طرحت مجلة «شبابنا» على موقعها الإلكتروني فكرة تهدف إلى اختيار وقت محدد يمتنع فيه، كل من يقتنع بالفكرة، عن الحديث في السياسة أو المشاكل الحالية التي تمر بها مصر، في محاولة للابتعاد عن ضغوط الحياة الاجتماعية والفكرية والسياسية.
وتحولت الفكرة إلى مبادرة كبيرة تهافت على الاشترك فيها عدد كبير من الشباب، والفكرة التي تحولت إلى مبادرة عبارة عن أن يقوم كل من هو مهموم بالمشاكل، أو يشعر بأرق بسبب ضغوط الحياة، بتقمص شخصية كرتونية محببة إلى قلبه، ويتحدث مثلها، ويفكر بطريقتها أو أسلوبها، في محاولة للعودة إلى النقاء الطفولي الخالي من أي هموم.
ولاقت الفكرة ترحيبًا شديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة لم يتوقعها أصحابها، فقرروا تطويرها وتحويلها إلى مبادرة تحت اسم «عالم كرتوني سعيد»، متمنيًا داخلهم أن تتطور هذه المبادرة يومًا ما وتتحول إلى مبادرة «عالم إنساني سعيد»، وبدلًا من استمرار الفكرة لمدة 48 ساعة فقط كما نصت شروط المبادرة، فوجئ القائمون على المشروع، بطلبات عدد من المشتركين، بمد فترة المبادرة.
قال خالد منصور، مدير تحرير مجلة «شبابنا»، إن مبادرة «عالم كرتوني سعيد» التي أعلنت عنها المجلة خرجت من الشعور بـ«البهدلة خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب الاتهامات والانقسامات والعنصرية الناتجة عن الحديث في السياسة»، مشيرًا إلى أن الانفصال عن الواقع كان هدفهم الأول من المبادرة التي وفرت لمشتركيها هدوء الأعصاب وساعدتهم على اكتشاف إنسانيتهم التي دُفنت تحت ركام الأحداث بنشر أغاني الكارتون، فضلاً عن أشهر الحوارات التي دارت في تلك الأفلام الكارتونية.
وأضاف «منصور»: «(سابق ولاحق)، و(المغامرون الخمسة)، و(عالم سمسم) كانت أكثر الشخصيات الكارتونية التي حاول المنضمون لمبادرة (عالم كارتوني سعيد) تقمصها، وستستمر المجلة بتقديم مبادرات تنشر الأمل والتفاؤل بين الناس، لكن المفترض أن نقلل من الحديث في السياسة حتى نطلق مبادرة جديدة، وأرجو أن يحاول الجميع الكتابة عن الدين والحب والحياة، ويبتكرون أفكارًا تنفع الناس، نتمنى أن نصل إلى مرحلة (عالم إنساني سعيد)».
كانت فكرة المبادرة بدأت كتجربة أولية لمدة 48 ساعة فقط، بهدف التوقف كليًا عن الحديث في السياسة على مواقع التواصل الاجتماعي، واستبدال صور العنف والدماء بأخرى تتميز بصفات الإنسانية والتسامح التي عادة تتسم بها البرامج الكارتونية.
ورغم انتهاء الـ48 ساعة الخميس الماضي، إلا أن المشاركين في «عالم كارتوني سعيد» أصروا على استمرار تقمصهم للشخصيات الكارتونية والتحدث بأسلوبها هربًا من الواقع الذي وصفوه بالمرير.