«دى مش عيشة بنى آدمين».. هكذا اختصر سلامة عبدالله، أحد سكان مدينة إمبابة، معاناة سكانها بسبب تراكم أكوام القمامة فى شوارعها سواء الفرعية أو الرئيسية. عدسات «المصرى اليوم» تجولت فى أرجاء المنطقة، ورصدت تراكم أكوام القمامة حتى فى الميادين العامة وموقف الأتوبيسات والميكروباص، فصناديق القمامة امتلأت عن آخرها، وتناثرت أكياس القمامة بامتداد الشوارع، مما أعاق السيولة المرورية بها.
وقال سلامة: «صندوق القمامة المواجه لمنزلى لم يتم تفريغه منذ بداية رمضان»، وأكد أن تراكم أكوام القمامة فى المنطقة مشكلة ليست وليدة اليوم، على الرغم من التزام الأهالى بسداد رسوم النظافة على فواتير الكهرباء، والتى بلغت 25 جنيهاً لكل محل، وهو مبلغ ليس صغيراً على فاتورة واحدة.
ولم تجد نادية على، ربة منزل، وسيلة لعبور الشارع سوى المرور وسط أكوام القمامة، وهى تبذل أقصى جهدها، لتغطية أرغفة الخبز بيديها لإبعاد الذباب عنها، وقالت: المرض أصاب أبنائى، سعال وبرد وضيق تنفس والتهابات فى العين والأنف، بسبب روائح القمامة الكريهة.
وقال شريف عازر، أحد السكان، إن معاناة الأهالى من أكوام القمامة تكمن فى تحلل فضلات الطعام داخل القمامة فأغلبها - على حد قوله - فضلات عضوية من مخلفات المنازل وموائد الرحمن، وتنبعث منها روائح كريهة للغاية، تجبر كل من يمر عليها على أن يغلف أنفه، لتجنب استنشاق تلك الروائح.
وأمام منزله فى شارع الأقصر، أشار خالد كرم إلى طفح مياه الصرف الصحى من إحدى بالوعات الصرف، التى اختفت أسفل أكوام القمامة، وقال: «لسنا قادرين على إصلاح بالوعة الصرف الرئيسية الواقعة فى منتصف الشارع بعد أن سدتها أكياس القمامة، التى تغوص فيها الأقدام بارتفاع نصف متر، إلا أن الأهالى بعد أن يئسوا من الوصول إليها اضطروا إلى ردمها بمزيد من أكياس القمامة، التى سدت الشارع».
من جانبه، أكد إسلام حجازى، المدير التنفيذى للشركة الإيطالية المسؤولة عن رفع القمامة من منطقة إمبابة، أن القمامة تكثر خلال شهر رمضان، وعمال الشركة يتعاونون مع عمال الهيئة والحى ويعملون فى آن واحد لرفع القمامة فى 3 ورديات يومياً، كما أن منطقة إمبابة مكتظة بالسكان، وبعض حواريها ضيقة للغاية وسكانها يلقون قمامتهم فى الشوارع العمومية، مثل الأقصر والبصراوى، لذلك تحرص الشركة على إفراغ الصناديق الكبيرة يومياً، وأحياناً أكثر من مرة خلال اليوم الواحد.