x

«إيكونوميست» ترصد لقطات من شخصية «السيسى»: المصريون يعتبرونه مصدر الأمن والكرامة

الجمعة 02-08-2013 22:04 | كتب: بسنت زين الدين |
تصوير : حسام دياب

«رجال طموحون فى الزى العسكرى».. هكذا جاء عنوان مجلة «إيكونوميست» البريطانية فى تقرير مطول نشرته فى عددها الأسبوعى الصادر الجمعة، تحدثت فيه عن دور الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، النائب الأول لرئيس الوزراء، فى المرحلة الراهنة بالبلاد، الذى أكدت المجلة أنه لايزال يتمتع بشعبية كبيرة وأن المصريين ينظرون للسيسى باعتباره «مصدر الأمن والكرامة».

ورأت المجلة أن الفريق السيسى يسعى الآن إلى الظهور فى الأضواء «ربما لأنه يود أن يرشح نفسه للرئاسة»، مشيرة إلى بعض التقارير المصرية التى عقدت مقارنة بينه وبين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وقالت المجلة إن «المحتجين من الشعب المصرى هم من ساعدوا الجيش على إنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر الشهر الماضى» وهذا ما يفسر لصق صور وبوسترات للسيسى فى الشوارع لأن العديد يعتبرونه «مصدر الكرامة والأمن الذى تفتقر إليه مصر منذ وقت عبدالناصر»، حسب ما ورد بالمجلة.

ونقلت المجلة عن الخبير الأمريكى روبرت سبرنجبورج، المتخصص فى شؤون القوات كلية الدراسات العليا البحرية فى ولاية كاليفورنيا، قوله إنه «من الواضح أن السيسى «يستمتع بفكرة الرئاسة».

وقالت المجلة إن السيسى يتبع فى سياساته مبدأ «الخلط بين القومية والإسلام»، مشيرة إلى إدراجه فى كثير من الأحيان الآيات القرآنية فى محادثاته.

ووصفت المجلة «السيسى» بأنه رجل تقى أكثر من سلفه المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق، الذى كان قائدا للجيش منذ عام 1991 وحتى العام الماضى، فى الوقت الذى كان فيه السيسى ملحقا عسكريا بالسعودية.

وقابلت المجلة إحدى الأساتذة التى درست للسيسى أثناء دراسته فى «كلية الجيش الحربى الأمريكى» فى ولاية بنسلفانيا، وتدعى شريفة زهور، وقالت إن السيسى طالما عبر عن رأيه واقتناعه بأن «الجيش لابد أن يكون فوق السياسة»، مضيفة أنه كان لديه انطباع بأن «مصر لابد أن تصبح تدريجيا دولة أكثر تعددية»، وأضافت: «لكن كان يدرك الصعوبات التى تنطوى بالنسبة للعديد من المواطنين الذين لم يشاركوا فى انتخابات مفتوحة فى ذلك الوقت».

وسردت المجلة ما حدث بين الإخوان والجيش بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية العام الماضى، قائلة إن جنرالات الجيش شكلوا تحالفا ما مع جماعة الإخوان أفضى إلى تعيين السيسى وزيرا للدفاع وتطهير الجيش من العشرات من الضباط ذوى الارتباط الوثيق بالنظام السابق، وهنا حذر السيسى من التدخل فى السياسة، مثل ما حدث عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك، وقال إن التدخل فى السياسة من الممكن أن يحول مصر إلى أفغانستان أو الصومال.

ونقلت المجلة عن أحد الجنود الذى اكتفى بإعلان اسمه «هادى» أن «السيسى عكس طنطاوى، لأنه يقدم معاملة كريمة للمجندين»، مضيفا أن «وزارة الدفاع باتت أكثر جدية بشأن أى شكوى وحتى إن كانت من جندى ضد ضابط، كما تعاقب الوزارة أى ضابط إذا تم ثبوت سوء معاملته أو انتهاكه بحق الجنود».

ومع خسارة الإخوان المسلمين كسب التأييد الشعبى فى نفس الوقت الذى سيطرت فيه على المزيد من السلطة، أكدت المجلة أن طموحات الجنرالات ومصالحهم جعلتهم يراجعون تعهدهم بالبقاء بعيدا عن السياسة، حسب قول المجلة.

ووصفت المجلة الجيش المصرى بأنه «أكبر بكثير من مجرد قوة قتالية»، قائلة إن «القتال ربما يكون هو أقل قدراتها المتطورة». وأوضحت المجلة أن «الجيش يعتمد على دعم المدنيين الذين يبدون استعدادهم للحكم بجانبهم»، مشيرة إلى دعم الدكتور محمد البرادعى، نائب الرئيس للعلاقات الدولية، وزياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، للجيش وموافقتهم على العمل معه فى الحكومة الجديدة بقيادة المستشار عدلى منصور، الرئيس المؤقت.

وأكدت المجلة أن «الجيش لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة بشكل ملحوظ»، لافتة إلى استطلاع للرأى تم إجراؤه فى شهر مايو الماضى أفاد بأن 94٪ يؤيدون الجيش و30% فقط لمحمد مرسى والمعارضة. وحذرت المجلة من تحول الآراء الشعبية ضد الجيش ما لم يستطع إصلاح الأوضاع الاقتصادية، مستشهدة بما حدث مع الإخوان المسلمين عندما كانت تتمتع بشعبية واسعة عند وصولها الحكم ولكن الشعب أدار ظهره عنهم بعد عدم توفير فرص العمل والخدمات التى طال انتظارها ولم تتحقق أبدا. ونصحت المجلة الجيش بتحقيق الإصلاحات التى فشل فى تحقيقها الإخوان المسلمون ونظام مبارك، مؤكدة أن الاقتصاد المزدهر سيعود على البلاد بالنفع الكبير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية