تسلمت النجمة البريطانية «أوليفيا ويليامز»، جائزة FIPRESCI – 2010العالمية للنقد من مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي في نسخته الـ58 ، نيابة عن المخرج الكبير «رومان بولانسكي» وذلك عن فيلمه الأخير The Ghost Writer.
وتسلمت النجمة البريطانية جائزة المخرج المثير للجدل والذي كان خلال فعاليات افتتاح المهرجان بمثابة "الحاضر الغائب"، من يد نائب أمين عام الاتحاد الدولي للنقد السينمائي «جان لومهولت»، فيما أعربت «ويليماز» عن دهشتها لعدم حضور المخرج الفرنسي البولندي لتسلم التكريم بنفسه.
ووصفت الممثلة البريطانية «بولانسكي» ساخرة بـ"المهووس" في إشارة لحرصه على متابعة أدق تفاصيل العمل بنفسه، حيث قالت "لو استطاع أن يقوم بعمل النجارين والكهربائيين والفنيين لفعل"، فيما أعربت عن تقديرها وامتنانها للجهة المانحة للجائزة، مبرزة أن تميز فيلم المخرج الأخير، والحائز على جائزة الدب الذهبي لمهرجان برلين السينمائي الدولي.
حاول «بولانسكي» في فيلمه الذي يتقاسم بطولته النجم «إيفان ماكريوجور» ونجم أفلام جيمس بوند السابق، «بيرس بروسنان»، التعبير عن رغبته الثأرية من محاولات الولايات المتحدة لإدانته في قضية قديمة، مسلطا الضوء على واحد من أعنف وأسوأ فصول انتهاكات حقوق الانسان في التاريخ الحديث منذ حقبة الفصل العنصري في إشارة إلى رحلات الـ(CIA) السرية لنقل المشتبهين بالإرهاب إلى معتقلات سرية لتعذيبهم وانتزاع اعترافات منهم بدون أي ضمانات قانونية.
وضع المخرج المثير للجدل والمصنف ضمن المدافعين عن الحرية والعدالة وحقوق الانسان فيلمه في إطار بوليسي مثير، بينما تدور أحداثه في أجواء يغلفها الغموض والتوتر والمطاردات، فضلا عن محاولة الكشف عن أكثر التفاصيل حميمية لكواليس رجال السياسة البريطانية والأمريكية، وما تتسم به من نفاق وكذب وادعاء.
وقد استغل «بولانسكي» الفيلم ليكشف الأكاذيب الأمريكية البريطانية حول مبررات غزو أفغانستان أو الحرب على العراق، من خلال كاتب مرتزق، يقوم بكتابة السيرة الذاتية لرئيس الوزراء البريطاني السابق، ليكشف مدى تغلغل نفوذ الـ(CIA) في الحكومة البريطانية ومدى استغلالها لكبار مسئوليها لتنفيذ سياستها في الحرب على الإرهاب والشرق الأوسط.
قدم «بولانسكي» عملا محكما من خلال سيناريو شديد الدقة في تناوله بالتفصيل لأحداث لا تزال وقائعها جارية حتى الآن، من خلال مسرح أحداث أضفى المطر والضباب عليه المزيد من الغموض والإثارة، بينما يؤكد المشهد الأخير حيث تطايرت أوراق النص الأصلي لمذكرات لانج في الهواء بعد أن صدمت سيارة طائشة الكاتب المجهول، الصفعة التي أراد أن يسدل بها الستار على فيلم آخر مثير للجدل.
وانطلقت الجمعة فعاليات النسخة الـ58 من مهرجان سان سباستيان، والذي تمتد فعالياته حتى 25 من الشهر الجاري، بحضور عدد من الوجوه المعتاده في المهرجان وعلى رأسهم النجوم «جون مالكوفيتش» و«أوليفيا ويليامز» و«دييجو لونا» و«فيليبي كاسالس».
وافتتح المخرج المخضرم «كاسالس» فعاليات المهرجان بعرض الفيلم المكسيكي، "تشيكو جراندي"، الحائز على جائزة "آرييل" الشرفية -أرفع جوائز الثقافة المكسيكية- هذا العام عن مجمل أعماله، والحاصل عام 1976 على جائزة التحكيم الخاصة عن فيلمه "قارب القش"، كما حصل على الصدفة الذهبية من سان سباستيان عام 1985 عن فيلمه "أسباب الضوء".
