لم يكن العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة يوم 14 نوفمبر 2012، هو الأول من نوعه، حيث تنوعت وتعددت العمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد القطاع، لاسيما منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية «انتفاضة الأقصى»، عام 2000.
«مركز المصري للدراسات والمعلومات»، أعدّ تقريرًا عن أهم الاعتداءات الإسرائيلية العسكرية التي شهدها قطاع غزة بعد انتفاضة الأقصى، والتي تمثلت في الآتي:
عملية «قوس قزح» (18-24 مايو 2004)
شنت إسرائيل هجومًا على رفح الفلسطينية يوم 18 مايو 2004، وأعلنت أن هذا العدوان جاء نتيجة مقتل جنود إسرائيليين أثناء محاولتهم منع نقل الأسلحة عبر الأنفاق، وأسفر هذا العدوان عن مقتل عدد كبير من المدنيين فى جنوب القطاع، من بينهم 19 طفلاً على الأقل، وإصابة ما يقرب من 61 مدنيًا، كما قامت القوات الإسرائيلية بهدم حوالي 167 منزلاً.
عملية «أيام الندم» (28 سبتمبر 2004- 15 أكتوبر 2004)
شنت إسرائيل هجومًا على قطاع غزة، بهدف وقف إطلاق صواريخ القسام التي تستهدف المستوطنات اليهودية والأراضي الإسرائيلية، واستمر هذا الهجوم 3 أسابيع، وأسفر عنه مقتل 115 فلسطينيًا بينهم 37 طفلاً، وتدمير حوالي 100 منزل تدميرًا كليًا، و113 منزل تدميرًا جزئيًا.
عملية «أمطار الصيف» (يونيو 2006)
عقب انتهاء المهلة الزمنية التي منحتها إسرائيل للسلطة الفلسطينية وللمقاومة، لتسليم الجندي الإسرائيلي الأسير «جلعاد شاليط»، شنت القوات الإسرائيلية هجومًا عسكريًا على القطاع والذي أسفر عنه استشهاد 203 فلسطيني، وإصابة 800 آخرين، واعتقال 649 مواطنًا، من بينهم عدد من الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي، وفقًا لما ذكره تقرير أصدره مركز المعلومات الوطني الفلسطيني في الهيئة العامة للاستعلامات.
عملية «الشتاء الساخن» (27 فبراير 2008-3 مارس 2008)
واصلت القوات الإسرئيلية تصعيد عدوانها ضد سكان غزة، الذي بدأ يوم 27 فبراير 2012، واستمر ثلاثة أيام، وكانت المحصلة النهائية لعدد القتلى الفلسطنيين وفقًا لمركز الميزان لحقوق الإنسان، 199 شهيدًا، بينهم 48 من أعضاء المقاومة، و13 من أعضاء الشرطة، و58 من المدنيين، و29 من الأطفال و6 نساء.
عملية «الرصاص المصبوب» (27 ديسمبر 2008- 18 يناير 2009)
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا عنيفًا لم يشهده قطاع غزة من قبل، حيث بدأ العدوان بحملة جوية مكثفة شملت 80 طائرة حربية يوم 27 ديسمبر 2008، استهدفت مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية وأهداف أخرى في جميع أنحاء قطاع غزة، ورغم أن الحملة الجوية استمرت لمدة خمس دقائق فإن آثارها كانت كبيرة، نظرًا لاتساعها ونوعية الأسلحة المستخدمة فيها، واستمرت تلك الهجمات العسكرية 23 يومًا، استخدمت فيها إسرائيل الطائرات المقاتلة بمختلف أنواعها، ومدفعية الميدان، وسلاح المدرعات والقطع الحربية، إلى أن أعلنت إسرائيل يوم 18 يناير 2009 وقف العدوان من جانبها.
بلغت حصيلة الشهداء خلال هذا العدوان حوالي 1411 شهيدًا، وتمكن مركز الميزان لحقوق الإنسان من رصد عدد المنازل التي قامت قوات الاحتلال بتدميرها خلال هذا العدوان والتي قدرت 11 ألف و151 منزلاً مدمرة تدميرًا كليًا أو جزئيًا، ومن بين هذه المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال بشكل كلي 2644 منزل، و8507 منزل تم تدميره بشكل جزئي، بينما قامت وكالة الأنروا التابعة للأمم المتحدة، بتقدير عدد المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال خلال عملية الرصاص المصبوب 11500 منزل، منهم 3600 لا يمكن إصلاحها، و2700 تضررت بشكل كبير، و5200 تعرضت لأضرار طفيفة.
وعلى الصعيد الإسرائيلي، بلغت تكلفة عملية «الرصاص المصبوب» 3.57 مليار شيكل (939.5 مليون دولار)، وقدرت الخسائر المدنية المباشرة التي خلفتها العملية آنذاك نحو 800 مليون شيكل تقريبًا، وقد رصدت التقارير التقارير الاقتصادية حينئذ خسائر المصانع الإسرائيلية خلال العملية بحوالي 90 مليون شيكل.
عملية «عمود السحاب» (14 نوفمبر 2012 - لا تزال مستمرة)
شنت القوات الإسرائيلية هجومًا عسكريًا على قطاع غزة يوم 14 نوفمبر 2012، وأطلقت عليه «عمود الخيمة» أو «عمود السحاب»، وزعمت إسرائيل على لسان وزير دفاعها إيهود باراك، أن الهدف من وراء هذه العملية هو القضاء على ما سمته بـ«أوكار الإرهاب الفلسطيني في قطاع غزة وتصفية كل من يقف وراء إطلاق الصواريخ الفلسطينية ضد إسرائيل»، وقام بتصفية القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، «أحمد الجعبرى».
وقالت لجنة الإسعاف والطوارئ الفلسطينية إن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 56 قتيلاً، إضافة إلى أكثر من 600 جريحًا منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية الأربعاء.