x

هاني رمزي: «توم وجيمي» يناقش شخصية المعاق ذهنيا.. والمشاهد سيتعاطف معه (حوار)

الأربعاء 07-08-2013 22:37 | كتب: أميرة عاطف |
تصوير : other

قال الفنان هاني رمزي، إن ما لفت نظره في فيلمه الجديد «توم وجيمي» هو موضوع الفيلم نفسه، الذي يقدم خلاله شخصية «توم» المعاق ذهنيًا وأوقعه حظه في العمل مع «جيمي» أو جمال المرشح لرئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أنالمنتج قرر طرح الفيلم في عيد الفطر بعد عدة تأجيلات، لأن الجمهور في حاجة إلى الضحك، موضحًا أنه استعد للفيلم من خلال استدعاء مخزونه الإنساني من تعاملاته مع حلالات مشابهة، وإلى نص الحوار.

■ ما الذي جذبك لتقديم فيلم «توم وجيمي»؟

- موضوع الفيلم جديد، وأعتقد أنه جديد أيضًا على الجمهور، حيث أجسد شخصية «توم» وهو شخص لديه إعاقة ذهنية وكل تفكيره طفولي، فعمره العقلي 7 سنوات رغم أنه مكتمل الرجولة، كما أنه التحق بالصف الأول الإبتدائي ولم يكمل تعليمه واتجه بحثًا عن وظيفة، وأوقعه حظه في العمل مع «جيمي» أو جمال المرشح لرئاسة الجمهورية الذي يجسد شخصيته الفنان حسن حسني، وتحدث مفارقات بينهما، خاصة أن الجميع يتعاملون باهتمام مع «جيمي» ويشعرون بالخوف منه لأنه من كبار رجال الدولة، على العكس تمامًا من «توم» الذي لا يدرك أهميته ويصبحان مثل «القط والفار»، ومن هنا تحدث المواقف المضحكة، فعندما قرأت السيناريو شعرت بالسعادة لأن الضحك في الفيلم غير مصطنع وعفوي مثل الشخصية التي أقدمها.

وكيف كان استعدادك لشخصية «توم» المعاق ذهنيا؟

- الاستعداد كان من خلال عدة أشياء، في مقدمتها استدعاء المخزون الإنساني الموجود بداخلي والذي رأيته في حياتي لمثل هذه الشخصيات، فضلًا عن مشاهدتي لأفلام عالمية تناولت مثل هذه الشخصية، بالإضافة إلى أن السيناريو وضع الخطوط الأساسية للشخصية، خاصة أن هذه الشخصية فيها «شعرة» بين الاستهزاء بها والضحك والتعاطف معها.

هل يتعمق الفيلم في تناول قضية المعاقين ذهنيًا؟

- سنناقش القضية دون تركيز على تفاصيل، ومن خلال الجو العام للفيلم سيشعر المشاهد بالتعاطف مع شخصية المعاق ذهنيًا، خاصة أن هناك حساسية شديدة في التعامل مع المعاقين، ونحن حريصون على إظهار تناول هذه القضية المهمشة في المجتمع المصري، وأنا شخصيًا أعرف رجل أعمال يفكر في الهجرة إلى أمريكا لأن لديه طفلًا معاقًا ذهنيًا يعانس من إهمال الدولة لحالته الصحية والتعليمية، لذلك سنناقش كل هذه الجوانب.

هل شعرت بالقلق من تقديم مثل هذه الشخصية؟

- بالتأكيد كنت خائفًا، ووضعت هذا الخوف أمام عيني وأنا أتعامل مع الشخصية، خاصة أنه كانت لي تجربة مماثلة في بداياتي من خلال مسرحية «وجهة نظر» وكانت الإعاقة هي فقدان البصر، وكنت حريصًا على أن أراعي حق هذه الشخصية في طرح قضيتها بشكل محترم، لأن هناك فرقًا كبيرًا بين أن يتعاطف معها الجمهور وبين أن يضحك عليها لمجرد الضحك الذي ينقلب إلى استهزاء، لذلك كنت حريصًا على الحفاظ على هذا التوازن بين أن يضحك الجمهور مع الشخصية وليس عليها، وأن يتعاطف ويبكي معها لدرجة أنني شعرت بالرغبة في تربية «توم» عندي في البيت، بمعنى أني وجدت نفسي أمام مسؤولية تجاه مثل هذه الشخصيات.

■ ما سر حرصك على الاستعانة بالأطفال في أفلامك؟

- لو كنت أستطيع تقديم أعمال كثيرة مع الأطفال وللأطفال والأسرة بشكل عام لفعلت ذلك، لأن الأفلام الخاصة بالطفل وقضاياه قليلة جدًا مقارنة بأفلام الشباب والمراهقين، رغم أن الطفل هو النواة الأولى لأي مجتمع ولا أعتبر هذا نوعًا من الذكاء، لأنني لو أردت مغازلة شباك التذاكر فهناك مغريات ونوعيات كثيرة تهم شريحة أكبر في المجتمع، لكنني أحب مثل هذه النوعية من الأعمال وأشعر بأنها توصل رسالة للأسرة وللطفل، وهو ما سيحدث في «توم وجيمى»، حيث سنخلق نقاشًا بين الأطفال وأسرهم لكي نعودهم على التعاون مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

■ ما الذي دفعك للتعاون مع المخرج أكرم فريد للمرة الثانية؟

- نجاح تجربتي الأولى معه في فيلم «سامي أكسيد الكربون» شجعني على تقديم تجربه ثانية، خاصة أنه قدمني بشكل جديد وأتمنى أن أتعاون معه مرات قادمة، طالما أن لديه القدرة على أن يقدمني بشكل مختلف سواء في الشكل أو المضمون، وأنا أؤمن بفكرة الدويتو و«الكيميا» في العمل.

■ هل مشاركة «تتيانا» في البطولة تتعود إلى أنها زوجة المخرج؟

- من الطبيعي أن يتم طرح هذا السؤال، ومهما شرحت أو أقسمت فلن أضمن أن يصدقني الناس، لذلك سأترك الإجابة عن هذا السؤال بعد أن يشاهد الجمهور الفيلم، لأنني واثق من تغيير هذا الانطباع بمجرد أن يشاهد «تتيانا» في الدور، فضلًا عن أنني لن أجامل أحدًا على حساب نفسي أو نجاحي، وللعلم كان هناك 3 ممثلات غيرها مرشحات لهذا الدور، لكنها الوحيدة التي ساعدتها ظروفها على المشاركة بعد أن وجدنا أنها «لايقة» على الشخصية، كما أن تتيانا وأكرم استطاعا أن يفصلا تماما بين علاقتهما الشخصية وبين العمل، وأكرم تعامل معها مثل أصغر ممثلة في الأستوديو.

هل حالة عدم الاستقرار هي السبب في تأجيل عرض الفيلم عدة شهور أم كانت هناك مشاكل إنتاجية؟

- لم تكن هناك أي مشاكل إنتاجية وإلا ما كان خرج إلى النور، لكن الظروف الصعبة والغريبة التي عشناها جميعًا كانت وراء تأجيل عرض الفيلم، فهو جاهز للعرض من الصيف لكننا شعرنا بأن الموسم قصير بسبب انتخابات مجلس الشعب التي كان مزمع إجراؤها وحلول شهر رمضان، لذلك تم تأجيله أكثر من مرة حتى قرر المنتج عرضه في عيد الفطر، وعن نفسي مازلت أشعر بالخوف بسبب العنف الموجود في الشارع، لكن المنتج قال «الناس محتاجة للابتسامة والتغيير ويجب أن يكون لنا دور في ذلك حتى لو كانت هناك مجازفة».

لماذا لم تتواجد في الدراما الرمضانية هذا العام بمسلسل «أنا والسفاح وهواك»؟

- «أهو هنا بقى كان فيه مشاكل إنتاجية»، لأنني كنت اتفقت مع منتج سعودي، وعندما صدرت قرارات تجميد أموال مستثمر سعودي كان من بينهم أحد أقارب المنتج، مما جعله يشعر بالخوف من الاستثمار في مصر، لذا أعتبر أن مسلسل «أنا والسفاح وهواك» ضحية من ضحايا حكومة الإخوان السابقة، والتي كانت تنظر تحت أقدامها و«خربت البلد»، وعندما حاولنا البحث عن منتج آخر كان الوقت تأخر، وحتى الآن لم أوقع عقد المسلسل، ومن الممكن أن أقدمه في رمضان المقبل.

ما الذي لفت انتباهك في الدراما التليفزيونية هذا العام؟

- كان من الصعب أن أتابع كل الأعمال المعروضة، لكنني شاهدت مسلسل «العراف»، لأنه يقدم وجبة درامية وكوميدية محترمة للأسرة المصرية بدون «فذلكة» أو «تنطيط» على المشاهد، وعبقرية الفنان عادل إمام في أن يكون نصابًا محبوبًا، والمخرج رامي إمام قدم عملًا جيدًا، كما تابعت مسلسل «الوالدة باشا» للعملاقة سوسن بدر التي قدمت واحدًا من أجمل أدوارها، ومن وجهة نظري يجب أن تتوج بلقب أحسن ممثلة في رمضان، وبعد فترة سمعت عن مسلسل « ذات» فتابعته واكتشفت عبقرية المخرجة كاملة أبوذكري وموهبة نيللي كريم.

كيف ترى المشهد السياسي في مصر؟

- أعتقد أننا على «شفا حفرة» من الحرب الأهلية، لذلك يجب على كل طرف أن يضع مصر أمام عينيه، خاصة أن الخلاف القائم بين مصريين، فالإخوان مهما اختلفوا معنا في الرأي إلا أنهم في النهاية مصريون، ويجب أن يدركوا أن الاختلاف في وجهات النظر لا يقابل بكل هذا العنف والدم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية