اعتبرت وكالة «رويترز» للأنباء، في تحليل لها، الجمعة، أن الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي بدأ مساء الأربعاء، يطلق مزيدًا من الشرر المتطاير في منطقة الشرق الأوسط القابلة للاشتعال، لكن من غير المرجح أن يُشعل حربًا أوسع نطاقًا أو يقضي على معاهدة السلام التي وقّعتها إسرائيل ومصر عام 1979.
ونقلت الوكالة، عن نبيل عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، قوله إن «مرسي لا يستطيع أن يفعل شيئًا سوى مناشدة المجتمع الدولي لأن ميزان القوى في المنطقة يميل نحو إسرائيل».
وأضاف أن «الدول العربية لا تزال أيضًا ضعيفة أكثر مما يلزم عسكريًّا ودبلوماسيًّا للقيام بتحرك جدي ضد (هذا العدوان)».
وقال المستشار السابق لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، تيمور جوكسل، إنه لا يتوقع «تصعيدًا أكثر من الإدانات شديدة اللهجة من القادة العرب»، موضحًا أن «الطريقة الوحيدة لتصاعد هذا الأمر هي إذا اختارت إسرائيل الانتقال إلى الخطوة التالية (في غزة)، وهذا قرار إسرائيلي ليس من السهل التخمين بشأنه، لأن هناك انتخابات إسرائيلية مقبلة، ولو تركوا الأمور على حالها فسيهدأ الموقف».
ويقول المعلق السياسي في بيروت، رامي خوري، في تصريحات لـ«رويترز»، إن «المواجهة في غزة قد تصرف الاهتمام لفترة وجيزة بعيدًا عن سوريا، لكنها لن تؤثر بشكل كبير على الصراع هناك»، مشددًا على أن «الصراع بين إسرائيل وحماس ذو طبيعة دينامية متجددة».
وأوضح أن «التفجر الجديد للعنف ليس مستغربًا، لأن هناك استراتيجية ثابتة للمقاومة من جانب عدة جماعات بإطلاق النار على إسرائيل (ردًّا على الحصار)، في إشارة إلى القيود الإسرائيلية على قطاع غزة».
وتشعر إسرائيل بالقلق بشأن رد فعل مصري محتمل، لكن ذلك لم يمنعها، حيث كانت الحكومة قد تنصلت هذا الشهر من تعليقات جلعاد عاموس، وهو مساعد كبير لوزير الدفاع، قال فيها إن الإخوان المسلمين في مصر يديرون ديكتاتورية «مروّعة».