يعرض اليوم الجمعة في جميع دور السينما الكولومبية فيلم «عن الحب وشياطين أخرى»، المأخوذ عن رواية الأديب الكولومبي العالمي «جابرييل جارسيا ماركيز» التي تحمل الاسم نفسه، بعد أن حظى الفيلم بإعجاب النقاد في مهرجان «كارتاخينا دي إندياس الدولي».
وقد فاجأ الفيلم، الذي تم إنتاجه بشكل مشترك بين كولومبيا وكوستاريكا، ويعد المشروع السينمائي الأول للمخرجة الكوستاريكية «هيلدا هيدالجو»، الجميع في المهرجان منذ نحو الشهر على الرغم من أنه عرض خارج المسابقة الرسمية.
وتدور أحداث الفيلم في مدينة كارتاخينا دي إندياس شمالي كولومبيا في القرن الـ18 عندما تصاب طفلة تدعى «سييربا ماريا» من طبقة النبلاء ولكن من قام بتربيتها هم العبيد الأفارقة، بفيروس داء الكلب، وهو ما كان يعتقد وقتها أنه مس شيطاني.
ويتولى راهب إسباني شاب مهمة إنقاذ روح الطفلة من المس، إلا أن علاقة حب غريبة من نوعها تربطهما، بين رجل دين يرغب في أن يدرك الكون من وجهة نظر العقل والإيمان، ولكنه لم يكتشف ذاته في الجوانب الشهوانية، وطفلة عاشت هذه الأحاسيس من خلال تعاملها مع الأفارقة.
وتتناول رواية «ماركيز»، التي نشرت لأول مرة عام 1994 ، بالتفصيل ظروف التعايش بين عائلة أرستقراطية من المولدين وجمع كبير من الخدم والعبيد ذوي الأصول المتنوعة الهندية والأفريقية.
ومن خلال التعامل اليومي لتلك الجماعة يكشف «ماركيز» جوانب عديدة من الحياة الاجتماعية لتلك الفترة، والكثير من العادات وتقاليد السكان الهنود الأصليين وذوي الأصول الأفريقية، ينعكس كل ذلك على سلوك أفراد تلك الجماعة المتعايشة في اللغات المتنوعة التي يتحدثونها وفي الديانات والمعتقدات والشعائر والطقوس التي ورثوها عن قدمائهم.
وأشارت «كلارا ماريا أوتشوا»، منتجة الفيلم، إلى أن بعض النقاد قالوا إن العمل أفضل اقتباس نفذ حتى الآن لإحدى روايات «جارسيا ماركيز»، ولذا تأمل في أن يحقق نجاحا كبيرا، مشيرة إلى أن فريق العمل يدرك أن الفيلم ليس موجه لجميع شرائح الجمهور، وإنما لكل شخص وقع في الحب.
وأضافت أن كل من شاهد الفيلم يتفق على أنه رؤية مختلفة للمخرجة التي ركزت في الأحداث على قصة الحب.
وأشارت «أوتشوا» إلى أن أصعب ما واجهوه خلال مراحل الإعداد للفيلم، الذي تستغرق مدته 97 دقيقة والذي ولد منذ أكثر من خمس سنوات واستمر تصويره ومرحلة ما بعد الانتاج نحو عامين، كان اختيار البطلة حيث تطلب الأمر إجراء أكثر من ألف و200 تجربة أداء في كوبا والمكسيك وكولومبيا والبرازيل وكوستاريكا وإسبانيا، إلى أن وقع الاختيار على الكولومبية «إليثا تريانا أمايا» التي كانت تشارك بنفسها في اختبارات الممثلين وتم استبعادها في بداية الأمر "لصغر سنها".
ويعد الفيلم، الذي بلغت ميزانية إنتاجه 2.2 مليون دولار، الرابع المستوحى من رواية للكاتب الحاصل على جائزة نوبل للأدب.
ومن المقرر أن يعرض الفيلم في التاسع من أبريل المقبل في كوستاريكا، كما من المتوقع أن يشارك في عدة مهرجانات دولية في المستقبل.