سادت حالة من الارتباك مع بدء اليوم الأول للدراسة اليوم السبت، بسبب عدم اكتمال صيانة عدد من المدارس، وتغيير عدد من مديري الإدارات التعليمية في عدد من المحافظات قبل بدء الدراسة بأسبوع، وتحول بعض المدارس إلى العمل بنظام الفترتين، فيما قرر الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم، إعادة توزيع المدرسين على الإدارات التعليمية المختلفة فى مديرياتهم، فى حال زيادتهم عن الحد المطلوب فى المدارس، لسد نسبة العجز الذي تعانى منه بعض الإدارات.
وجاء قرار الوزير أثناء اجتماعه بـ«الفيديو كونفرانس»، اليوم، مع مديري المديريات التعليمية على مستوى المحافظات، لضبط سير العملية التعليمية من بدايتها، وطالب «بدر» مديرى المديريات الذين طلبوا تعاقدات جديدة فى بعض المواد لسد العجز بها، وإعادة توزيع المدرسين لديهم، موضحا أن مدرس الاعدادى قد يسد عجز مدرس ثانوى فى مادته، والعكس، دون المساس بدرجته الوظيفية.
وعلمت «المصرى اليوم» من مصادر مطلعة أن بدر اكتشف أن أحد مديرى المديريات الذى طلب التعاقد مع مدرسين جدد فى أحد المواد، لديه 70 مدرسا فى المادة، ولكن سوء التوزيع والإدارة، حال دون وجودهم فى المدارس التى تحتاج إليهم، وهو ما جعله يطالب جميع المديريات بإعادة توزيع المدرسين مرة أخرى، لسد العجز وعدم الإثقال على كاهل الدولة دون داع، بالتعاقدات الجديدة، مشددا على موافاته بإعادة التوزيع الثلاثاء المقبل، على أقصى تقدير، للموافقة على تعاقدات فى حال وجود عجز حقيقى دون زيادة فى أعداد المدرسين.
ونفى الوزير حدوث أي حذف في المناهج الدراسية هذا العام حتى الآن، مؤكدا اهتمامه بالكتاب المدرسي، منوها بتميزه عن الكتاب الخارجي بأنه يعطي الطالب مجالا للتفكير، مشيرا إلى أن الوزارة تدرس حاليا تطوير الكتاب المدرسي.
وأصدر الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة تعليمات بضرورة إلزام مديري المدارس بالتنسيق مع رؤساء الأحياء لرفع أي تراكمات للقمامة أمام المدارس، وضرورة تحديد كل مدرسة مواعيدا لإخراج صناديق القمامة وإخطار سيارات هيئة النظافة بها، حتى يتم المرور اليومي لتفريغ الصناديق.
وطالب المحافظ مدحت مسعد، مدير مديرية التربية والتعليم، بتشديد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المحافظة منذ العام الماضي لمكافحة مرض أنفلونزا الخنازير، من خلال الاهتمام بنظافة الفصول ودورات المياه وتعيين العمالة اللازمة للنظافة.
ويقوم المحافظ غدا الأحد بجولة تفقدية في عدد من مدارس القاهرة للاطمئنان على سير العملية التعليمية وانتظام الطلبة والطالبات بالفصول، والوقوف على مستوى النظافة بالفصول، ومدى استعداد المدارس لاستقبال العام الدراسي.
وفي الجيزة، استعدت المحافظة لبدء العام الدراسي الجديد، وقال المحافظ المهندس سيد عبد العزيز، إن جميع الأجهزة والإدارات المعنية تعمل على توفير سبل الراحة لأكثر من 733 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل التعليمية المختلفة، مؤكدًا تنفيذ جميع الإجراءات الصحية والوقائية بالمدارس.
فيما شهدت مدارس محافظة المنوفية فوضى وعدم انتظام في اليوم الأول لبداية العام الدراسي الجديد، وتبين عدم إنهاء بعض المدارس الجداول الدراسية، وشهد الطابور المدرسي حالة فوضى بين التلاميذ والمدرسين لعدم الاستقرار على اختيار بعض الفصول، وخاصة في المدارس ذات الفترتين.
وأكد مصدر مسؤول بمحافظة المنوفية أنهم اضطروا إلى استخدام سيارات المحافظة المختلفة، ومن بينها سيارات جمع القمامة، بعد تهذيبها ونظافتها لجلب الكتب الدراسية للطلاب، بسبب تأخر الوزارة فى إرسالها، بينما قالت بسيونية صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، إنه سيتم تلافي السلبيات التي حدثت خلال اليوم الدراسي الأول، لافتة إلى أنها استلمت العمل منذ اسبوع فقط، قائلة: "لا بد من التمهل حتى يتم تصحيح الأوضاع".
ولم يختلف الحال في محافظة 6 أكتوبر عن المنوفية، وأكدت نسيبة عبد المنعم وكيل مديرية التعليم في المحافظة، أنها تسلمت مهام عملها منذ أسبوع، عقب إحالة وكيل المديرية السابقة أميمة أبو العلا للتقاعد، مبررة بذلك حالة الارتباك التي سيطرت على المدارس والمؤسسات التعليمية، خاصة عقب الإعلان عن زيارة الوزير المرتقبة للمحافظة في بداية العام لافتتاح بعض المدارس.
وكشف مصدر مسؤول لـ«المصري اليوم»، طلب عدم ذكر اسمه، أن الزيارة التي تم الإعلان عنها في الأيام الأولى للعام الدراسي أربكت جميع المدارس والمؤسسات التعليمية، ووضعتها في حالة استنفار كامل، وتم التنبيه على جميع مديري الإدارات بالتواجد في مكاتبهم منذ اليوم الأول، والتنبيه على مديري المدارس والمدرسين بالتواجد وعدم الغياب لأي سبب.
وفي محافظة المنيا، أحال المحافظ الدكتور أحمد ضياء الدين، مدير الإدارة التعليمية بالمحافظة للتحقيق، وإعفاء 55 من مديري المدارس من مواقعهم بسبب عدم انضباط العملية التعليمية فى مدارسهم فى اليوم الاول لبدء الدراسة، في الوقت الذي شهد فيه اليوم الأول لبدء العام الدراسى ارتباكا فى العملية التعليمية بمدارس المنيا بسبب توزيع التلاميذ والطلاب على فترتين.
وفي محافظة أسيوط، امتنع عدد كبير من تلاميذ وطلاب المدارس الابتدائية والاعدادية بقرى الجاولي وسكره والشيخ والي ونجع سبع والحواتكة التابعة لمركز منفلوط بأسيوط، عن الذهاب إلى المدارس، وتقدم أولياء الأمور بطلبات نقل إلى مدارس أخرى، بسبب وجود مجمع مدارس الجاولي في مواجهة جزيرة أولاد سليم التابعة لمركز أبنوب، التي لها عداوات مع قرية الجاولي وعدد من القرى المجاورة، ويتم إطلاق وابل من النيران عشوائيا على القرية طوال اليوم، حسبما ذكر أهالي تلك القرى.
وقال محمد أحمد من قرية الشيخ والي: "منعت أولادي من الذهاب إلى المدرسة لأن المديرية لم تؤمن وجود أولادنا في المدارس بأي شكل، وأن أولاد سليم أقاموا أكشاكا وتبًّات على أطراف الجزيرة لإطلاق النيران منها ليلا ونهارا"، وأضاف: "سبق أن أصابوا مكتب البريد وعددا من المنازل المجاورة للمدرسة فضلا عن إصابة منازل عدد من أهالي القرية وإصابة أحد الفلاحين بطلقات أثناء وجوده في حقله".
وشهدت بداية العام الدراسي الجديد في دمياط ارتباكا في بعض المدارس بسبب تأخر أعمال الصيانة والتجديدات، وتم نقل تلاميذ مدرسة بنت الشاطئ الإعدادية للبنات إلى مدرسة النيل الإعدادية لتعمل المدرسة على فترتين مع إلغاء إجازة السبت، مما أثار غضب التلاميذ وأولياء الأمور.
وتعرضت مدرسة الشعراء الثانوية، التي تدخل الخدمة هذا العام وتستعد لاستقبال الطلاب لأول مرة، لطفح الصرف الصحي الأسبوع الماضي بسبب عدم توصيل المدرسة على الشبكة العمومية التي تبعد أمتارا عن المدرسة.
وقال العربي الولي، عضو مجلس محلي المركز، إن المدرسة تم استلامها من الأبنية التعليمية دون شبكة صرف صحي، وتعتمد على نظام الترنشات في الأراضي الزراعية.