x

غزة تتشح بالسواد.. المحال تغلق أبوابها والوزارات والمؤسسات تتعطل لحين إشعار آخر

الخميس 15-11-2012 14:22 | كتب: محمد عمران |
تصوير : محمد عمران

اتشح قطاع غزة بثوب من السواد، حزنًا على استشهاد نائب القائد العام لكتائب القسام، أحمد الجعبري، إضافة إلى 12 شهيدًا بينهم أطفال.

وبدأت أجواء الحرب الحقيقية ضد الفلسطينيين تنعكس على كل جوانب الحياة في القطاع، إذ أغلقت المحال التجارية أبوابها وتعطلت كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية لحين إشعار آخر.

ورغم الحزن الشديد على استشهاد الجعبري، غابت عن جنازته، التي حضرتها «المصري اليوم» في مدينة غزة، كل القيادات السياسية لمختلف الفصائل الفلسطينية، لاسيما حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، خشية استهدافهم من الغارات الإسرائيلية التي ظلت تحلق على ارتفاعات منخفضة في سماء غزة.

القيادات السياسية تتوارى عن الظهور خشية الاستهداف

ومنذ بدء الغارات وإعلان تل أبيب حالة الحرب، توارت القيادات السياسية، منذ مساء الأربعاء، عن الظهور في وسائل الإعلام، وحتى عن التواجد في منازلها أو مكاتبها، باستثناء عدد قليل من الناطقين الإعلاميين. واقتصرت الجنازة على المواطنين العاديين وأقارب وأهل الجعبري وبعض المسؤولين غير البارزين في حكومة «حماس» والمتحدثين باسم الحركة.

ولم يتوقف دوي الانفجارات أثناء وبعد تشييع الجنازة، وبثت أصواتها حالة من الرعب بين المدنيين، كما هو الحال مع ألسنة الدخان التي غطت مناطق مختلفة من القطاع. وخصصت عشرات الإذاعات المحلية الفلسطينية موجات بثها للحديث عن الاعتداءات، ولنقل البيانات العسكرية تباعًا، التي تصدرها فصائل المقاومة المختلفة، ما عكس حالة الحرب الحقيقية بين غزة وتل أبيب. وكانت أبرز تلك البيانات العسكرية هو ذلك البيان الخاص بكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس»، بقصف تل أبيب.

وتتزايد مخاوف الغزيين من تصعيد إسرائيل لعدوانها، باستمرار عمليات القصف الجوي، والتعزيزات التي تشهدها حدود القطاع مع إسرائيل، بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال إعطاء الضوء الأخضر من المستوى السياسي لشن عدوان بري والتحرك لما وصف بـ«تحقيق أهداف عملية عامود السحاب».

زحام على المخابز والمحطات تعلن نفاد الوقود وتجار يتلاعبون بالأسعار

وعبّر غزيون في أحاديثهم مع «المصري اليوم» عن خشيتهم من إقدام إسرائيل على استهداف مواقع مدنية، على غرار ما حدث في عدوان «الرصاص المصبوب» قبل نحو 4 سنوات، ومن سقوط مزيد من المدنيين الأبرياء، خصوصاً أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت، الأربعاء، منزلين في مدينة غزة وضواحيها.

وتفاقمت الأوضاع الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين على صعيد توفير المواد التموينية ومشتقات البترول، التي تشهد أماكن بيعها ازدحامًا كبيرًا، بعد إعلان إسرائيل بدء عمليتها العسكرية. وعاد مشهد طوابير الغزيين يقفون على المخابز تتكرر من جديد، كما هو الحال في محطات الوقود التي أعلن عدد منها نفاد ما لديه من بنزين وسولار، ما قد يفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة إذا ما استمرت الغارات الجوية على حالها، مع إغلاق إسرائيل لمعبر «كرم أبو سالم»، وهو المنفذ الوحيد الذي يتم من خلاله إدخال احتياجات القطاع من المواد الأساسية.

واشتكت عائلات غزية من محاولات بعض التجار التلاعب بالأسعار وتخزين ما لديهم من سلع وبضائع، انتظارًا لما هو أسوأ. بيد أن الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة، إسلام شهوان، أكد أن حكومة حركة المقاومة الإسلامية «حماس» اتخذت كل التدابير اللازمة لضمان تدفق السلع التموينية إلى الغزيين بسهولة ودون تعرضهم لأي ابتزاز في الأسعار من قبل التجار، لافتاً إلى أن الوزارات المعنية تتابع عن كثب كل التطورات الميدانية لحماية الجبهة الداخلية.

وذكر شهوان، في تصريح خاص لـ«المصري اليوم»، أن «الحكومة في غزة حريصة على حماية ظهر المقاومة، وتثبيت الجبهة الداخلية»، مشيرًا إلى الإعلان عن أرقام هواتف في كل المحافظات للتبليغ عن تجاوزات التجار أو مروجي الشائعات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية