x

من د.حسن نافعة إلى «المصرى اليوم».. ومن «المصرى اليوم» إلى القارئ ود. نافعة

الأحد 19-09-2010 12:46 | كتب: اخبار |
تصوير : طارق وجيه

رسالة إلى السيد رئيس التحرير:


الأخ الصديق الأستاذ مجدى الجلاد.. رئيس تحرير «المصرى اليوم»


تحية تقدير.. وبعد


لم يكن التوقف عن الكتابة فى «المصرى اليوم» قراراً سهلاً بالنسبة لى، فأنتم أول من يدرك مدى حماسى لـ«المصرى اليوم» وحرصى البالغ على المساهمة فى إنجاح تجربة فى الصحافة المصرية، أعتقد أنها لاتزال ملهمة وواعدة، وربما لم تفرز بعد كل ما هو مأمول فيها أو متوقع منها. ولأننى ساهمت فيها منذ لحظة انطلاقتها الأولى تقريبا بمقال أسبوعى فى البداية، ثم بعمود يومى أضيف إلى المقال الأسبوعى، فقد تولد لدىّ إحساس عميق بالانتماء لهذه الصحيفة، وكأننى أحد أفراد أسرة تحريرها، لذا كان قلقى عليها يتزايد فى الآونة الأخيرة بسبب ما لمسته من تهاون بعض محرريها فى تدقيق المعلومات، وأحيانا تعمد تحريفها أو تشويهها للإيحاء برسائل سياسية تتنافى مع ما عهدناه منها من حرص على المهنية والاستقلالية، ثم تحول القلق إلى صدمة حين طالعت الخبر الذى دفعنى لاتخاذ قرار فورى بالامتناع عن الكتابة «حتى إشعار آخر».

ولأننى شرحت لكم أسباب ومبررات قرارى، حين تفضلتم بزيارتى فى منزلى فور علمكم بما حدث، فلا أظن أن هناك حاجة للعودة إليها مرة أخرى، خصوصا أنكم أوضحتم اقتناعكم الكامل بها، وعبرتم عن استعدادكم لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتصحيح ما وقع من خطأ أو ضرر.


لا أكتمك سرا إن قلت إن ما قمتم به فاق كل ما توقعت. ففى مناخ يسوده الرياء والكذب، ويسيطر عليه العناد وعدم الإحساس بالمسؤولية، والرغبة الدائمة فى الالتفاف حول الحقائق والهروب من مواجهتها، لم أكن أتوقع أن يأتى اعتذار الصحيفة بهذا الوضوح المباشر والشجاع. ورغم اعتقادى، أيها الصديق العزيز، بأن غضبى كان مبررا، فإنه غضب المحب الحريص على حبيبته، وليس غضب المنتقم الذى يبحث عن مبرر للانسحاب أو الجرى وراء إغراءات مهما كانت جذابة. وصدقنى إننى كنت أتمزق وأنا أفكر فى أن قرارى هذا قد يحرمنى ولو لبعض الوقت من قراء ارتبطت بهم قبل أن يرتبطوا بى، وأحببتهم ربما أكثر مما أحبونى هم، لكننى أعتقد فى الوقت نفسه أن موقفكم كان أكثر كرما وشجاعة ونبلا، وهو موقف يحسب لكم لا عليكم، كما يحسب لكل أسرة «المصرى اليوم».


بقى أن أقول لكم: كم أتمنى أن يشكل ما حدث درساً للجميع، كى نعتبر النجاح دافعا للجرى وراء المزيد من النجاح. وفى ضوء كل ما سبق، يشرفنى إخطاركم بأننى سأستأنف الكتابة اعتبارا من يوم غد الاثنين، هذا إذا لم تكونوا قد غيرتم رأيكم و«رجعتم فى كلامكم».


ولكم منى كل المحبة والتقدير.


..............


ومن «المصرى اليوم» إلى القارئ ود. نافعة


تؤمن «المصرى اليوم» بأن لها «صاحب واحد»، هو القارئ الذى يدفع من جيبه ثمن النسخة أو يسعى إليها عبر الإنترنت. هذا القارئ هو المرجعية وهو الوحيد الذى تتوجه إليه الجريدة برسالتها، وتحاول دائماً أن تكون صادقة معه، حتى لو اعترفت بالخطأ بشجاعة تحاول ترسيخها كثقافة مهنية فى الصحافة المصرية.


ولأن «المصرى اليوم» تقوم على احترام قارئها، تختار له كتاباً جديرين به، يتمتعون بالمصداقية، ويتحلون بالشجاعة، ويؤمنون بحق النقد دون تجريح، وتوفر لهم «الجريدة» مناخاً من الحرية فى تبنى مواقفهم، والدفاع عن وجهات نظرهم وطرح آرائهم.


لا ينفصل الجانب التحريرى فى العمل عن خدمة الرأى التى تقدمها الجريدة للقارئ، وتضيف مصداقية الكاتب إلى مصداقية الجريدة والعكس. من هذا المنطق، اختارت الدكتور حسن نافعة واختارها، وجاء الاختيار المتبادل مبكراً منذ صدور الجريدة قبل أكثر من 6 سنوات، ولهذا الاعتبار والإحساس بحق القارئ فى الحصول على خدمة رأى مميزة كان حرصنا على الاحتفاظ بالدكتور حسن نافعة وبمساحته التى يكتبها يومياً على صفحات الجريدة، باعتبارها من أهم مساحات الرأى فى الصحافة المصرية حالياً. وإذا كان حدث خطأ فى سياق الأداء التحريرى، ألحق أذى بالدكتور نافعة، فقد تم التعامل مع الأمر فى سياقه، وفى إطار اللوائح المؤسسية المنظمة للتعامل مع هذه الأخطاء.


وعندما قدمت الجريدة اعتذارها عن هذا الخطأ، كان ذلك فى إطار حرص مزدوج من الجريدة على قارئها وكاتبها الكبير.

غداً.. يعود الدكتور حسن نافعة لمكانه، ويواصل إسهامه فى مسيرة «المصرى اليوم»، التى تجدد ترحيبها به، واحترامها له ولكل كتاب الرأى على صفحاتها.


 رئيس التحرير

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية