فى الزقاق المطل على حى الناصرية بالسيدة زينب، احتشد الشباب والفتيات والسيدات، انتظارا للسماح لهم بالدخول إلى بيت السنارى، لمتابعة العرض المسرحى الذى يقام فى البيت، ضمن الأنشطة الرمضانية، لم تكن الساعة قد تجاوزت التاسعة، فيما كان صوت مؤذن جامع السيدة زينب يصدح بشعائر صلاة التراويح، التى لا يفرغ منها قبيل التاسعة والثلث، فتشيع أجواء مفعمة بالبهجة، والطمأنينة والرضا، لا يقلل منها سوى الضوضاء فى الشارع الرئيسى، الذى يتوارى خجلا من صوت الأذان.
فور انتهاء الصلاة، تبدأ مراسم الاحتفالات الرمضانية فى بيت السنارى «بيت العلوم والثقافة والفنون التابع لمكتبة الإسكندرية» الذى تضفى أنشطته الرمضانية على الشهر الكريم سحرا من نوع خاص، فما بين العروض المسرحية وفرق الفولكلور وحفلات الإنشاد الدينى والمولوية المصرية، جمع البيت طيلة الخمسة عشر يوما الماضية فئات مختلفة من الطبقات الشعبية والمثقفين والنخبة والبسطاء فى بوتقته الفريدة.
لحظة تماوج الإضاءة الزرقاء مع الحمراء على المسرح المكشوف فى بيت السنارى، هى ذاتها لحظة بدء العرض المسرحى، الذى احتشد أمامه نحو مشاهد.
عمرو على، رئيس وحدة الأنشطة ببيت السنارى، المشرف على الأنشطة- يحرص على زيارة البيت جميع فئات الشعب، وقال: «الهدف من الموسم الثقافى للبيت جذب فئات جديدة من الشعب، وفكرنا كيف يمكننا تقديم مضامين ثقافية واجتماعية تستهوى الطبقات البسيطة، خاصة المرأة، فكانت فكرة الورش الخاصة بالتريكو والسجاد اليدوى الفولكلورى، إضافة إلى أن الورش تستهدف المرأة، بداية من سن 25 عاما، لخلق أصدقاء للمرأة داخل بيت السنارى، ومنها تكوين فريق من السيدات يعمل على متابعة أنشطة المرأة، والبحث عن أفكار جديدة، مثل ورشة قماشتنا.
وأضافت الفنانة رؤى مجدى، مشرفة ورشة قماشتنا، أخدنا قرارا باستكمال الورشة فى رمضان، بعد توقفها، والهدف منها، تعليم المرأة صناعة أشياء مفيدة، باستخدام خامات أصيلة، منها المنديل البلدى والأوية الفلاحى، وقماش الملس والدمور، أى نسعى إلى تقديم كل ما هو تراثى، بشكل مختلف.
وأوضحت الفنانة هاجر حمدى، المشرفة على ورشة حلى نحاس: الورشة تستهدف تنمية قدرات المتدرب على التصميم، وتنفيذ قطع الحلى وتكرارها وتشكيلها بشكل مبتكر، من خلال موتيفات من بالتراث. وقالت الفنانة شيماء ممدوح أحمد، المشرفة على ورشة فن الموزاييك، الورشة تسعى لإحياء فن الجداريات، وهو عبارة عن بلاطات صغيرة من الزجاج أو الرخام، يتم تكسيرها واستخدامها فى عمل اللوحات، وإدخال الإكسسوارات المنزلية عليه، واستخدامه لتجديد الوحدات القديمة، وتقديمها بشكل جمالى.
وتشرف على ورشة الرسم على الزجاج الفنانة شروق جمال عبدالعزيز، وتهدف إلى تحويل أى منتج زجاجى إلى تحفة رائعة، من خلال الرسم على الشبابيك والأباجورات والأطباق والقوارير.
أما أهم نشاط فى البيت، ويحظى بمشاركة متميزة وكبيرة من رواد السنارى، فهو ورشة بجد مش تمثيل، التى يشرف عليها الفنان شريف القزاز، وأشار إلى أن الورشة عبارة، عن محاولة لإعداد ممثل مختلف لدية معرفة خاصة بفكرة السنوغرافيا «ديكور– ملابس – إضاءة – ماكياج»، لأننا نريد تقديم هذا الفن للمجتمع، كأفراد مسؤولين من الناحية الأخلاقية والروحية، فهو فن مهتم بفكرة تقبل الآخر والكرامة والحب والمسؤولية.
وأكد رئيس وحدة الأنشطة فى بيت السنارى أن جميع الورش تقام خلال رمضان، لا يقتصر الأمر على الكبار فقط، بل يهتم البيت بالأطفال من خلال مبادرة ابتكار، التى تهدف لتعليم الطفل وتدريبه على فكرة العمل الجماعى، تحت شعار «اتعلم – فكر – أبدع».
ويخصص البيت أول خميس من كل شهر لقاء خاصا بالصوفية، يترنم فيه الإنشاد الصوفى بأبيات الحب الإلهية، وتقام العروض المسرحية، التى يحوى بعضها إسقاطا سياسيا واجتماعيا على أوضاعنا، منها عرض حلم بلستيك، وضحك السنين وفاشلون.