش».

وقال «إننا جميعا نتوق إلى عودة الديمقراطية، وإجراء انتخابات بأسرع ما يمكن، ولا أعتقد أن القوات المسلحة ورئيسها يريدون اللعب سياسيًا».

من جانبها، قالت الصحيفة إنه بين مؤيدي «السيسي» من يشكون في أنه، أو الجيش سيعزلون أنفسهم عن لعب دور قيادي وحاسم في الشؤون المدنية حتى بعد اختيار رئيس جديد، وإجراء انتخابات برلمانية، واستفتاء على الدستور.

ويرى محللون آخرون حقيقة أن ناصر و«السيسي» حاربا الإخوان لا تجعلهما سيئين في نظر الناس، ومهما حاول الإخوان نسيان ما فعله ناصر، فإن كثيرًا منه ينعكس على النفسية المصرية بالفعل، والأمر يتوقف على «السيسي» ما إذا كان سيصبح قدوة في حد ذاته، أم سيكون انعكاسًا لما حققه ناصر من أمجاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية