أكد مفوض العلاقات الخارجية بحركة فتح، الدكتور نبيل شعث، أن الزيارة التى كلفه بها الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، لغزة، أمس، تهدف إلى بذل كل المحاولات لإنهاء العدوان الإسرائيلى على «القطاع».
وأضاف، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «نحن الآن نتصرف كشعب فلسطينى موحد، وبعد مرور هذه المحنة أتوقع إنجاز الأمور العالقة بين حركتى فتح وحماس، خاصة بعد ما سمعته من أمور إيجابية من خالد مشعل وموسى أبومرزوق، القياديين بـ(حماس)».
ورفض تحمل «حماس» مسؤولية ما آلت إليه الأحداث فى القطاع، مؤكداً أن إسرائيل دائما ما تريد الظهور بمظهر المجنى عليه، وهى تقصف المدنيين العزل والمدارس، وتقتل الأطفال والنساء، فهى تتحمل المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع فى القطاع، فحماس تدافع عن الأراضى المحتلة، بينما تبذل مصر محاولات جادة بين الطرفين لإحداث هدنة، لكن المشكلة فى مدى التزام إسرائيل بها، فهى دائماً ما تجد طريقها لتبرير «العنف والقتل»، الذى تمارسه ضد الفلسطينيين.
وأوضح أنه لا يستبعد شن إسرائيل عملية عسكرية موسعة على غزة، لأنها «تعيش على العدوان» -على حد تعبيره- فهى عبارة عن مجتمع «عنصرى» يحكمه اليمين المتطرف، والحرب أداة لجمع التأييد الشعبى للحكومة، ولأن الأحزاب السياسية تنتظر إجراء انتخابات الكنيست الإسرائيلى فى يناير المقبل، يثبت حزب الليكود، الذى يأتى منه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، للإسرائيليين أنه قادر على الحرب وحمايتهم أمنياً، بينما العدوان يدفع الفلسطينيين للإصرار على الحصول على عضوية فلسطين والاعتراف بها كدولة فى الأمم المتحدة، بذهابهم إلى نيويورك فى 29 نوفمبر المقبل، وضرورة الاستمرار فى النضال بأشكاله المختلفة، فإذا كانوا غير قادرين فى الوقت الحالى على الكفاح المسلح، فلابد من استمرار النضال السياسى، ما يمنحهم فرصة لفرض عقوبات دولية على إسرائيل والذهاب إلى محكمة الجنايات الدولية ومقاطعة إسرائيل دوليا.
وقال: «هناك تهديدات محددة لوحت بها الإدارة الأمريكية، منها طرد مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن، ووقف المعونة الأمريكية عن السلطة، وعدم اتخاذ موقف تجاه أى رد فعل تنتهجه إسرائيل ضد الفلسطينيين»، مؤكداً أنهم فى الماضى قادوا الكفاح المسلح من خارج فلسطين فى الأردن وسوريا، وهذه القواعد غير متاحة الآن، كما أن الأراضى الفلسطينية تخضع بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلى، وبالتالى فهم فى حاجة إلى إطار جديد لإطلاق كفاح مسلح بالأسلوب العصابى داخل الوطن وليس خارجه، وهذا لا يعنى التوقف عن مواجهة إسرائيل.
وشدد على أن مصالح مصر ليست مع حماس أو فتح، بل مع تحقيق الوحدة الوطنية، لكن المشكلة أن قطاع غزة محاصر إسرائيليا، وحكومة مصر حاصرته خلال السنوات السابقة، وفتحت له الأنفاق ما أدى إلى مشاكل فى سيناء، وبالتأكيد لا نريد ضرراً أمنياً وقومياً لمصر جراء مساعدة فلسطين، إذاً مصر فى حاجة لفتح المعابر وليس الأنفاق، وذلك من خلال السلطة الفلسطينية وليس من خلال «إمارة حماس» على حد وصفه، مؤكداً طلبه من مستشار الرئيس المصرى الدكتور عصام حداد، إنهاء الحصار على غزة بفتح المعابر.