قالت الممثل الأعلى للسياسة العليا الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، الأحد، بعد عودتها إلى لندن عقب انتهاء زيارتها الأخيرة إلى القاهرة، إن القوات المسلحة وافقت على طلب زيارتها للرئيس المعزول محمد مرسي، بسبب ترسخ العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنه كان مسرورًا للغاية عند رؤيتها، وأنهما تبادلا مناقشة ودية وصريحة.
ووصفت صحيفة «جارديان» البريطانية «آشتون»، في حوار نشرته، السبت، بأنها «تتمتع بالقوة الناعمة» كونها أول مسؤولة بالاتحاد الأوروبي تنجح في إقناع الجيش المصري بالسماح لها برؤية مرسي، بعد فشل عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين في مقابلته بعد عزله من منصبه في 3 يوليو الماضي، وهي المحادثات التي اتّسمت بالصراحة بشأن مستقبل الديمقراطية في مصر.
وأوضحت «آشتون» أن مرسي كان مسرورًا للغاية عند رؤيتها، مضيفة أنهما تناولا أطراف الحديث في مناقشة ودية ومنفتحة وصريحة.
وعن معاملة مرسي في الحجز، أكدت آشتون أنه يلقى معاملة طيبة، ويتم توفير الغذاء له في الثلاجة، وهو في وضع جيد بأي حال من الأحوال.
وحول سبب اقتناع القوات المسلحة بالسماح لها بزيارة مرسي، قالت إن «علاقات الاتحاد الأوروبي مع جميع الزعماء السياسيين الرئيسيين في مصر، في الحكومة والمعارضة، تم ترسيخها بشكل جيد، ولم تكن هناك أي مقاومة ممن هم في السلطة لتوصيلي إلى مرسي».
وشددت «آشتون» على أن «زيارة مرسى كانت مهمة لجميع البلدان الأوروبية التي أرادت التأكد أنه بخير، كما أن الزيارة كانت مهمة نظرًا لقلق الاتحاد الأوروبي باستمرار ودعوته إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين، بما في ذلك مرسي».
ورفضت «آشتون» التحدث باستفاضة عن الحديث الذي دار بينها وبين مرسي، لكنها اعترفت بأن «حديثهما ترك شعورًا بالأمل والتفاؤل حول مستقبل مصر كدولة ديمقراطية مستقرة».
وأضافت: «أعتقد أن الشعب المصرى يريد إيجاد وسيلة للمضي قدمًا إلى الأمام، وبالتالي فإن المهمة القادمة يجب أن تقوم على تلك المعايير، فالديمقراطية ليست مجرد انتخابات، لكنها تشتمل على ضمان الانتخابات المقبلة ومساعدة المؤسسات التي تدعم الديمقراطية».
وبعد لقائها مع مرسي، طرحت «آشتون» نفسها كوسيط محتمل في الخلافات بين جماعة الإخوان المسلمين والجيش المصري، نظرًا لِكَم الاحترام الذي يظهره الجانبان تجاهها.
واعتبرت «آشتون» أن مصر فى بداية رحلة مهمة ووعرة، مشيرة إلى أن «مفوضية الاتحاد الأوروبي التي تمثل 28 دولة عانت بالفعل جميع أنواع الاضطرابات، وهو الأمر الذي ساعد على استيعاب معنى المراحل الانتقالية وتطوير الديمقراطية».
واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه بالرغم من تنحي «آشتون» عن منصبها، العام المقبل، فإن أي فرصة لجلوس أطراف النزاع في مصر على طاولة واحدة سيعود إلى جهود «آشتون» المبذولة في تلك النقطة تحديدًا.