x

«ألتراس محمد محمود» يتذكر «لحظات الثبات وفقدان الرفاق»

الأحد 18-11-2012 19:40 | كتب: صفاء سرور |
تصوير : محمد كمال

من المدرج المزدان بالأعلام إلى الشارع الذي يُمطره الرصاص وتخفي معالمه أدخنة  قنابل الغاز، بعيدة هي المسافة، وبالنسبة له، كثيرة أيضاً الفروق.. لكنه، وربما بصورة لا إرادية، تغلب على كل ذلك، فقط، بأغنيات وهتافات، كانت بجانب «أخوته»، ونيساً له أثناء معركة «محمد محمود»، والتي يؤكد أن انتمائه لرابطة قدمت شهداء لم تجعله مجرد مشاركاً بها، بل حولته إلى جزء منها والقضية. 

لم يكن يوم 19 نوفمبر، المرة الأولى التي يشارك فيها «أ»، أحد أفراد رابطة «ألتراس وايت نايتس»، في اشتباكات داخل شارع «محمد محمود»، حيث يشير إلى أن البداية كانت خلال الـ«18 يوم» حينما وقعت بعض المناوشات في الشارع، وأنه اشترك فيها وعدد من أصدقائه بالرابطة، قائلاً: «ومن هنا بدأت خبرتي بالشارع تتشكل، مع حفظ مداخله ومخارجه».

يحكي «أ» لـ«بوابة المصري اليوم» عن قصته مع مواجهات«محمد محمود» منذ بدايتها، قائلاً: «أدت مشاركتنا خلال الـ(18 يوم) لزيادة حدة الهجوم الأمني على الألتراس سواء (أهلاوي) أو (وايت نايتس) عن أي وقت مضى، كما كان بالاعتداء على جمهور الأهلي في مباراة فريقه وكيما أسوان، وكذلك الهجوم على جمهور الزمالك في مباراة فريقه مع وادي دجلة، والقبض على بعض أفراد الـ(وايت نايتس) بمباراة الزمالك واتحاد الشرطة».

ويضيف: «كل ذلك عنى، بالنسبة لنا، أن الأمن لم يتعلم درس 25 يناير، وأن نفس الضباط الذين يقومون بالتعدي علينا أثناء المبارايات، مازالوا يتعاملون بنفس العقلية القمعية، مما أكد لي كأحد أفراد الألتراس أن الثأر الذي حسبناه انتهى بعد (28 يناير) مازال مستمراً».

عن مشاركته بالأحداث، يقول: «حينما علمت ببداية الاشتباكات، كنت على مسافة بعيدة جداً من الميدان، وقد أكد لي أصدقائي المتواجدون بالشارع وقوع إصابات واستهداف للعيون، لذلك قرار المشاركة لم يحتاج لتفكير، خاصة وأنني علمت بضرب قوات الأمن لأسر الشهداء، وهو ما لم أتخيله أو أقبله».

ويتذكر: «في أول أيام المواجهات، دخلت الشارع بمفردي، وسرعان ما التقيت بزملاء لي كانوا قد سبقوني. وانشغلنا هناك بالمعركة، كنا لا نفكر إلا في صد الهجوم وعدم التراجع، انشغلنا لدرجة أننا إضطررنا للمبيت في أول ليلة في قلب ميدان التحرير».

وينفي «أ» فكرة التخطيط للاشتباك، قائلاً: «لا نضع خططاً للمواجهات، كما قد يظن البعض. فالفعل يكون تلقائياً، وبوقت الاشتباكات لا ينشغل فرد الألتراس بشئ سواها، فدرونا ينصب على المواجهة، حتى لو رأينا مصاباً، ننقله سريعا لموقع الإسعاف ونعاود القيام بدورنا، وهو ما كان على مدار أيام الاشتباكات، من يوم 19 وحتى لحظة بناء الجدار».

خوضه للمعارك ليست اختياراً، هكذا يؤكد «أ» قائلاً: «لسنا مثيري شغب، كما يعتقد البعض، ولا نهوى مشاهدة دم يسيل، لكنهم الشهداء، فشهدائنا جعلوني جزءً من تكوين المعارك، وذلك بعيداً عن أن مصريتنا وثوريتنا تفرض ذلك» ويستدرك «لكننا، رغم ذلك، لا نخشى الاشتباكات. فرد الألتراس الحقيقي لا يخاف، بل إن منا من يفرح بإصابته، لأنها تتحول لذكرى بالنسبة له ولأخواته».

رغم مرور عام كامل على الأحداث، يقول «أ»: «في كل مرة أدخل الشارع، أشعر وكأنها أول مرة تطأه قدميّ». مشيراً إلى أن «أحداث محمد محمود، هي روح الثورة، حتى بمقارنته بالأيام الأولى للثورة، فاشتباكاته كانت متواصلة، وعلى عكس الـ18 يوماً التي كانت أحداثها في كل مصر، انحصرت أحداثه في شارع، لا مفر منه للطرفين. كما أن صعوبة محمد محمود، التي زادت من إصرارنا هو رفض البعض مساندتنا، باعتباره تعطيل لمسيرة الانتخابات».

حل شهر «محمد محمود» على «أ»، فرد الألتراس، مثيراً في نفسه شعوراً بانتصار مرارة فقدان الرفاق على سعادة ذكرى الثبات والمواجهة، وذلك «لأن النتيجة إن الناس شاركت رغم كل من وقف ضد الأحداث وشوههم، وكان بيننا وبين الموت خطوات تقل وتزداد على مدى 6 أيام، ليجني بعدها من كرهوا الشارع المكاسب، كما أنه لم يتغير شئ من استمرار تشويه الإعلام لنا، إلى استمرار سياسات القمع، وكذلك ضياع حق الشهداء». 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية